.news-hero{position:relative;display:flex;gap:2rem;z-index:2}@media (max-width:768px){.news-hero{flex-direction:column}}.news-hero .single-news-hero{display:flex;flex-direction:column;gap:0.5rem;width:50%}@media (max-width:768px){.news-hero .single-news-hero{width:100%}}.news-hero .single-news-hero img{width:100%;height:20rem;object-fit:cover}.news-hero .single-news-hero span{font-size:0.8rem;color:var(--oxy-grey);font-weight:400}.news-hero .single-news-hero .post-title h3{font-size:1.5rem;font-weight:400}.news-hero .single-news-hero .post-title:hover h3{color:var(--oxy-red)}.news-hero .single-news-hero a{color:var(--oxy-red)}
تم الكشف عن أكثر من مليون حالة من الإصابة بفايروس كورونا المستجد في الأرجنتين، ومنذ بداية شهر آب، يتم اكتشاف المزيد والمزيد من تلك الحالات في الأقاليم البعيدة عن العاصمة بوينوس آيريس. منذ بداية الاغلاق في شهر آذار، وعدد الإصابات في ارتفاع مستمر، رغم عدم تخفيف الدولة رسمياً لإجراءات المنع التي فرضت بهدف مواجهة الجائحة. من ناحيته، روى لنا الأب لويز أنخيل أنغويتا، رئيس الأخوية الرهبانية في دير بوينوس آيريس (الأرجنتين) التابع لحراسة الأراضي المقدسة، مختلف الصعوبات التي مر بها الرهبان خلال الأشهر الماضية.
ما يميز الدير في بوينوس آيريس هو تبعيته لحراسة الأراضي المقدسة، رغم أنه يقع خارج منطقة الشرق الأوسط. ويقيم هناك اليوم ثلاثة رهبان فرنسيسكان يسهرون على إتمام الرسالة التي تقوم بها مفوضية الأرض المقدسة، إضافة إلى العمل التربوي الهام الذي يقدمه هناك معهد الأرض المقدسة. ولطالما كان هذا الدير التابع للحراسة في بوينوس آيريس كذلك، مكاناً لتحفيز واستقبال الدعوات الفرنسيسكانية من مختلف أنحاء أمريكا الجنوبية.
وقد أوضح الأخ لويس قائلاً: "أقيم في هذه الأخوية منذ عام 2014، وقد أصبحت رئيساً لها منذ حوالي ثلاث سنوات. منذ بداية الجائحة، أصبح عددنا كرهبان مقيمين في الدير اثنين، ولم يلتحق بنا الأخ الثالث سوى قبل مدة قصيرة. لمدة أشهر متتالية، تم اغلاق الكنائس، ولم يعد جمع التبرعات خلال القداديس ممكناً. لذلك، وجدنا انفسنا في ضائقة مالية كبيرة".
ورغم الصعوبات التي نتجت عن فيروس كورونا، إلا أن الدير والمفوضية والمدرسة في بوينوس آيريس مستمرة في عملها يوماً بعد يوماً. وأضاف الأب لويس قائلاً: "تقوم المفوضية بمهمة هي غاية في الأهمية، إذ تتيح لنا أن نكون حاضرين ضمن المجتمع الارجنتيني. نحاول من هذا البيت التعريف بالتاريخ والمزارات المقدسة وبحاجات الأرض المقدسة. تحافظ الحراسة على بقائها بفضل المساعدات التي يقدمها لها المسيحيون من حول العالم، إلا أن أزمة اليوم أضحت عالمية". تسعون بالمائة من كنائس الأرجنتين كانت مغلقة يوم الخامس عشر من آب، الذي تم تخصيصه لجمع التبرعات للأرض المقدسة، ولهذا فقد تم جمع القليل جداً.
تميزت مفوضية الأرض المقدسة في بوينوس آيريس، قبل الجائحة، بنشاطها الفريد في تنظيم رحلات الحج إلى الأرض المقدسة. وقد أوضح الراهب قائلاً: "عبّر الكثير من الأشخاص لدى عودتهم من الأرض المقدسة، عن ادراكهم الآن لأهمية العمل الذي نقوم به، ولهذا فإن رحلات الحج التي نقوم بها مهمة جداً. فلكي يتعرف الناس على غنى الأرض المقدسة، يجب اليوم أيضاً نشر مجلة الأرض المقدسة بالاسبانية".
تسبب الاغلاق المستمر منذ فترة طويلة، باغلاق المدارس في الارجنتين. ومن بين هذه المدارس أيضاً معهد الأرض المقدسة. استمرت المدرسة في اقامة حصص التعليم للطلاب الكبار (ما بين 3 و18 عاماً) عبر الانترنت، وذلك رغم الأوضاع الاجتماعية التي لا تسمح للجميع بامتلاك الوسائل التكنولوجية المناسبة. عانت المدرسة من عدم قدرة العديد من الأهالي تسديد الأقساط السنوية، ولهذه المدرسة تاريخ طويل. تم تأسيس المدرسة في عام 1896، وقد نالت اعترافاً رسمياً في عام 1956، وهي تعمل دون انقطاع منذ عام 1961.
شكلت جائحة كورونا بالنسبة للإخوة لحظة صعبة. وقد أوضح الأخ لويس قائلاً: "دفع بنا هذا الوضع إلى تكثيف صلاتنا، وإلى اتحاد أكبر فيما بيننا كجماعة رهبانية، والتمتع بمزيد من الصبر في التعامل مع بعضنا البعض. قمنا بتوزيع العمل فيما بيننا. شغلتُ ذاتي باعداد الطعام بينما ساعدني أحد الرهبان في المطبخ. أشكر الله لأننا لم نفتقر إلى الطعام ولا إلى سرير أو سقف يأوينا، بل كانت تلك الأوضاع عوناً لنا في العودة إلى ينابيع حياتنا الرهبانية الفرنسيسكانية. وكما اعتاد ان يقول لنا أحد المنشئين السابقين: فإننا سنأكل الخبز نفسه الذي يتناوله أشد الناس اتضاعاً، لأنها الوسيلة الوحيدة للتعرف على أوضاعهم. لذلك، ومنذ أن بدأت الجائحة، قمنا بتخفيض الكميات التي نستهلكها، كي نشارك شعبنا ظروف العيش ذاتها. يحتاج الناس إلى شهادات حياة وأفعال حقيقية لا إلى كلمات".
رغم آلاف الكيلومترات التي تفصل دير بوينوس آيريس عن أرض يسوع، إلا أن الرابط عميق جداً. وقد اختتم الأب لويس تعليقه قائلاً: "نشعر كرهبان بأن الأرض المقدسة هي بيتنا وامنا. نلنا تنشئتنا في الأرض المقدسة، ونحن أولادها حتى وإن عشنا بعيدين عنها، في الأرجنتين، وحتى إن كنت أنا نفسي أرجنتينياً. الأرض المقدسة هي مركزنا، وهي كل شيء بالنسبة لنا. نشعر بالاعياء حين نفكر باننا في هذه اللحظة عاجزون عن مد يد المساعدة للأرض المقدسة بتقدماتنا المادية، لكننا على الأقل نقدم المساعدة من خلال صلاتنا".
Beatrice Guarrera