.news-hero{position:relative;display:flex;gap:2rem;z-index:2}@media (max-width:768px){.news-hero{flex-direction:column}}.news-hero .single-news-hero{display:flex;flex-direction:column;gap:0.5rem;width:50%}@media (max-width:768px){.news-hero .single-news-hero{width:100%}}.news-hero .single-news-hero img{width:100%;height:20rem;object-fit:cover}.news-hero .single-news-hero span{font-size:0.8rem;color:var(--oxy-grey);font-weight:400}.news-hero .single-news-hero .post-title h3{font-size:1.5rem;font-weight:400}.news-hero .single-news-hero .post-title:hover h3{color:var(--oxy-red)}.news-hero .single-news-hero a{color:var(--oxy-red)}
بالتأكيد نحن على وشك أن نحتفل بعيد ميلاد غريب. لأول مرة منذ سنوات عديدة مدينة بيت لحم، في الأيام التي يوجه العالم بأسره أنظاره إليها، أصبحت فارغة. في قصة الميلاد، كانت الفنادق ممتلئة بالأشخاص الذين جاءوا للتسجيل، ولهذا السبب إضطرت مريم العذراء ويوسف إلى البحث عن ملجأ لهم في مغارة. ولكن اليوم الفنادق فاغة بسبب عدم وجود الحجاج الذين يأتون للإحتفال بميلاد يسوع.
نحمد الله على أن المغارة ليست فارغة. لأن المجمتع المسيحي المحلي، على الرغب من الصعوبات الإقتصادية الرهيبة التي يمر بها، لا يزال يعيش في المدينة التي ولد فيها يسوع، ويواصل بفرح وأمل الاحتفال بميلاد الطفل الذي جاء ليخلصنا.
أود هذا العام أن أرسل إليكم التهاني بعيد الميلاد من أمام مذبح المجوس، الذي يقع في داخل مغارة الميلاد، بالتحديد أمام المذود حيث وضعت مريم العذراء الطفل يسوع.
نتذكر جميعاً بعد سماع التبشير الملائكي، كان الرعاة أول من جاء للتعبد للمخلص. وبعد مرور بعض الوقت، كما يخبرنا متى الإنجيلي، جاءَ المجوس. هؤلاء الحكماء القادمون من الشرق يمثلوننا جميعاً، يمثلون البشرية جمعاء.
البشرية جمعاء تبحث عن ذلك الطفل الذي يغيّر مصير كل واحدٍ منا ومصير العالم بأسره. إن البشرية جمعاء، التي ترحِّب بهذا الطفل، مدعوة لكي تُصبح عائلة واحدة التي بها نصبح كلنا اخوة وأخوات، أبناء الآب الواحد الذي أرسل إبنه لنا، ومن خلال هذا الابن أعطانا الروح.
إعادة إكتشاف أنفسنا جميعاً كأخوة وأخوات يعني اليوم إعادة إكتشاف قيمة التضامن مع أولئك الذين يجدون أنفسهم في نفس الوضع مثل الطفل يسوع عند ولادته: في حاجة إلى الترحيب، دون منزل، محروماً من الاحتياجات الأساسية، ومضطهد من قِبل السلطات. أُجبِرَ على الفرار من بلاده. المجوس هم أيضاً مِثالاً لنا: فهم يشاركون بأغلى ما لديهم ويضعون الطفل يسوع في قلب حياتهم.
حتى في يومنا هذا نجد الطفل يسوع حاضراً: في الطفل الذي يطلب إمكانية أن يولد، في المسن المطروح جانباً، في المريض بلا رفيق، في الغريب بالمنفى، في الفقراء المهمشين، في الصغير والمهمل من المجتمع.
في هذا الوقت من المعاناة، من عدم اليقين، من الوحدة والعذاب، لتأتي البشرى لكل واحدٍ منكم ولعائلاتكم، للمرضى ومن يعتني بهم، من مغارة بيت لحم التي تحمل الفرح والسلام داخل بيوتنا، والأمل داخل قلوبنا والخلاص في العالم بأسره.
عيد ميلاد مجيد من المكان الذي علمنا فيه المجوس أن نسجد أمام الطفل يسوع لنعبده، لنضعه في قلب حياتنا؛ لنقدم أثمن الهدايا لمن رَغِبَ في أن يضع نفسه بين يدينا، ليعطي ذاته لنا ومن أجلنا بالكامل.
عيد ميلاد مجيد