.news-hero{position:relative;display:flex;gap:2rem;z-index:2}@media (max-width:768px){.news-hero{flex-direction:column}}.news-hero .single-news-hero{display:flex;flex-direction:column;gap:0.5rem;width:50%}@media (max-width:768px){.news-hero .single-news-hero{width:100%}}.news-hero .single-news-hero img{width:100%;height:20rem;object-fit:cover}.news-hero .single-news-hero span{font-size:0.8rem;color:var(--oxy-grey);font-weight:400}.news-hero .single-news-hero .post-title h3{font-size:1.5rem;font-weight:400}.news-hero .single-news-hero .post-title:hover h3{color:var(--oxy-red)}.news-hero .single-news-hero a{color:var(--oxy-red)}
في نهاية المبادرة التي يدعمها مفوض الأرض المقدسة في توسكانا ومجلس مدينة فلورنسا بعنوان "فلورنسا والقدس"، تم في 29 نيسان عقد اجتماع لتقييم الحفريات الجارية في كنيسة القيامة (القبر المقدس)، وذلك في متحف مارينو ماريني في فلورنسا.
يهدف هذا الحدث إلى إعادة قراءة تاريخ الحفريات الأثرية في كنيسة القيامة، وإعطاء صوت للمسؤولين عن الأعمال اليوم وفي الأمس، ولا سيما البروفيسورة فرانشيسكا رومانا ستاسولا، من جامعة لا سابينزا في روما ومديرة الموقع الحالية؛ والبروفيسور غرازيا توتشي، من جامعة فلورنسا، الذي أجرى تحقيقات زلزالية ومسوحات علمية ما بين عامي 2007 و 2011 في الموقع نفسه.
كان حضور الاب فرانشيسكو باتون، حارس الأرض المقدسة، كضيف في الحدث، إثراءاً للمناقشات. وقد أكد الأب الحارس على أن هذه الأعمال قد اكتسبت "قيمة مسكونية" مع مرور الوقت، لتتحول بطريقة ما إلى مناسبة للالتقاء والحوار بين الكنائس المسيحية التي تتشارك في نفس المساحات داخل كنيسة القيامة. إن التركيز على الهدف المشترك لتطوير المنطقة المحيطة بالقبر المقدس، قد أتاح للكنائس المسيحية المختلفة التعرف على بعضها البعض بشكل أفضل، وعلى نسج علاقات أخوية جديدة.
تم تقسيم الاجتماع إلى عددة لقاءات أدارها الصحفي جوزيبي كافولي، عضو مجلس إدارة مؤسسة الأرض المقدسة ورئيس تحرير المجلة التي تحمل الاسم نفسه.
تعلق الجزء الأول من اللقاء الذي أقيم في فلورنسا بأساليب العمل التي يجب استخدامها في موقع غريب مثل موقع القبر المقدس، حيث من الضروري دائمًا العمل بحذر شديد. فعلماء الآثار هناك لا يعملون في مساحة عادية بل في مكان يتطلب منهم أن يأخذوا في الحسبان، ويحترموا، القيود الخاصة التي يفرضها الوضع القائم منذ عهد الحكم العثماني، والذي ينظم تعايش الطوائف المسيحية المختلفة في الأماكن المقدسة.
تبعت ذلك مناقشة حول النتائج العلمية للأبحاث التي قام بها فريق البروفيسور توتشي (بين عامي 2007 و2011) وإلى أول دليل أثري نتج عن التحقيقات التي أجراها الفريق الذي تديره حاليًا البروفيسورة ستاسولا، المحاضرة في جامعة روما، والتي أوضحت قائلة: "نعمل في الواقع ليلًا ونهارًا، ضمن ثلاث مناوبات، كي نحصل على أكبر قدر ممكن من البيانات العلمية التي يتم إرسالها بعد ذلك إلى روما حيث ستتم دراستها. عملنا يتطلب الكثير من الصبر، حيث تتم دراسة البيانات وفحصها بعمق قبل أن يكون من الممكن الوصول إلى أية استنتاجات".
من ناحية أخرى، ذكّر الأب الحارس في مداخلته الحاضرين بأهمية الرسالة التي يقوم بها الرهبان الفرنسيسكان في الأرض المقدسة وخاصة في كنيسة القيامة، إذ قد افتتحت أعمال الترميم هذه موسمًا جديدًا من الحوار. وبحسب الأب باتون، فإن الحفريات الحالية هي أيضًا فرصة لتحسين معرفتنا بالإنجيل، لأنها تساعدنا على فهم السياق الذي عاش فيه يسوع جسديًا. بهذا المعنى، يمكن أن يساعدنا علم الآثار بالدخول في سر الله الذي أصبح إنسانًا وأتى ليعيش في فضاء حقيقي، في لحظة محددة من تاريخ العالم. وأردف الأب فرانشيسكو قائلاً: "يمكن لعلم الآثار أن يساعدنا في ذلك، أي في أن نفهم تاريخ وجغرافية إطار الأحداث التي ترويها لنا الأناجيل".
بهذا الإجتماع، الذي حمل عنوان "الحفريات في كنيسة القيامة: إعادة قراءة التاريخ وبناء العلاقات"، تم اختتام معرض فلورنسا الذي استمر لمدة عشرة أيام، وتناول ما هناك من تشابهات بين القدس وفلورنسا. من خلال الاجتماعات وأجهزة الفيديو، تمكن الزوار من الانغماس في تجربة تهدف إلى تقديم رؤية مشتركة للسلام بين المدينتين، اللتين تشتركان في عنصر تاريخي مليء بالإيمان والثقافة والجمال.
Filippo De Grazia