.news-hero{position:relative;display:flex;gap:2rem;z-index:2}@media (max-width:768px){.news-hero{flex-direction:column}}.news-hero .single-news-hero{display:flex;flex-direction:column;gap:0.5rem;width:50%}@media (max-width:768px){.news-hero .single-news-hero{width:100%}}.news-hero .single-news-hero img{width:100%;height:20rem;object-fit:cover}.news-hero .single-news-hero span{font-size:0.8rem;color:var(--oxy-grey);font-weight:400}.news-hero .single-news-hero .post-title h3{font-size:1.5rem;font-weight:400}.news-hero .single-news-hero .post-title:hover h3{color:var(--oxy-red)}.news-hero .single-news-hero a{color:var(--oxy-red)}
أُقيمت "أم سائر العشيات"، أي عشية عيد قيامة الرب، صباح يوم السبت 8 نيسان، في كنيسة القيامة في القدس. إن القبر المقدس نفسه، وهو قلب المسيحية، لدليل تاريخي وأثري على صحة سر الفصح، أي موت وقيامة يسوع. هنا، من المكان الذي ظل فيه القبر فارغًا منذ فجر أحد القيامة قبل 2000 عام، أعلنت الكنيسة من جديد "هللويا" الكبرى، التي تحرر صوت الأجراس، معلنة للبشرية من جديد رسالة الحياة، والقيامة والرجاء: فقد غلب المسيح الموت حقًا!
القدس هي أول مدينة في العالم تشهد للفصح، إذيُحتفل فيها بقداس "العشية" الفصحية صباح السبت (بدلاً من المساء)، بسبب المتطلبات المرتبطة بالوضع الراهن، الذي ينظم حياة الطوائف المسيحية المختلفة في كنيسة القيامة.
ترأس قداس العشية الفصحية، بطريرك القدس اللاتيني بييرباتيستا بيتسابالا،بحضور عدد كبير من المؤمنين الذين توجهوا بفرح عارم إلى الكنيسة منذ ساعات الصباح الباكر. كما واحتفل مع غبطتهأيضاً عدد كبير من الكهنة، وسبعة أساقفة.
يقسم احتفال العشية الفصحية إلى أربعة أجزاء: ليتورجيا النور، التي تتميز بطقس إشعال النار الجديدة، وإضاءةالشمعة الفصحية، التي ترمز إلى نور المسيح القائم مُمجَّداً؛ ومن ثم ليتورجيا الكلمة، المكونة من تسع قراءاتتتناول "قصة وعد طويل بالحياة"، تبلغ ذروتها بتلاوة مقطع من إنجيل القديس متى، يروي حادثة النساء اللواتي جئن القبر ووجدناه فارغًا (متى 28 ، 1-10). يحتفل من ثم في الجزء الثالث،بليتورجيا المعمودية، التي يتم خلالها تجديد مواعيد المعمودية:من خلال الكفربالشيطان والاعتراف بالإيمان. وتقام أخيراً، الليتورجيا الإفخارستية، التي يشارك فيها المؤمنون الذين تجددوا للتو بالمعمودية، في المائدة التي أعدها الرب نفسه بموته وقيامته.
ما يتميز به هذا الاحتفال، هوقيام غبطةالبطريرك الأورشليمي نفسه، بإعلان إنجيل القيامة. يعلن أسقف المدينة المقدسة للعالم كله بشرى القيامة من خلال قراءة الإنجيل.
وفي عظته، التي ألقاها أمام القبر الفارغ، حيث أقيمالمذبح للاحتفال بالقداس الإلهي، أردف البطريرك بيتسابالا، قائلاً: "عسى كنيستنا، كنيسة القدس، التي كانت أول من تلقت هذا الإعلان العظيم، ألا تبحث عن الحي ما بين الأموات (لوقا 24، 5)، أولئك الذين فقدوا الأمل وظلوا منغلقين في قبورهم". هي دعوة لعدم الاستسلام في مواجهة الشدائد، بل الإيمان واتباع هذا الوعد بالحياة الذي قطعه المسيح بقيامته. للقيام بذلك في الحياة اليومية، لا بد منأن نحدث في حياتنا انقلاباً، على مثال النساء المذكورات في المقطع الإنجيلي: "يقول الإنجيل أن هؤلاء النسوة قد غادرن القبر على عجل، ولم يبقَيْن هناك للبكاء والحزن والأسى، بل تملؤهن رهبة وفرح عظيمان (متى 28 ، 8). عُدنَ إلى التلاميذ حاملات بشرى الحياة".
كيف يمكننا إحداث مثل هذا الانقلاب في حياتنا؟ كيف تكلمنا هذه الكلمة عن ذلك؟ يرى غبطة البطريرك، أن إنجيل اليوم إنما يأتي لمساعدتنا،على ضوء عنصرين هما: الزلزال والملاك.
يرتبط الزلزال دائمًا بالظهورات الكبرى، وهو مدمر. "في عشية عيد الفصح، الزلزال يدمر: ليس الحياة، بل الموت وقوته."
دحرج الملاك الحجر الذي أُغلق به القبر، وجلس عليه. "ينهزم الموت، ويجلس الملاك فوقه، لأنه يسيطر عليه، ولأنه في قبضته. لم يعد الموت يسيطر على جسد يسوع: حجر القبر قد دُحرج. لقد كان بابًا ثقيلًا، صخرة أثقلت قلوبنا جميعًا، ولكن الملاك يجلس الآن فوقها". ثم يكشف الملاك للنساء أن ما حدث إنما من الله، "أن ما يحدث هو ولادة جديدة." من هنا يمكن للنساء ومعهن البشرية جمعاء،الانطلاق من جديد نحو الحياة.
وقد لاحظ البطريرك بيتسابالا في عظته، قائلاً: "وها إن الإنجيل يشير أيضًا إلى حالة، إلى مقطع يجعل هذه الولادة الجديدة ممكنة. والشرط هو ما قاله الملاك للمرأة: "تعاليا وانظرا الموضع الذي كان قد وضع فيه" (مت 28: 6). بعبارة أخرى، إنها مسألة التوقف، دون الهروب، عند مكان الموت، مكان الفشل واستحالة الحياة. بل إن الأمر يتعلق بعمل ما يطلبه الملاك من النسوة، أي النظر إلى العدم، إلى ذلك القبر الفارغ (...). هناك فقط يمكن للإنسان أن يسمع الوعد مرة أخرى، وهناك فقط يمكنه أن يؤمن ببداية جديدة. فقط بعد أن يدرك الإنسان معنى الخطيئة والموت، يمكنه أن يختبر المغفرة والخلاص ".
من ذات المكان الذي حدث فيه كل هذا، أي حيث هُزم الموت وأعطيت لنا الحياة، اختتم البطريرك بيتسابالا عظته، قائلاً: "من هذا المكان، من قبر المسيح الفارغ، لا تزال هذه البشرى السارة تصل إلى العالم كله اليوم: "إنه ليس هنا. قد قام كما قال!"
في ختام الاحتفال، صرف غبطة البطريرك الحاضرين مانحاً إياهم البركة الاحتفالية، ومعلنا فصح الله الذي، في ابنه الوحيد، قد جدد البشرية جمعاء.
Filippo De Grazia