.news-hero{position:relative;display:flex;gap:2rem;z-index:2}@media (max-width:768px){.news-hero{flex-direction:column}}.news-hero .single-news-hero{display:flex;flex-direction:column;gap:0.5rem;width:50%}@media (max-width:768px){.news-hero .single-news-hero{width:100%}}.news-hero .single-news-hero img{width:100%;height:20rem;object-fit:cover}.news-hero .single-news-hero span{font-size:0.8rem;color:var(--oxy-grey);font-weight:400}.news-hero .single-news-hero .post-title h3{font-size:1.5rem;font-weight:400}.news-hero .single-news-hero .post-title:hover h3{color:var(--oxy-red)}.news-hero .single-news-hero a{color:var(--oxy-red)}
سررت عندما قالوا لي:
لنذهب إلى بيت الرب!.
والآن تطأ أقدامنا
داخل أبوابك يا قدس!
ترنيمة الصعود من داوود (المزمور122 )
ماذا يجعل الحجاج المسيحيون يأتون إلى القدس؟
القدس هي قلب الأراضي المقدسة، هي من صنيع ومن عمل الله لخير الإنسانية.
وقد أعرب قداسة البابا بولس الثاني عن هذا بكلمات مؤثرة:
القدس !وبالنسبة لنا كمسيحيين هي تمثل نقطة الالتقاء الجغرافية بين الله والإنسان, بين الخلود والتاريخ.
في العصور القديمة، وخاصة في الأراضي المقدسة كان للحاج مهمة تكفيرية، والتي كان جزء منها يعزى الى الصعوبات التي تصاحب هذه المهمة: رحلة طويلة وصعبة، عدم الراحة، والمشاكل السياسية وما شابه.
وكان الحجاج مميزون بإيمانهم العميق الى درجة الإستعداد للموت من أجله والذي واجهوه وحصل خلال رحلتهم.
كان الحجيج فرصة للتكفير عن خطاياهم والذي كان ظاهراً من خلال تغييرهم للملابس وارتداء تلك الخاصة بالحجيج والتي تعبر عن رغباتهم.
واليوم مع توافر وسائل الراحة والحداثة كالفنادق الفخمة ووسائل المواصلات السريعة، فقد فقدت الرحلات الكثير من معاني التوبة وتحولت الى سياحية حتى مع اللذين يأتون لأسباب دينية بحتة.
حقيقة أن تكون من الحجاج ليست بالمهمة السهلة.
الأكثر أهمية في الحجيج الى القدس هو القرار الذاتي الداخلي لتلبية نداء الروح القدس بشكل شخصي كأحد تلاميذ يسوع المسيح.
ولذلك فالحجيج هو "مسار تحول": للحاج فرصة معطاة لكي يعيش خارج إطار تجربة الإبن الضال، هو الذي يعرف المعنى الحقيقي للخطيئة، وقسوة التوبة والتضحية خلال الرحلة، ولكن الذي يعرف أيضاً محبة الرب وحضنه الحنون الذي يؤدي به الى الحياة (لأن ابني هذا كان ميتاً فعاش، وكان ضالاً فوجد فأخذوا يفرحون – لوقا 15 : 24).
وفي خضم عملية "تغيير الذات" هذه الموجهة نحو الله، تكون المشاركة في سر الإعتراف مطلوبة، حيث يدرك الحاج خطاياه، ويعترف بها ويحصل على النعمة والغفران من الرب.
وفي هذا السياق اللقاء مع المدينة المقدسة يجب أن يبدأ من جبل الزيتون، وعلى نحو أدق من كنيسة الدمعة (كنيسة الرب بكى) المكان الذي بكى فيه يسوع على القدس (ليتك عرفت اليوم طريق السلام ولكنه الآن محجوب عن عينيك. سيجيء زمان يحيط بك أعداؤك بالمتاريس، ويحاصرونك ويطبقون عليك من كل جهه، ويهدمونك على أبنائك الذين هم فيك، ولا يتركون فيك حجر لأنك ما عرفت زمان مجيء الله لخلاصك – لوقا 19: 41 – 45) .
رفض المسيح عنى الحرب والدمار للقدس.
الأب أرتيميو فيتوريس
الحاج الذي يأتي الى القدس ليتعبد الى الله ويصلي، كله ثقة بأن صلاته في كنيسة القيامة ستكون فعالة وذات قيمة.
ولهذا فإن الحجيج هو دعوة وتحضير للصلاو وتأخذ أشكال عديدة:
المكان الرمزي للصلاة سيكون كنيسة الجسمانية، دعوة وطلب رحمة صعب كان من يسوع (وواقع في ضيق فإجهد نفسه في الصلاة، وكان عرقه مثل قطرات دم تتساقط على الأرض – لوقا 22 : 44).
الأب أرتيميو فيتوريس
جزء هام من برنامج الحاج هو الإستماع لأن (كلمة الرب تخرج من القدس).
الأراضي المقدسة هي جزء لا يتجزء من عملية الفهم لكلمة الله التاريخية، الذي اتخذ يعقوب خيمة له واتخذ ميراث اسرائيل والذي أصبح مرسخاً في صهيون، واضعاً الجذور في وسط أمة مجيدة.
وهذه الكلمة تحولت الى جسد يسوع اليهودي وأصبح الإنجيل، قُدر له الإنتشار: "بدأ من القدس"، الى أقاصي الأرض (أع 1 : 8).
تشكل كل مناطق الأراضي المقدسة "جغرافية الخلاص" حيث صنع الله تاريخها من خلال إبنه. وحسب تعبير رينان فإن الأراضي المقدسة هي الإنجيل الخامس.
الحاج الى الأراضي المقدسة محظوظ لسماع كلمة الله، حيث الأماكن التي تشكل فيها الكلمة. وكما قال بولس السادس فإن الأماكن المقدسة هي المدرسة التي يبدأ فيها فهم حياة يسوع أو مدرسة الإنجيل، لأنه هذه الأماكن تمكن المسيحي من الإتصال المباشر مع البيئة التي فيها "تجسد المسيح وحل بيننا" (يوحنا 1: 14).
وفي الأراضي المقدسة للإنجيل صدى آخر. كلام الحاج الروسي يلائم الحجاج القديمون والحديثون: فقد قال: بنعمة الله أنا رجل مسيحي، خاطئ بحسب أعمالي، وبالصدفة حاج متواضع، شخص تائه لا بيت له يجوب من مكان الى آخر. كل ما أملك هي حقيبة فوق كتفي فيها قليل من الخبز الجاف وتحت قميصي أحمل الأنجيل المقدس ولا أملك اشياء أخرى (من يوميات حاج روسي).
وبالتالي فإن الكتاب المقدس افضل دليل للحاج.
وخلال عودته الى بيته، يتحول الحاج الى مبشر، متحدث بإسم "إنجيل الأراضي المقدسة"، كما فعل المسيح وتلاميذه عندما كانوا يسافرون في طرقات فلسطين يكرزون بإنجيل الخلاص – سيكون الحاج "رسول المسيح المتجول" يكرز كما بطرس ويوحنا" من المستحيل بالنسبة لنا أن لا نشهد بما رأينا وسمعنا" (أع 4: 20).
الأب أرتيميو فيتوريس,
"إذا كان الإنجيل المقدس هو كتاب الحاج بإمتياز فإن القربان الأقدس هو طعامه وزاده خلال رحلة الحجيج".
الإحتفال بسر القربان المقدس تصاحب مراحل الحجيج، لأنها تعكس أحداث العبور الى الفصح ولكن فصح المسيح عند إنتهاء رحلة مجده نحو الصليب.
. وهكذا فقط يكون الحاج قد حقق ثمر زيارته.
وكما قال البابا بولس الثاني: "في نهاية رحلة كل حاج والتي يكون قلبه متحمساً لها لرؤية وجه الرب فإنه مدعو إلى التعرف الى المخلص من خلال كسر الخبر".
وهذا الذي جعل عند البابا رغبة متعددة الى الإحتفال بسر القربان الأقدس في العلية.
إن يسوع المسيح هنا أسس الكهنوت وفي هذا المكان المقدس أصدر الوصية الجديدة وهي المحبة. كنت أرغب في العودة لأكون خليفة القديس بطرس، الى أصول الكنيسة، في مكان العشاء الأخير وذبيحة القربان الأقدس الأولى.
ومن المحزن أن هذا المكان ممنوع على المسيحين بعد طرد الرهبان من جبل صهيون عام 1551 وحتى يومنا هذا، فإن الإحتفال بالذبيحة الإلهية مستحيلة هناك.
الأب أرتيميو فيتوريس
تماماً مثل تلاميذ عمواس واللذين بفضل إصرارهم على عمل الخير تلقوا هدية مشاهدة المسيح قائماً من الموت: “ولما اقتربوا من القرية التي يقصدانها، تظاهر أنه ماضٍ الى مكان أبعد. فألحا عليه قالا "أمكث معنا ، فقد حان المساء ومال النهار." فدخل ليمكث معهما. ” (لوقا 24: 29 – 29)، ولا يستطيع الحاج قطف ثمار الحجيج بدون أعمال خير.
والأعمال الخيرية تعرف بالدرجة الأولى على أنها محبة الله كما جاء في إنجيل يوحنا
ولذلك يجب أن يكون التبرع لصالح الأعمال الخيرية جزءا من رحلة الحاج، مساعدة الفقراء، مشاركة الطعام، الوقت والأمل.
والأعمال الخيرية هي مساعدة الفقراء والحجاج الغير قادرين،
فالمسيحيون الأولون أسسو "القلب الأوحد" والقديس بولس ساعد "فقراء القدس" وجعلهم مجموعين بجسد واحد.
فقط من خلال هذه الأعمال الروحية يستطيع الحاج لقاء يسوع المسيح في المدينة المقدسة.
وهذا سبب رئيس من أسباب الحجيج الى القدس كما أنه حلم كل مسيحي، وهكذا فقط نعود الى جذورنا المسيحية.
الأب أرتيميو فيتوريس