.news-hero{position:relative;display:flex;gap:2rem;z-index:2}@media (max-width:768px){.news-hero{flex-direction:column}}.news-hero .single-news-hero{display:flex;flex-direction:column;gap:0.5rem;width:50%}@media (max-width:768px){.news-hero .single-news-hero{width:100%}}.news-hero .single-news-hero img{width:100%;height:20rem;object-fit:cover}.news-hero .single-news-hero span{font-size:0.8rem;color:var(--oxy-grey);font-weight:400}.news-hero .single-news-hero .post-title h3{font-size:1.5rem;font-weight:400}.news-hero .single-news-hero .post-title:hover h3{color:var(--oxy-red)}.news-hero .single-news-hero a{color:var(--oxy-red)}
يحاول الرهبان الفرنسيسكان في حراسة الأرض المقدسة، ضمن عملهم اليومي المتمثل في مرافقة "الحجارة الحية" في الأرض المقدسة، ودعمها، عدم اغفال أي إنسان، ولا حتى الأكثر ضعفاً. منذ أكثر من خمسين عامًا يقوم الرهبان برعاية كبار السن في لارنكا في قبرص. وبجوار كنيسة الرعية اللاتينية في لارنكا، يقع ما يدعى ببيت الأرض المقدسة للإستراحة "Terra Santa Rest Home"، وهو بيت للمسنين، تكرس راهبات القلب الأقدس أنفسهن لخدمته. تشعر الأخت المسؤولة، الأخت جيرمانا – الآتية من اقليم الرهبنة في منطقة أوديني، في إيطاليا – بالإعتزاز حين تروي قصص الحياة التي تُمنح للآخرين: "في البداية، قبلنا فقط الضيوف الذين يتمتعون بالاكتفاء الذاتي، ولكن في الوقت الحالي لدينا العديد من المرضى المصابين بأمراض مزمنة دون أية إمكانية للشفاء. هؤلاء الأشخاص هم "المرفوضون" الذين يتحدث عنهم البابا فرنسيس. إنهم كبار السن الذين لم يعد أحد يرغب بهم أو الذين لم تعد عائلاتهم قادرة في الواقع على الاعتناء بهم، لإحتياجهم إلى رعاية طبية متخصصة. بالنسبة إلينا، نعلم أننا أمام هذه الصعوبات، نرى قبل كل شيء السيد المسيح الذي عانى أكثر من أي شخص آخر. وهو يريدنا أن نكرس أنفسنا لهؤلاء الناس".
يقع بيت المسنين في مدينة لارنكا، في مبنى يقع بجوار كنيسة الرعية، أصبح في السبعينيات مركزًا للمسنين. منذ البداية، عرضت الأخت جيرمانا تقديم خدمتها في هذا البيت، بفضل الدعوة المزدوجة التي شعرت بأنها مدعوة إليها منذ كانت طفلة صغيرة: "عندما كنت في الثانية عشرة من عمري، كان علي الذهاب إلى المستشفى، وأذكر جيداً ما كنت أشعر به حين تطلب مني امرأة في السرير المجاور بعض الماء، فتدخل ممرضة لإعطائها إياه. لقد ترك هذا المشهد انطباعًا كبيرًا لدي، ومع مرور الوقت أدركت دعوتي هذه بأن أصبح ممرضة. وعندما كنت في الثانية والعشرين من عمري، شعرت بدعوة جذرية لاتباع الله، كي أبذل نفسي بالكامل، خدمة له وللآخرين".
وهكذا فقد انتهى الأمر بالأخت جيرمانا، بصفتها امرأة مكرسة وممرضة، بالعيش في بيت المسنين في لارنكا، حتى في زمن الحرب وكان ذلك في عام 1974، قبل الاحتلال التركي لقبرص. "كنت أنا والأخوات الثلاثة الأخريات نخدم هنا في لارنكا عندما اتصلت بنا الأم الرئيسة الإقليمية كي تخبرنا أننا، بسبب الوضع السياسي، وكأجانب، يمكننا مغادرة البيت والبحث عن ملجأ لنا في مكان آخر. لم نستطع التخلي عن كبار السن، لذلك قررنا المكوث. في ذلك الوقت، كنت راهبة وممرضة صغيرة جدًا وبالنسبة لي كانت تجربة مأساوية، لكنها كانت تجربة مننحتني انفتاحاً على الناس. وقد قمنا باستقبال العديد من الأشخاص الذين تم إجلاؤهم، والأشخاص الذين فروا من منازلهم".
ما لا يزال يترك انطباعًا كبيرًا لدى الأخت جيرمانا هو تذكرها لثقة الناس الذين طرقوا باب البيت التابع لحراسة الأرض المقدسة طالبين المساعدة. "جاء المئات من الأشخاص إلى هنا وقمنا بمساعدتهم على الخروج من الأزمة. عندما لم يكن هنالك خبز، كانت سلال من الخبز تصل كهدية: إنها العناية الإلهية". كما في تلك الأيام، لا تزال هذه المرافق اليوم أيضاً، وبعون الله، قادرة على الاستمرار في عملها، تستقبل ما يصل إلى ثمانية وثلاثين نزيلاً مسنًا، يتم الاعتناء بهم من قبل ست راهبات، بمساعدة أطباء وممرضات. وتابعت الاخت جيرمانا قائلة: "من المقيمين أشخاص ينتمون إلى كنائس أخرى، كالأرثوذكسية والأرمنية والأنجليكانية، بل وإلى الديانة اليهودية أيضاً، وقد استقبلنا في السابق كذلك نزلاء مسلمين. نسأل عن ديانة النزيل فقط كي نعلم أي كاهن قد يحتاج عندما تحين ساعة الوداع الأخير". على الرغم من انخفاض عدد النزلاء في بيت المسنين خلال فترة الوباء، عندما كان معظم الأشخاص يصلون في ظروف نهائية، فإن المنزل يعيش بفضل المساهمات التي يدفعها المرضى، والخدمة التي تقدمها راهبات القلب الأقدس والدعم الذي تقدمه حراسة الأرض المقدسة.
Beatrice Guarrera