.news-hero{position:relative;display:flex;gap:2rem;z-index:2}@media (max-width:768px){.news-hero{flex-direction:column}}.news-hero .single-news-hero{display:flex;flex-direction:column;gap:0.5rem;width:50%}@media (max-width:768px){.news-hero .single-news-hero{width:100%}}.news-hero .single-news-hero img{width:100%;height:20rem;object-fit:cover}.news-hero .single-news-hero span{font-size:0.8rem;color:var(--oxy-grey);font-weight:400}.news-hero .single-news-hero .post-title h3{font-size:1.5rem;font-weight:400}.news-hero .single-news-hero .post-title:hover h3{color:var(--oxy-red)}.news-hero .single-news-hero a{color:var(--oxy-red)}
ها قد وصلنا إلى المرحلة الأخيرة من مسيرة هذا الحج الذي يقوم به، في الارض المقدسة، الرهبان الفرنسيسكان، ويقصدون خلاله أهم الأماكن التي تألم فيها يسوع. وقد أقيمت هذه المرحلة الأخيرة يوم الاربعاء 24 آذار في مزار الحكم على يسوع وادانته. يقع هذا المزار ضمن مجمع المباني التابعة لدير الجلد، والمقام في موقع "قلعة الأنطونيانوم" القديمة، داخل أسوار بلدة القدس القديمة. لا تزال كنيسة المزار تحتوي على بعض الحجارة الكبيرة التي كانت تكسو أرضية المكان (لا تزال بعض هذه الصخور بارزة للعيان في المزار المجاور أيضاً، والمدعو بـِ: "هوذا الرجل") وقد دعي الموقع بالبلاط، من اليونانية "ليثوستروتوس"، وتعني "الأرضية المرصوفة بالصخور"، وهو يرمز إلى المحكمة التي كان بيلاطس جالساً فيها لدى اصداره الحكم بالموت على يسوع بعد إدانته (يوحنا 19: 16 – 22). من هناك، خرج يسوع حاملاً صليبه حتى المكان الذي صُلِب فيه. لذلك ينطلق اليوم حجاج القدس الذين يرغبون بالسير على درب آلام الرب، من هذا المكان عينه.
أقيم في كنيسة الادانة هذا اليوم قداس إلهي ترأسه الأب غريغور غايغر، المعلم لدى المعهد البيبلي الفرنسيسكاني (كلية العلوم الكتابية والأثرية المختصة بالكتاب المقدس والديانة المسيحية)، الذي يقع مقره بالتحديد في دير الجلد، منذ عام 1923.
ألقى العظة الأب فريديريك مانس، المعلم أيضاً لدى المعهد البيبلي الفرنسيسكاني، وقد تطرق إلى المسيرة التي أشارت اليها قراءات هذا اليوم، مشيرا بشكل خاص إلى شخصية يسوع التي حققت نبوءات العهد القديم في شأنه. وتابع الأب مانس قائلاً: "فكما أن ابراهيم قد ربط ولده اسحق كي يقدمه ذبيحة (تكوين 22: 1 – 18)، فكذلك أيضاً ربط الجنود يسوع كي يقودوه إلى حضرة بيلاطس". وكذلك فإن موسى هو أيضاً صورة مسبقة ليسوع المصلوب الذي حقق النّصر بصليبه؛ والدلالة على ذلك نجدها في المشهد الذي يظهر فيه موسى رافعاً يديه المفتوحتين للصلاة، كي يحقق النّصر ليشوع بن نون في المعركة التي قادها (خروج 17). كذلك رغب الأب مانس بتوضيح العلاقة التي تربط يسوع بالنبوءات المتعلقة بالمسيح في العهد القديم، كما في الفصل الحادي عشر من سفر أشعيا، الذي يصوّره ملكاً وراعياً للقطيع في الوقت نفسه.
واختتم الأب مانس عظته قائلاً: "في هذا المزار المقدس، علينا اليوم أن نتذكر سائر الحجاج الذين مرّوا من هنا. فلنصلي من أجلهم ومن أجل أن يستطيعوا قريباً العودة وبأعداد كبيرة".
بعد أن تأملوا بدموع يسوع على القدس، وصلاته في الجسمانية وتعرضه للجلد، وبعد حجهم أيضاً إلى بيت عنيا، ها قد اختتم الرهبان الفرنسيسكان في الأرض المقدسة مسيرة حجّهم المرتبطة بزمن الصوم، بهذه الزيارة والصلاة في المكان الذي أُدينَ فيه يسوع. وباسم الكنيسة، رفع الرهبان أثناء طلبات المؤمنين وبصوت واحد صلاتهم قائلين: "هنا، حيث ظهر يسوع امام الجموع بريئاً ومُداناً، مرفوضاً ومهاناً؛ لنرفع صلاتنا إلى الله سائلينه أن ينير بصائرنا كي ندرك عِظَم َوأمانَةَ محبَّتِهِ لنا".
Beatrice Guarrera