.news-hero{position:relative;display:flex;gap:2rem;z-index:2}@media (max-width:768px){.news-hero{flex-direction:column}}.news-hero .single-news-hero{display:flex;flex-direction:column;gap:0.5rem;width:50%}@media (max-width:768px){.news-hero .single-news-hero{width:100%}}.news-hero .single-news-hero img{width:100%;height:20rem;object-fit:cover}.news-hero .single-news-hero span{font-size:0.8rem;color:var(--oxy-grey);font-weight:400}.news-hero .single-news-hero .post-title h3{font-size:1.5rem;font-weight:400}.news-hero .single-news-hero .post-title:hover h3{color:var(--oxy-red)}.news-hero .single-news-hero a{color:var(--oxy-red)}
يوم الاحد العاشر من كانون الثاني 2021 وبعد مرور 54 عاما وثلاثة ايام، قام الأخوة الفرنسيسكان التابعون لحراسة الأراضي المقدسة بالاحتفال من جديد بذكرى عماد الرب، في داخل كنيسة القديس يوحنا المعمدان التي تقع في قصر اليهود، عند ضفاف نهر الأردن، في الموقع الذي يذكر فيه المسيحيون معمودية يسوع .
وقد بدأت الليتورجية بالتطواف الذي قام به الرهبان من دير القديس يوحنا التابع للروم الأرثوذكس حتى اراضيهم التي تقع على مقربة من ضفاف النهر، حيث اقيم القداس الإلهي.
وقد قام كاهن رعية أريحا، الاب ماريو حدشيتي، قبل القداس باستقبال الرهبان التابعين لحراسة الأراضي المقدسة القادمين برفقة الاب فرانشيسكو باتون. وعلق كاهن الرعية قائلاً: "نحن سعداء في هذا اليوم المميز لأن حراسة الأراضي المقدسة، وبعون من الله، قد استطاعت، بعد مرور نصف قرن، العودة إلى الكنيسة اللاتينية التي تحمل اسم القديس يوحنا المعمدان. فليكن هذا المكان مكاناً يتيح لكل من يدخلونه اللقاء مع الله". بعد تقبيله للصليب والتبخير، أتم الحارس دخوله الاحتفالي بفتح أبواب الموقع التي بقيت مغلقة لاكثر من نصف قرن.
ترأس الاحتفال حارس الأراضي المقدسة، وانضم إليه أيضاً السفير البابوي في إسرائيل وقبرص والقاصد الرسول في القدس وفلسطين، المونسينيور ليوبولدو جيريلي، إضافة إلى القنصل الإيطالي العام جوزيبي فيديلي، ونائبة القنصل الأسباني بالوما سيرا، كما ومجموعة من الممثلين عن السلطات العسكرية الإسرائيلية. ونظراً إلى القيود التي يتم فرضها بسبب انتشار فيروس كورونا فقد استطاعت المشاركة في هذا الاحتفال فقط مجموعة مكونة من 50 شخصاً تم توزيعهم على 10 مجموعات تفصل بينها مسافات كافية. وفي عظته اردف الاب باتون قائلا: "كان السابع من كانون الثاني عام 1967 هو آخر مرة استطاع فيه اثنان من الكهنة الاحتفال بالقداس الإلهي في هذا المزار، وقد قاما بالتوقيع على سجل القداسات. استطاع الاب سيرغي استعادة السجل في ٩ اب ٢٠١٨، لدى دخوله الى الدير الصغير عقب ازالة الالغام من الاراضي المحيطة به".
"وكان أحد هذين الكاهنين هو الكاهن الانجليزي الأب روبرت كارسون، بينما كان الكاهن الآخر نيجيريا، يدعى بالأب سيلاو اوما. واليوم، بعد مرور 54 عاماً وثلاثة ايام، نستطيع مع بداية هذه السنة الخامسة والخمسين منذ أن تم إغلاق هذا السجل، وعند نهاية هذا الاحتفال الافخارستي، القول اننا سنقوم بفتح هذا السجل من جديد، فنطوي الصفحة القديمة فاتحين صفحة جديدة سنكتب عليها تاريخ هذا اليوم العاشر من كانون الثاني 2021، ونذيل صفحة السجل بأسمائنا شهادة على أن هذا المكان، الذي تحول في الماضي إلى ساحة للحرب وحقل للألغام، قد عاد ليكون من جديد حقلاً للسلام والصلاة".
يقوم الحجاج بزيارة هذه المنطقة منذ عام 1641، وقد حصلت حراسة الأراضي المقدسة على ملكيته في عام ١٩٣٢، ثم قامت بإنشاء كنيسة صغيرة في عام ١٩٥٦ على اسم القديس يوحنا المعمدان، وعُهد بأمر العناية بهذه الكنيسة إلى الرهبان المقيمين في اريحا. في عام ١٩٦٧، ومع بداية الحرب بين إسرائيل والأردن، أضحت هذه المنطقة من أكثر المناطق عرضة للقتال وقد تم تحويلها إلى حقل للألغام امتد على مساحة 55 هكتاراً. أما الرهبان الفرنسيسكان فقد اجبروا على الهرب من الدير بسرعة تاركين المزار خلفهم. وبعد مرور 33 عاما، أي في عام 2000، سمحت السلطات بالوصول من جديد إلى المكان، بمناسبة زيارة البابا يوحنا بولس الثاني للأرض المقدسة.
في عام 2011 قامت السلطات الإسرائيلية بإعادة فتح المكان امام الحجاج بينما بدأت مؤسسة "هلو تراست" الاهتمام بالمكان في عام ٢٠١٨، إذ شرعت بإزالة الألغام في شهر آذار من العام نفسه منهية هذا العمل تماما مع نهاية تشرين الأول ٢٠١٨.
تمت اعادة مفاتيح المزار في شهر تشرين الأول 2020، وقد بدأت أعمال التنظيف والترميم في الموقع استعداداً لفتحه في المستقبل أمام الحجاج من جديد. من ناحيته علق مدير المكتب الفني في الحراسة، المهندس ليوناردو دي ماركو قائلا: "قمنا بأعمال طارئة لكي نجعل المكان مناسبا لاستقبال الاحتفالات بالعماد المقدس في هذا اليوم. وإننا نرغب في اعادة فتح المكان أمام الحجاج، كي يستطيعوا التوقف قليلاً وتخصيص بعض الوقت للتأمل، في إحدى الأماكن المخصصة للصلاة حول الكنيسة المركزية التي تحيط بها حديقة من أشجار النخيل. وسيكون باستطاعة الحجاج متابعة خبرتهم الروحية هذه بزيارة نهر الأردن عبر الطريق التي تمر من خلف كنيسة القديس يوحنا والتي تقود إلى المذبح الذي يقع على ضفاف نهر الأردن ضمن أملاك الحراسة".
عند نهاية الاحتفال الافخارستي، وقبل التوقيع على سجل المحتفلين، قام حارس الأراضي المقدسة بتوجيه كلمة شكر إلى السلطات الحاضرة وإلى العاملين في المكتب الفني المسؤول عن استعادة وترميم الموقع. وقد اردف الاب باتون قائلا: "اود توجيه شكر خاص إلى الرئيس ريفلين الذي أصر على اعادة هذه الأماكن المقدسة الى الكنائس. وقد تحدث مرارا خلال اجتماعاتنا الكثيرة عن حلمه بأن يعم السلام ضفتي هذا النهر، وأن يكون هنالك بفضل هذا المكان المقدس تعاون بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية والمملكة الأردنية. لهذا السبب فقد بذل الرئيس جهودا كبيرة خلال هذه السنوات الأخيرة لكي يعود ويصبح هذا المكان من جديد مكاناً للصلاة ولاستقبال الحجاج. وكحراسة الأراضي المقدسة نحن سعداء جدا بأن مزار القديس يوحنا، الذي تعود ملكيته لنا، هو اول مكان في هذه المنطقة يعود لكي يكون من جديد مكاناً مخصصاً للصلاة والاحتفال".
وبعد التوقيع على السجل، تابع الجميع احتفالهم متوجهين في تطواف نحو المذبح الفرنسيسكاني الثاني، المقام عند ضفة نهر الاردن. وهناك، قُرأ مقطع من سفر الملوك، وتوجه من ثم المشاركون بصورة فردية نحو ضفة النهر، وقام الاب الحارس أيضاً، مثل سائر الحجاج الذين سبقوه، بالنزول في مياه النهر حافي القدمين.
Giovanni Malaspina