.news-hero{position:relative;display:flex;gap:2rem;z-index:2}@media (max-width:768px){.news-hero{flex-direction:column}}.news-hero .single-news-hero{display:flex;flex-direction:column;gap:0.5rem;width:50%}@media (max-width:768px){.news-hero .single-news-hero{width:100%}}.news-hero .single-news-hero img{width:100%;height:20rem;object-fit:cover}.news-hero .single-news-hero span{font-size:0.8rem;color:var(--oxy-grey);font-weight:400}.news-hero .single-news-hero .post-title h3{font-size:1.5rem;font-weight:400}.news-hero .single-news-hero .post-title:hover h3{color:var(--oxy-red)}.news-hero .single-news-hero a{color:var(--oxy-red)}
تم يوم الأربعاء 8 تشرين الثاني، في قاعة سيدة الحبل بلا دنس في دير المخلص في القدس، الاحتفال بالموعد السنوي لافتتاح السنة الأكاديمية، بالاشتراك بين الفرنسيسكان والدومنيكان. يفتتح هذا اللقاء، كل سنة، العام الدراسي لكل من مدرسة الكتاب المقدس والمعهد البيبلي الفرنسيسكاني (SBF)، وهما من بين أهم المؤسسات الأكاديمية الكاثوليكية في الأرض المقدسة، حيث يتم استضافة فعاليات هذا اليوم كل عام في أحد المكانين.
في الجزء الأول من النهار، ألقى الأب روزاريو بييري، عميد المعهد البيبلي والأركيولوجي الفرنسيسكاني، كلمة رحب فيها بكافة المشاركين ومن بينهم غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك الطائفة الأرثوذكسية الرومية. وقد أكد الأب روزاريو بيري، قائلاً: "إن ما نقوم به اليوم هو عمل أكاديمي، يشكل حلقة وصل بين العام الدراسي السابق والعام الذي بدأ للتو، وهو وقت مميز لعرض النشاط المستقبلي وما تم إنجازه. في كثير من الأحيان، عند تقييم الماضي، يتركز الاهتمام قبل كل شيء، إن لم يكن حصريًا، على المطبوعات المنتجة والحفريات، متجاهلين جزءًا من التزامنا اليومي الذي لا يقل أهمية: أي التدريس. مجرد نظرة سريعة على نشرة الدورات المقدمة في مدرسة الكتاب المقدس وفي المعهد البيبلي الفرنسيسكاني، فإنها تتيح لنا أن نقول، دون أدنى شك، أن من الصعب العثور على عرض مماثل في مكان آخر، فيما يتعلق بدراسة الكتاب المقدس، يتيح فرصة التعمق في تُراث مكتبتي هاتين المؤسستين، والتمكن من حضور المؤتمرات والأيام الدراسية والمحاضرات التي تنعش الحياة الأكاديمية".
وتابع قائلاً: "إن الأحداث السياسية، وهي عوامل تتخذ هنا، في هذه الأرض، طابعاً مأساوياً حقيقياً، إنما ألقت بطابعها على هذه الفترة أيضًا بشكل لا يمكن محوه، وفتحت آفاق الصراع الجاري الذي لا أحد يعرف متى سينتهي أو حتى ما إذا كان سيتوسع عبرَ الحدود. لطالما كانت الحراسة (أو الكنيسة) جزءاً من تاريخ هذه المنطقة، وكذلك المعهد البيبلي الفرنسيسكاني، الذي أسسته الحراسة.
"شكرًا لكم على هذا الترحيب الذي يكرّس تقليد "اليوم الأكاديمي"، وهو علامة على التعاون الذي لا يقدر بثمن، منذ عقد من الزمان بين الدومينيكان والفرنسيسكان"، قال الأب أوليفييه بوكيون الدومنيكاني، الذي يشغل منصب مدير مدرسة الكتاب المقدس والأركيولوجيا، منذ 1 تشرين الأول، خلفاً للاب جان جاك بيرينيس. وتابع قائلاً: "هذا تعاون لا يمكن إلا أن يستمر في إنتاج ثمار قيّمة. على الرغم من الصراع، علينا متابعة مهمتنا: نوجه دعوتنا إلى كافة المحاضرين والباحثين والطلاب للمشاركة في نقل ثمار هذه الدراسات وهذا العمل العلمي الذي يتم هنا".
ألقى المحاضرة السنوية هذا العام البروفيسور عوفر سيون، عالم الآثار والخبير لدى سلطة الآثار الإسرائيلية، وكانت تحت عنوان:
"المستوطنات في النقب خلال الفترة البيزنطية، والمناطق الزراعية المحيطة بها". لقد تمت دراسة النقب لمدة مائتي عام، وبطرق متعددة، وقد أصبح هذا الموضوع اليوم محل تحريات وتحليلات أكثر تفصيلاً، قام بها فريق من الباحثين وعلماء الآثار الذين تمكنوا، بفضل التقنيات الجديدة والصور الجوية والطائرات بدون طيار، من رسم خريطة شاملة للمنطقة برمتها. وقد كشفت احدى الأبحاث الأثرية التي جرت، عن وجود نشاط زراعي مكثف في صحراء النقب خلال الفترة البيزنطية وبداية القرن السابع. من ناحيته، علق البروفيسور سيون على بعض الصور الجوية التي قام بعرضها، وتمثل مناطق عفدات، ورحوفوت، وسعدون، ومنشيت، وشيفتا – وهي مجموعة من القرى التي تُظهر أراضيها كيف تم احتلال النقب وزراعته بشكل مكثف، بل وبشكل كبير يفوق ما كان يُعتقد به خلال الفترة البيزنطية. سيؤدي البحث إلى إصدار كتاب جديد، سيتم من ثم إدراجه في مجموعة Collectio Maior ضمن منشورات المعهد البيبلي.
وأخيراً، في الجزء الثاني من هذا النهار، قام كلا المديرين بتوضيح الفعاليات والرحلات الدراسية والعلمية التي تمت خلال العام
الدراسي الماضي والتي من المتوقع أن تقام خلال العام الحالي.
من ناحية أخرى، ركز الأب روزاريو بييري اهتمامه على الذكرى المئوية الأولى لتأسيس المعهد البيبلي، قائلاً: "لنلقي بنظرة مقتضبة فقط إلى تاريخ المعهد البيبلي الفرنسيسكاني، الذي يحتفل هذا العام بالذكرى المئوية الأولى على تأسيسه. فقد نشأ هذا المعهد بقرار من حراسة الأرض المقدسة، التي رغبت في إنشاء مركز خاص بها، للدراسات والبحوث والإنتاج العلمي، حيث تلتقي معاً مجموعة من الأعمال البحثية التي تغطي ما لا يقل عن مدة سبعة قرون. وقد وجدت الحراسة في أعمال الأبوين فرانشيسكو كواريسيمي وبرناردينو أميكو، أعظم مثال على ما تتميز به المدرسة الفرنسيسكانية المتخصصة بالدراسات الفلسطينية (Palestinology). سيتم التعامل مع هذا الموضوع بمزيد من التفصيل خلال اللقاءات التي من المتوقع أن تقام في روما والقدس خلال الفصل الدراسي الثاني. من هذا المنظور التاريخي، الذي يتجاوز بكثير مدة الـ 100 عام التي تغطيها الذكرى المئوية، ننظر بإعجاب مرة أخرى إلى الطريقة التي بها نمت تلك البذرة الصغيرة التي زُرِعَت في 7 كانون الثاني 1924، وهي تواصل مهمتها التي من أجلها تمت تنميتها، أي: نشر كلمة الله وخير الكنيسة".
Silvia Giuliano