.news-hero{position:relative;display:flex;gap:2rem;z-index:2}@media (max-width:768px){.news-hero{flex-direction:column}}.news-hero .single-news-hero{display:flex;flex-direction:column;gap:0.5rem;width:50%}@media (max-width:768px){.news-hero .single-news-hero{width:100%}}.news-hero .single-news-hero img{width:100%;height:20rem;object-fit:cover}.news-hero .single-news-hero span{font-size:0.8rem;color:var(--oxy-grey);font-weight:400}.news-hero .single-news-hero .post-title h3{font-size:1.5rem;font-weight:400}.news-hero .single-news-hero .post-title:hover h3{color:var(--oxy-red)}.news-hero .single-news-hero a{color:var(--oxy-red)}
في الحادي والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر، وهو اليوم التالي لاعلان قداسة "شهداء دمشق"، احتفل رهبان حراسة الأرض المقدسة بقداس الشكر في كنيسة القديس أنطونيوس في مدينة روما.
ترأس القداس الإلهي غبطة البطريرك اللاتيني في القدس، الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا. وكان إلى جانبه حارس الأرض المقدسة، الأب فرانشيسكو باتون، وحوالي سبعين من الفرنسيسكان والأساقفة والكهنة. وكان هناك أيضًا العديد من المؤمنين، وخاصة من إسبانيا - بلد سبعة من الشهداء الفرنسيسكان الثمانية - ولكن أيضًا من النمسا (موطن الأب إنجلبرت كولاند)، ولبنان وسوريا، المرتبطتين بالإخوة مسابكي، العلمانيين الموارنة. اتحدوا جميعًا في الصلاة مع أولئك الذين، في سوريا ولبنان، لم يتمكنوا من الحضور إلى روما، بسبب الصعوبات الناجمة عن الحرب الدائرة في الشرق الأوسط.
"لِمَاذَا يَحْتَلُّ الشُّهَدَاءُ مَكَانَةً مُقَدَّسَةً فِي حَيَاتِنَا الرُّوحِيَّةِ وَاللِّيتُورْجِيَّةِ؟ وَبِعِبَارَةٍ أُخْرَى، مَا الَّذِي يَقُولُهُ لَنَا شُهَدَاءُ دِمَشْقَ وَشُهَدَاءُ العُصُورِ اليَوْمَ؟"، تساءل البطريرك بيتسابالا في عظته. فأكد قائلاً: "الشُّهَدَاءُ يُظْهِرُونَ لَنَا مِنْ خِلَالِ حَيَاتِهِمْ قُوَّةَ الوَفَاءِ للهِ، الَّذِي يَبْقَى ثَابِتًا حَتَّى فِي وَجْهِ المَوْتِ (...) الإِيمَانُ بِالنِّسْبَةِ لَهُمْ لَمْ يَكُنْ مُجَرَّدَ زِيٍّ يَرْتَدُونَهُ فِي المُنَاسَبَاتِ، بَلْ كَانَ أَسَاسَ حَيَاتِهِمْ كُلِّهَا. كَانُوا سَيَمُوتُونَ لَوْ تَخَلَّوْا عَنْ إِيمَانِهِمْ، وَلَيْسَ العَكْس. وَبِشَكْلٍ مُتَنَاقِضٍ، مِنْ خِلَالِ البَقَاءِ مَعَ المَسِيحِ حَتَّى فِي وَجْهِ خَطَرِ المَوْتِ، قَالُوا نَعَمْ لِلْحَيَاةِ، تِلْكَ الحَيَاةُ الَّتِي لا يُمْكِنُ لأَحَدٍ أَنْ يَسْلُبَهَا مِنْهُمْ".
أكد الكاردينال أيضًا على الرابط الخاص بين الاستشهاد والقربان الأقدس، والذي ظهر في حالة "شهداء دمشق" بشكل قوي جدًا. في الصورة الرسمية لاعلان القداسة، يظهر القديس مانويل رويز، رئيس دير دمشق، وهو يحمل الحُقّ الذي يحتوي على القربان الأقدس. في وقت استشهادهم، في الليلة بين 9 و10 يوليو/تموز 1860، كان جميع الإحدى عشر يبحثون عن القوة في القربان الأقدس. وقد لاحظ البطريرك، قائلاً: "الشَّهَادَةُ يُمْكِنُ أَنْ تُفْهَمَ أَيْضًا كَعَمَلٍ إِفْخَارِسْتِيٍّ. إِذَا كَانَتِ الإِفْخَارِسْتِيَّا هِيَ الاحْتِفَالَ بِوَصِيَّةِ المَحَبَّةِ، وَهِيَ ذِكْرَى لِمَوْتِ وَقِيَامَةِ المَسِيحِ، فَإِنَّ الشَّهَادَةَ تُظْهِرُ اكْتِمَالَهَا فِي وَاقِعِ العَالَمِ. الإِفْخَارِسْتِيَّا وَالشَّهَادَةُ لَيْسَتَا الشَّيْءَ نَفْسَهُ، وَلَكِنَّ مَا نَعِيشُهُ فِي الإِفْخَارِسْتِيَّا يَجِدُ تَعْبِيرَهُ فِي الشَّهَادَةِ، حَيْثُ تُقَدَّمُ الحَيَاةُ كَعَطِيَّةٍ مُتَّحِدَةٍ بِمَوْتِ المَسِيحِ وَقِيَامَتِهِ."
توجه غبطة البطريرك في تفكيره بشكل خاص إلى المسيحيين الذين يعيشون اليوم في سوريا، و"صُمُودِهِمْ الهادِئِ خِلَالَ هَذِهِ السَّنَوَاتِ الصَّعْبَةِ مِنَ الحَرْبِ وَالفَقْرِ. كَانَ دَمُ شُهَدَاءِ دِمَشْقَ لَكُمْ بَذْرَةً عَزَّزَتْ جَمَاعَتَكُمْ المَسِيحِيَّةَ الَّتِي، رَغْمَ كُلِّ شَيْءٍ، لَا تَسْتَسْلِمُ اليَوْمَ، بَلْ تَسْتَمِرُّ فِي تَقْدِيمِ شَهَادَةٍ لِلْحَيَاةِ وَالإِخْوَةِ". ثم دعا الجميع إلى الصلاة من أجل "إِخْوَانِنَا اللُّبْنَانِيِّينَ الَّذِينَ فَقَدُوا حَيَاتَهُمْ تَحْتَ القَنَابِلِ فِي هَذِهِ الأَيَّامِ. وَصَلَاتُنَا مِنْ أَجْلِ إِخْوَانِنَا وَأَخَوَاتِنَا فِي الأَرْضِ المُقَدَّسَةِ، مِنْ غَزَّةَ إِلَى بَيْتِ لَحْمَ، وَصُولًا إِلَى النَّاصِرَةِ". وفي نهاية الاحتفال، شكر الأب الحارس جميع الحاضرين داعياً اياهم لأن يتلوا معاً صلاة شفاعة القديسين الجدد، شهداء دمشق.
Francesco Pistocchini