.news-hero{position:relative;display:flex;gap:2rem;z-index:2}@media (max-width:768px){.news-hero{flex-direction:column}}.news-hero .single-news-hero{display:flex;flex-direction:column;gap:0.5rem;width:50%}@media (max-width:768px){.news-hero .single-news-hero{width:100%}}.news-hero .single-news-hero img{width:100%;height:20rem;object-fit:cover}.news-hero .single-news-hero span{font-size:0.8rem;color:var(--oxy-grey);font-weight:400}.news-hero .single-news-hero .post-title h3{font-size:1.5rem;font-weight:400}.news-hero .single-news-hero .post-title:hover h3{color:var(--oxy-red)}.news-hero .single-news-hero a{color:var(--oxy-red)}
كانت زيارة مقررة منذ عام، ووقعت بالضبط في أيام التوتر الأكبر في إسرائيل، مع استمرار الحرب في غزة وخطر فتح جبهات مختلفة. يتحدث الرئيس العام لرهبانية الإخوة الأصاغر، الأب ماسيمو فوساريلّي، في هذه المقابلة مع الموقع الإلكتروني للحراسة، عن الوضع والتحديات التي تواجهها الجماعة الرهبانية في حراسة الأرض المقدسة، وكذلك عن معنى عيش روحانية القديس فرنسيس في أرض تحمل "الندبات"، أي جراحات المسيح، كما وعن أهمية الحوار والحضور ولغة المحبة.
عندما تم التخطيط لهذه الزيارة، لم تكن هذه الحرب الأخيرة قد اندلعت بعد. لقد وصلت في اليوم التالي للهجوم الإيراني. هل يمكننا القول أن وجودك هنا في هذه الأيام بالضبط، وبالقرب من رهبانك، هو أيضًا علامة على العناية الإلهية؟
كان من المفترض أن تشارك في هذه الزيارة مجموعة أكبر بكثير، بحضور جميع الرهبان في المجلس الاستشاري العام. وفي النهاية، أرادت الظروف أن أتي لوحدي مع النائب العام. وقد نَصَحَنا الكثير من الناس بعدم الحضور بسبب الخطر الكبير، ولكننا بالنظر إلى ما يعيشه إخوتنا المسيحيون هنا من خطر يومي، فقد فكرنا بالحضور لبضعة أيام نحن أيضًا. لقد جئت بهذه الروح من الرغبة في القرب والاستماع. وأعتقد أيضًا أن خدمتي كرئيس عام، تجعل من المهم لي أن آتي إلى الأرض المقدسة ليس فقط مرة كل ست سنوات، ولكن بشكل أكثر انتظامًا، لمرافقة هذا الحضور. لا أستطيع حل أي شيء، لكن يمكنني أن أكون هنا، وهذا مهم للغاية.
في الوقت الحالي، عندما يبدو من غير الممكن العثور على نقاط يلتقي فيها الجانبين أو يتفاهمان حولها مع بعضهما البعض، كيف تنظرون إلى أهمية الحوار الذي شكل دائمًا نقطة مركزية في رسالة الفرنسيسكان في هذه الأرض؟
في الحوار يجب أن يكون كل طرف من الطرفين مستعدا لخسارة شيء ما، ويجب أن يكون كل طرف مستعدا للتراجع خطوة إلى الوراء، وهذا يبدو لي صعبا للغاية في الوقت الحاضر. في الحوار الذي أجراه القديس فرنسيس مع السلطان، كان فرنسيس على استعداد لأن يجد في هذا الرجل كلمة إيجابية وكان السلطان أيضًا منفتحًا على فرنسيس: مما سمح بلقائهما. اندلعت الحرب، ونالت الهزيمة من المسيحيين في ساحة المعركة، ولم يحل فرنسيس أي شيء على الفور. ومع ذلك، فإن قوة ذلك الاجتماع وتلك الخطوة إلى الوراء التي اتخذها كلاهما كانت حاسمة للغاية لدرجة أننا مازلنا نتحدث عنها حتى اليوم. أعتقد أنه ولو كان فرنسيس في منتصف ساحة المعركة اليوم، لحاول مساعدة الجميع على التراجع خطوة إلى الوراء والنظر إلى خير هذه الشعوب وهذه الأرض.
نحتفل هذا العام بالذكرى المئوية الأولى لتأسيس اثنين من المزارات هنا في الأرض المقدسة، هما: كنيسة التجلي على جبل طابور وكنيسة النزاع في الجسمانية. ما الذي يعنيه أن يظل الفرنسيسكان حراسًا للأماكن المقدسة وسط العديد من الصعوبات؟
غالبًا ما يستخدم القديس فرنسيس الفعل "يعتني". العناية لا تعني وضع الشيء تحت الزجاج أو إخفائه. إن الاعتناء هو الحفاظ والاستماع والمراقبة والدخول إلى أبعد من ذلك في السر العميق الذي نعيشه. إن الاعتناء بالأماكن المقدسة يعني بالنسبة لنا أن نكون في هذه الأماكن بشكل ديناميكي، أولاً وقبل كل شيء، بالصلاة المستمرة والشفاعة المستمرة. إن الاعتناء يعني أيضًا السماح لهذه الأماكن بالتحدث اليوم، حتى بلغة الفن. لقد أعجبت مرة أخرى بالكنيسة الموجودة على جبل طابور، وكنيسة الجسمانية وكنيسة الجلد. وهو نفس المهندس المعماري الذي نجح عبر لغة الفن، ومن خلال التعبير عن شيء من لغة الفن، أن يعبر عن شيء من سر المسيح الذي نتذكره هناك. إن لغتي الفن والصلاة واللغة الأساسية الأخرى، لغة المكوث في هذه الأماكن، تخبرنا بأن الله يحب هذه الأرض ويحب العالم. أنا ممتن جدًا للغة الفن ولإحياء هذه الذكرى المئوية لتأسيس البازيليكا. رؤية هذا التناقض بين النور والظلام - هذا هو عنوان المعرض الموجود في الكنائس التي هندسها بارلوزي (المهندس المعماري الذي صممها، ملاحظة كاتب المقال)؛ يعيد لنا نكهة الرسالة التي نحملها هنا، ويذكرنا بها. كما وآمل أن تساعدنا هذه المئوية على إحياء هذه النعمة من جديد.
ذكرى مهمة أخرى هي مرور 800 عام على قبول القديس فرنسيس لجروحات المسيح. ما معنى عيش الموهبة الفرنسيسكانية في الأماكن التي تحمل علامات الآلام هذه؟ هل هناك طريق فرنسيسكاني للسلام؟
أستخدم التعبير الإيطالي "stigmata" مع حرف G الذي يشير إلى الجرح. لقد تلقّى فرنسيس جراحات الرب، وبقي مثل يسوع مجروحًا. لقد حمل يسوعُ في نفسه دائمًا علامات الآلام، ولم تُلغي القيامة تلك الجراح. يذكرنا فرنسيس أن الندبات والجراح التي تلحق بحالتنا الإنسانية لا تزال قائمة. يتعلم المسيحي أن يعيش في واقع مليء بالوصمات والجراح وذلك من خلال نظرة الإيمان المتجددة. هي نظرة الإيمان الجديدة التي أستطيع رؤيتها في إخوتي وأخواتي حول العالم، وهي قبل كل شيء نظرة محبة: البقاء هناك، بالقرب من هؤلاء الأشخاص ومحبتهم. يفهم الناس هذه اللغة على الفور. النظرة الثانية هي نظرة الإدانة، لتصبح كلمة سلام قبل كل شيء لأولئك الذين لا يستطيعون الكلام ولا صوت لهم لأن لا أحد يستمع إليهم، أي الفقراء. ثم نبدأ – النقطة الثالثة – في القيام بأعمال السلام، علامات السلام الملموسة من داخل الجراح ومن خلالها.
تُعتبر الحراسة "لؤلؤة الإرساليات" للرهبنة الفرنسيسكانية، وفي رسالتك القادمة إلى الرهبنة، ستدعو الرهبان ليكونوا على استعداد لخدمة هذه الإرسالية...
إن عبارة "لؤلؤة الإرساليات" هي تعبير خاص بنا وهي صيغة بلاغية بعض الشيء لأننا نقولها ومن ثم نتوقف عند هذا الحد. إنها لؤلؤة يجب البحث عنها، ويجب أن نحبها، ويجب علينا أن نبحث عنها، وليست لؤلؤة لوضعها في المتحف. أريد أن أذكّر الرهبان بأن هذه هي الإرسالية الأولى للرهبنة، مع المغرب العربي، وهي مثال لكافة ارساليات الرهبنة. هي خبرة العيش وسط أناس ينتمون إلى دين آخر وإلى ثقافة أخرى ولغة أخرى، كإخوة ورهبان صغار. لقد أوكلت إلينا الكنيسة الجامعة هذه الأرض المقدسة. إنها "لؤلؤة الإرساليات" لأننا نستجيب لدعوة الكنيسة. أريد أن أساعد الرهبان على أن يصبحوا أكثر وعيًا بهذه الدعوة مرة أخرى. فالأمر لا يتعلق بـ "أشعر بالرغبة في الذهاب إلى هناك"، بل بـ "أنا أستجيب لدعوة"، كما هو الحال بالنسبة للرسالة بأكملها.
كيف وجدت رهبان الحراسة، وما هي الكلمات التي تريد أن تتركها لهم؟
لقد وجدت الرهبان أفضل مما كنت أعتقد: لقد تألموا من كل ما يحدث ولكنهم مصممون أيضًا على البقاء هنا. الكلمات الأولى هي: "من فضلكم أيها الإخوة، ابقوا هنا." كثيرون من أبناء الشعبين اللذين يسكنان هذه الأرض، يرحلون عنها. حتى المسيحيين هم يغادرون أيضاً. أما نحن فباقون. بالطبع ليست لدينا عائلات أو أطفال هنا، وربما يكون الأمر لذلك أسهل بالنسبة لنا. لكن البقاء هنا علامة عظيمة جدًا. لا نبقى منعزلين في أديرتنا، بل لنبقى مع الشعب. وبعد ذلك نبقى شفعاء – هذه هي الكلمة الثانية. نبقى مثل السائرين بين الجانبين، مذكرين الله أن هذا هو شعبه، مقدمين أنفسنا لله من أجل السلام، كأخلاء الله في الكتاب: يقول إبراهيم: "إن لم ترحمهم يا رب، خذني معهم أيضًا." الكلمة الثالثة هي "انظر إلى المستقبل من الآن". بينما تعوقنا الحرب، انظر إلى المستقبل من الآن.
Marinella Bandini