.news-hero{position:relative;display:flex;gap:2rem;z-index:2}@media (max-width:768px){.news-hero{flex-direction:column}}.news-hero .single-news-hero{display:flex;flex-direction:column;gap:0.5rem;width:50%}@media (max-width:768px){.news-hero .single-news-hero{width:100%}}.news-hero .single-news-hero img{width:100%;height:20rem;object-fit:cover}.news-hero .single-news-hero span{font-size:0.8rem;color:var(--oxy-grey);font-weight:400}.news-hero .single-news-hero .post-title h3{font-size:1.5rem;font-weight:400}.news-hero .single-news-hero .post-title:hover h3{color:var(--oxy-red)}.news-hero .single-news-hero a{color:var(--oxy-red)}
قامت وفود من الكنائس المسيحية الشرقية في القدس بزيارة حارس الأرض المقدسة، الأب فرانشيسكو باتون، ورهبان الحراسة، لتبادل التهاني التقليدية معهم بمناسبة عيد الميلاد المجيد، بعد يومين من احتفالهم به. وستحتفل معظم الطوائف الأرثوذكسية، التي تتبع التقويم اليولياني، بعيد الميلاد يوم السبت 6 كانون الثاني.
رحبت الحراسة بالوفود المختلفة، الواحد تلو الآخر، في القاعة الرئيسية لدير المخلص. كانت بمثابة لقاءات أخوية جمعت بين مختلف الجماعات المسيحية، وتخللتها خطابات رسمية وأغان ولحظات من المشاركة غير الرسمية. من ناحيته شدد الأب الحارس، قائلاً: "بالإضافة إلى البروتوكول، تتضمن هذه الاجتماعات أموراً كثيرة. فالسبب الحقيقي لهذه العادة هو الرغبة في مشاركة أسرار الإيمان التي نعتقد بها جميعاً والتي نحتفل بها، كما والمشاركة في الشعور بأننا إخوة محبوبون ومخلَّصون من الآب السماوي نفسه وابنه الوحيد. إنه المصدر الحقيقي لفرحنا وسلامنا وشركتنا الأخوية. ولهذا السبب نحتفل على الرغم من ظروف الحرب التي نمر بها اليوم".
ومن المواضيع التي وجب على الوفود الاشتراك بالتفكير فيها، خلال زمن الميلاد هذا، موضوع الحرب التي تظهر ملامحها من خلال التقشف في مظاهر احتفالات هذا العام (الذي أقرته جميع الأطراف كعلامة على التضامن مع أولئك الذين يعانون في غزة وإسرائيل وفلسطين)، ولكن أيضاً في الانشغالات والتوترات التي ظهرت بعد شهرين ونصف من اندلاع الصراع، في قلب الجماعة المسيحية نفسها. وفي الوقت نفسه، أكد رؤساء الكنائس المسيحية كيف أن الاحتفال بعيد الميلاد يمكن أن يكون نورا وسط الظلام، نورا "لا ينطفئ". من ناحيته، أشار الأب باتون أيضًا إلى احتفال الكنيسة بالذكرى المئوية الثامنة لـ "عيد الميلاد الذي عاشه في غريتشيو" القديس فرنسيس الأسيزي، وهو تاريخ مهم بالنسبة للرهبانية الفرنسيسكانية ولجميع المؤمنين الذين يمكنهم الحصول على الغفران الخاص الذي منحه هذا العام وبهذه المناسبة البابا فرنسيس.
وبحسب التقليد، تم أولاً استقبال وفد الروم الأرثوذكس، الذي جاء برئاسة البطريرك ثيوفيلوس الثالث. وقد أعرب الأب الحارس والبطريرك عن تضامنهما مع ضحايا الحرب الذين سقطوا في كنيستي القديس برفيريوس ورعية العائلة المقدسة اللاتينية في غزة. ورفع كل منهما صوته ليقولا "نعم" للسلام والحوار و"لا" للحرب، ولكل حرب، ذاكرين كلمات البابا فرنسيس التي ألقاها بمناسبة عيد الميلاد خلال منح البركة "للمدينة والعالم" (Urbi et Orbi). وأوضح الأب الحارس بأن العلاقة مع الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية "أضحت أقوى كل عام"، مشيرًا أيضًا إلى الأعمال القائمة في كنيسة القيامة والتي تمثل أساساً مشتركاً للوحدة والالتزام بالدفاع عن الوجود المسيحي في الأرض المقدسة.
وكان هذا الموضوع أيضاً في قلب حوار الأب الحارس مع الوفد الأرمني الأرثوذكسي، الذي استقبله مباشرة بعد وفد الروم الأرثوذكس. كما وأراد الأب باتون التعبير عن قرب وتضامن الحراسة مع إخوتها في الكنيسة الرسولية الأرمنية، للحفاظ على حقوق الملكية، ليس فقط في القدس، بل وفي الأرض المقدسة بأكملها.
في منتصف الفترة الصباحية أيضاً، استقبل رهبان الحراسة وفد الكنائس القبطية والسريانية، ثم توجهوا بحسب التقليد إلى مقر الكنيسة الملكية (أو كنيسة الروم الكاثوليك)، حيث كان باستقبالهم النائب البطريركي، المطران ياسر العياش. وأثناء الاستقبال، وجه الأب الحارس كلمة لإخوته في الكنائس الكاثوليكية الشرقية، قال: "ليمنحنا الرب نعمة السير في سبله، لخدمة كنيسته، وهذه الأرض المقدسة وشعبها، بحسب المسؤوليات التي وُكِلَت إلينا".
وفي فترة ما بعد الظهر، استقبل الحارس مع كافة الجماعة الفرنسيسكانية في دير المخلص، مجموعة من المحاضرين والطلاب القادمين من المعهد البيبلي الفرنسيسكاني، ووفد غبطة البطريرك اللاتيني برئاسة الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا. جرى هذا اللقاء بين أبناء القديس فرنسيس - فالبطريرك نفسه هو في الأساس راهب فرنسيسكاني - في أجواء مريحة. وركزت كلمات الكاردينال على طفل بيت لحم، "أصل إيماننا" و"مرجعية" حياتنا المسيحية، على حد تعبيره. ركز الأب الحارس كلمته على "عيد الميلاد في جريتشيو"، وهو الحدث الذي تردد صداه في كلمات القديس فرنسيس وفي كتابات توماس دي سيلانو، كاتب سيرته الذاتية الأول. ومعبراً عما يرغب به في عيد الميلاد، أردف الأب الحارس، قائلاً "نطلب من أجل عائلاتنا وجماعاتنا ولأنفسنا، أن يقودنا الاحتفال بعيد الميلاد إلى اتباع تواضع الله والاقتداء به.
ونطلب من يسوع أن نقدم في عيد الميلاد عبادة مثل أمير السلام، لكي يعم السلام من جديد ودائمًا على الأرض التي ولد فيها والتي لا تزال اليوم، للأسف، مليئة بسفك الدماء. وبعد تبادل التحيات، زار غبطة البطريرك، بحسب التقليد، الإخوة المسنين المقيمين في مستوصف الحراسة، لينقل إليهم أيضاً التهاني بعيد الميلاد المجيد.
Marinella Bandini