.news-hero{position:relative;display:flex;gap:2rem;z-index:2}@media (max-width:768px){.news-hero{flex-direction:column}}.news-hero .single-news-hero{display:flex;flex-direction:column;gap:0.5rem;width:50%}@media (max-width:768px){.news-hero .single-news-hero{width:100%}}.news-hero .single-news-hero img{width:100%;height:20rem;object-fit:cover}.news-hero .single-news-hero span{font-size:0.8rem;color:var(--oxy-grey);font-weight:400}.news-hero .single-news-hero .post-title h3{font-size:1.5rem;font-weight:400}.news-hero .single-news-hero .post-title:hover h3{color:var(--oxy-red)}.news-hero .single-news-hero a{color:var(--oxy-red)}
صليب الحاج هو وسام على شكل صليب الأرض المقدسة لا يزال يُمنح حتى اليوم للحجاج الكاثوليك الذين يقوم برحلة إلى الأرض المقدسة، ويتقدم خصيصاً بطلب الحصول عليه.
شرع بهذا التكريم الديني البابا ليون الثالث عشر عام 1900، ولهذا فقد أطلق عليه لقب "تكريم البابا ليون الثالث عشر"، أو "الصليب الليوني". وحتى اليوم، لا يزال هذا الوسام، الذي رافق الحجاج في القرن الماضي وحماهم أثناء رحلة عودتهم إلى الوطن من أرض يسوع، رمزًا مهمًا للإخلاص للأماكن المقدسة وتقديرها.
بمنح هذا الوسام، وبالحج إلى الأماكن المقدسة والتبرع المرتبطان به، تتمكن الحراسة من تقديم المساعدة لسكان الأرض المقدسة، متبرعة بجميع المبالغ المقدمة، للفقراء والمحتاجين في المجتمع المحلي.
وفقًا للقديس ايرونيموس، بدأت رحلات الحج إلى الأماكن المقدسة فور صعود يسوع المسيح إلى السماء. فعلى مر القرون، أراد المسيحيون زيارة الأماكن التي وُلد فيها يسوع وعاش (بيت لحم والناصرة والقدس)، والصلاة فيها. وهكذا فقد أصبحت الأرض المقدسة وجهة مشهورة جدًا للحجاج على الرغم من تعقيدات وخطورة السفر والوصول إليها. غالبًا ما كان الحجاج ينالون، كما هو الحال اليوم، "اثباتاً" على قيامهم بالرحلة، مثل قطع أثرية صغيرة، أو حفنة من التراب من الأماكن التي زاروها، أو القليل من مياه نهر الأردن والقطع التذكارية التعبدية، إذ كانوا يعتبرون الحج أيضًا، نوعاً ما، دليلاً علنياً على تقواهم.
زاد عدد الحجاج القادمين إلى الأرض المقدسة بشكل كبير، لا سيما في منتصف القرن التاسع عشر. وقد أراد البابا لاون الثالث عشر (1810-1903)، الذي بارك وشجع الحجاج في طريقهم إلى الأماكن المقدسة، منحهم دليلاً على موافقته، وفي الوقت نفسه، أن ينشيء تذكاراً خاصاً لرحلتهم.
لهذا السبب أنشأ هذا البابا، بمرسوم صدر عنه في 2 أيار1901، وسام الحاج، على شكل صليب القدس، كي يُمنح لكل من قام بالحج المقدس، كعلامة واضحة على إنجازهم وعلى الخبرة الروحية التي نُحتت في قلوبهم.
تستحضر كل واحدة من المشاهد المحفورة على الوسام، مكانًا ما من الأرض المقدسة: وقد كان رجاء قداسة البابا هو أن يكون هذا الاعتراف وسيلة تذكر الحجاج بما تعلمه الأرض المقدسة، وبالنعم التي نالوها والاجتماعات التي عقدوها، وكذلك تذكيرهم بما يسأله الرب نفسه: "إجعلني كخاتم على قلبك كخاتم على ذراعك" (نشيد الأناشيد، 8: 6).
لم تعد اليوم بعض الشروط التي يتطلبها المرسوم أعلاه ضرورية، لكن بعضها لا يزال ساريًا. لا يزال من المعتاد اليوم ارتداء وسام الحاج على يسار الصدر، دلالة على منح الوسام وأداء الحج. ويمكن ارتداء الوسام فقط في الاحتفالات الدينية، في المواكب أو في رحل الحج، وبحضور الحبر الأعظم. يتدلى الوسام المقدس من شريط مصنوع من الحرير الأحمر تتوسطه أربعة خطوط زرقاء فاتحة؛ ويمتد شريط آخر أبيض أسفل الحافتين، مع شريط أصفر قاتم.
يُصنَع الوسام من البرونز أو الفضة أو الفضة المطلية بالذهب. وعلى الجهة الأمامية للوسام، حيث تتقاطع الذراعين، يوجد ختم صغير يعود للبابا لاون الثالث عشر، مع النقش باللاتينية: " Leo XIII P.M. creavit. Anno MCM" (أي: "أسسه البابا ليون الثالث عشر في عام 1900"). وعلى كل من العارضتين، يتم تصوير أربعة أسرار، هي:
بدءًا من اليسار وفي اتجاه عقارب الساعة، كتبت العبارة التالية: "Christi Amor Crucifixi traxit nos"، وهي تعني: "لقد جذبنا حب المسيح المصلوب". وتعكس هذه الكلمات روح القديس بولس، الذي قال لأهل كورنثوس: "فإني لم أشأ أن أعرف شيئا، وأنا بينكم، غير يسوع المسيح، بل يسوع المسيح المصلوب" (1 كور 2 : 2). فهذا كل ما يعنيه ويتمحور حوله الحج إلى الأرض المقدسة: الاعتراف بالإيمان بالمسيح الذي مات وقام في أرض عبرها سيرًا على الأقدام.
ترافق منح الوسام شهادة مخطوطة (حجمها تقريباً 42 سم × 30 سم) ويظهر على هذه الشهادة، وسط الإطار المورّد واللفائف المنمقة، ما يلي من الرموز:
بينما يوجد على جانبي الشهادة، عند الوسط، رسم ( على اليسار) للجهة الأمامية من وسام الحاج، ورسم (على اليمين) للجهة الخلفية منه.
أما الكتابة، فكلها باللاتينية، وتقول:
"من الأخ (فلان) الفرنسيسكاني، حارس جبل صهيون المقدس وقبر سيدنا يسوع المسيح، وحارس الأرض المقدسة وخادم الله المتواضع، إلى السيد (أو السيدة، أو السادة) فلان، المحبوب لدينا في المسيح. إذ مُنحنا من السلطة الرسولية، صلاحية منح المؤمنين وساماً تذكارياً للحج التقوي إلى الأماكن المقدسة، فإننا قد عزمنا من خلال هذا التكريم (المصنوع من البرونز أو الفضة أو الذهب) تكريم غيرة تقواكم، التي دفعت بكم إلى المجيء إلى ههنا لتكريم المزارات المقدسة المرتبطة بفداء الإنسان، حتى تبقى ثمار وذاكرة هذا الدرب المقدس الذي أتممتموه، حيّة في قلبكم (قلوبكم) إلى الأبد.
أعطي في القدس في… من شهر…. في سنة …"