.news-hero{position:relative;display:flex;gap:2rem;z-index:2}@media (max-width:768px){.news-hero{flex-direction:column}}.news-hero .single-news-hero{display:flex;flex-direction:column;gap:0.5rem;width:50%}@media (max-width:768px){.news-hero .single-news-hero{width:100%}}.news-hero .single-news-hero img{width:100%;height:20rem;object-fit:cover}.news-hero .single-news-hero span{font-size:0.8rem;color:var(--oxy-grey);font-weight:400}.news-hero .single-news-hero .post-title h3{font-size:1.5rem;font-weight:400}.news-hero .single-news-hero .post-title:hover h3{color:var(--oxy-red)}.news-hero .single-news-hero a{color:var(--oxy-red)}
في عيد يذكّر بقوّة بعيد القيامة، وبالقصة الحية، وبالرجاء المجروح، وبالوعد المتجدّد، اتّخذ عيد القدّيسَين سمعان وقلوبا في عمواس هذا العام معنى خاصًا. فقد جاءت عظة الأب فرنشيسكو يلبو، حارس الأرض المقدّسة، كدعوة ملحّة إلى ألّا نبقى أسرى الألم وخيبة الأمل أو ظلام الليل.
تقع الـقُبيبة، واسمها العربي يعني «القُبّة الصغيرة»، على بُعد نحو 11 كيلومترًا شمال غرب القدس، في الأراضي الفلسطينيّة، على مقربة من جدار الفصل بين إسرائيل والضفّة الغربيّة. ويُعرّفها التقليد المسيحي بأنّها عمواس، المكان الذي كان متوجّهًا إليه التلميذان بعد القيامة حين انضمّ يسوع إليهما كرفيق درب. هنا ما زالت بقايا البازيليكا الصليبيّة محفوظة، إلى جانب منزل قديم يُعرَف بأنّه «بيت قلوبا»، إضافةً إلى آثار القرية القديمة الممتدّة على طول الطريق الروماني. وقد اشترت الأرضَ عام 1861 المركيزة باولينا دي نيكولاي وتبرّعت بها لحراسة الأرض المقدّسة. واليوم، يغلب على سكّان القرية الطابع الإسلامي، لكنّ المزار لا يزال يستقبل الحجاج والزائرين المسيحيين، ويُشكّل حضورًا مهمًّا للجماعة المحليّة، وعلامة حوار وشهادة مسكونيّة.
في عظته، استحضر الأب يلبو خبرة التلميذَين اللذين كانا يسيران بوجوه حزينة، وقد خاب أملهما برجاء بدا وكأنّه تحطّم — التحرير الذي بدا أنّه لن يأتي أبدًا. إنّه وجه كلّ إنسان يأمل خلاصًا سياسيًّا أو روحيًّا فيجد نفسه في ليل الخيبة. في هذه الحالة، لم يكن التلميذان هما من بحثا عن يسوع، بل هو من أخذ المبادرة، فصار رفيق طريق، دخل في ألمهِما وخيبتهِما. لقد أنار يسوع دربهما من خلال الكتب، مبيّنًا أنّ الألم ليس أعمى، بل يجد معناه وكماله في كلام الأنبياء، ثم أعاد لهما الرجاء من خلال كسر الخبز — في تلك الإفخارستيا التي أضاءت المساء ووحّدت الجماعة من جديد.
اكتسبت الرسالة صدى خاصًّا لدى الحراسة، التي تعيش اليوم في زمن صعب تطبعه الصراعات والتوتّرات والفقر، حيث يُمتحَن الرجاء بشدّة. إنّ عمواس القُبيبة، الواقعة في منطقة حدوديّة ومقسّمة بالحواجز، تبقى علامة ملموسة على الضيافة والصمود الروحيّ. والسير إلى جانب رجال ونساء هذه الأرض يعني، كما شدّد الحارس، ألّا نكون متفرّجين بعيدين بل رفاق درب، نشارك الكلمة والإفخارستيا لكي يُنير الرب القائم حتى أحلك ليالي الألم.
إنّ الإشارة إلى «الوجوه الحزينة» لم تكن صورة مجرّدة، بل دعوة إلى مواجهة الألم بلا إنكار، وفتح القلب ليسوع حتى عندما يبدو بعيدًا، وعيش كسر الخبز كممارسة يوميّة للمشاركة والعناية بالآخرين. فكما أنّ تلميذَي عمواس، بعد أن عرفاه، انطلقا فورًا ليعلنا اختبارهُما للآخرين، هكذا المسيحيّون اليوم، في الأرض المقدّسة وفي العالم، مدعوّون إلى أن يكونوا شهودًا وسط التناقضات والمخاوف والرجاءات المجروحة.
إنّ عيد القدّيسَين سمعان وقلوبا في عمواس ليس إذًا مجرد طقسٍ أو حنين لذكرى من الماضي، بل هو دعوة لتحويل الحزن إلى رجاء، وخيبة الأمل إلى شهادة. فبفضل رسالة الطريق، ورفقة الرب القائم، وكلمة الله المنيرة، والإفخارستيا المغذّية، دعا الأب يلبو الجماعة المسيحيّة إلى ألّا تنغلق في الاستسلام، بل تنفتح على سرّ القيامة حتى في الظلمة. وبالنسبة لمسيحيّي الأرض المقدّسة، وللجميع أيضًا، تصبح هذه الاحتفالات علامة حيّة: قد يُجرَح الرجاء، وقد يشتدّ الليل، لكن يسوع القائم يواصل السير مع المنكسري القلوب، فيفتح لهم أفقًا جديدًا ويُظهر النور عندما يَكسر الخبز.
Francesco Guaraldi