.news-hero{position:relative;display:flex;gap:2rem;z-index:2}@media (max-width:768px){.news-hero{flex-direction:column}}.news-hero .single-news-hero{display:flex;flex-direction:column;gap:0.5rem;width:50%}@media (max-width:768px){.news-hero .single-news-hero{width:100%}}.news-hero .single-news-hero img{width:100%;height:20rem;object-fit:cover}.news-hero .single-news-hero span{font-size:0.8rem;color:var(--oxy-grey);font-weight:400}.news-hero .single-news-hero .post-title h3{font-size:1.5rem;font-weight:400}.news-hero .single-news-hero .post-title:hover h3{color:var(--oxy-red)}.news-hero .single-news-hero a{color:var(--oxy-red)}
تحتفل حراسة الأرض المقدسة بعيد انتقال مريم البتول إلى السماء نفساً وجسداً، باحتفالات ليتورجية مهيبة وغنية، وذلك في مدينة القدس، وبالتحديد في مغارة الرسل وبازيليكا الجسمانية: هناك يقع أيضاً قبر السيدة العذراء، الذي يعتني به المسيحيون ويكرمونه منذ القرون الأولى، وهو يقع عند سفح جبل الزيتون.
وصلت إلينا رواية موت العذراء مريم وانتقالها إلى السماء، من خلال الكتابات المنحولة، التي تطلق على هذا الحدث اسم "رقاد السيدة العذراء": وتسرد هذه القصة رواية الأيام الأخيرة لسيدتنا الطوباوية مريم البتول، التي يقال بأن الرسل قد وضعوا جسدها هنا في قبر جديد كان يقع في وادي قدرون، وتم بعد ثلاثة أيام الإكتشاف بأنه كان فارغاً.
منذ ذلك الحين، لم ينقطع المسيحيون عن تكريم ذكرى مريم البتول والتعبد لها في هذا المكان، وهكذا فعل الفرنسيسكان إذ اجتمعوا في المكان منذ عشية اليوم السابق للعيد، تحت قيادة حارس الأرض المقدسة، الأب فرانشيسكو باتون، للإحتفال بذكرى انتقال الطوباوية مريم البتول، وهي عقيدة كان قد أعلنها بصورة نهائية البابا بيوس الثاني عشر في 1 تشرين الثاني 1950.
افتُتحت الاحتفالات بعيد الانتقال منذ مساء يوم 14 آب، حيث أقيمت في مغارة الرسل صلاة فرض العشية. في هذه المغارة، يتذكر المسيحيون منذ القرن الرابع خيانة يهوذا واعتقال اليهود ليسوع. قرأت خلال صلاة الفرض مقاطع مختلفة تروي حياة مريم، الأمر الذي أتاح للكثير من الرهبان والمؤمنين والحجاج الصلاة في أجواء من التأمل والصمت. دعا حارس الأرض المقدسة الحاضرين إلى التفكير في كلمات رتبة "عبور" العذراء مريم، وعلاقتها بمعنى "مسيرة حج حياتنا". وأردف قائلاً: "سنختبر شخصياً ساعة الموت يوما ما، كلحظة انفصال، ولكنها في الوقت نفسه اللحظة التي يعهد فيها يسوع، بأرواحنا، بكل محبة، إلى ملائكته حتى يتمكنوا من إبقائها في حالة انتظار إلى أن تحين لحظة اختبار القيامة في الفردوس بكامل شخصنا." (النص الكامل هنا)
أقيم تطواف ليلي سار خلاله المؤمنون من كنيسة رقاد السيدة العذراء إلى بازيليكا النزاع مروراً من بستان الزيتون. وبعد الصلاة الختامية بارك الأب الحارس جماعة المصلين.
أقيم يوم الثلاثاء 15 آب، الاحتفال بعيد انتقال سيدتنا مريم البتول، في بازيليكا نزاع الرب، والتي تدعى أيضاً ببازيليكا "الأمم" (حيث تم الاحتفال في 1 تموز باليوبيل المئوي الأول لبناء الكنيسة). وبحضور عدد كبير من المصلين، ترأس القداس الحبري حارس الأرض المقدسة نفسه، وألقى عظة تأمل فيها بجمال مريم، قائلاً: "مريم جميلة، ذات جمال يعطيه حضور الروح القدس المستمر في جسدها، الذي يجعل المخلوق شفافًا وقادرًا على إظهار الجمال الذي يأتي من الله. مريم جميلة، ذات جمال يجذب دون أن يحتوي على أي شيء مبتذل. مريم جميلة بجمال يظهر في صلاحها كامرأة وعروس وأم". (هنا تجدون المحتوى الكامل لنص: "مريم ، امرأة جميلة جدًا").
في هذا العام، حملت الأخوات الراهبات الفرنسيسكانيات، بنات القديسة إليصابات، تمثال انتقال السيدة العذراء، الذي يطوف به المؤمنون تقليدياً عند ختام الاحتفال بالقداس الإلهي.
أقيمت صلاة الغروب الثانية مساءً. وقد شدد الأب باتون، قائلاً: "إن مريم، إذ بدّلت مصير حواء كما نرنم في نشيد الفرض "إنا نحييك يا نجمة البحر" باللغة اللاتينية (Ave Maris Stella)، قد أضحت أول من أمسى قادراً، بعد يسوع وبفضل يسوع، على الأكل من ثمرة شجرة الحياة، فهي الأولى التي أضحت قادرة على المشاركة في حياة وخلود الله بكل شخصها، وإنسانيتها وجسدها وروحها". (كلمات عظة الأب الحارس هنا).
أخيرًا، أقيم تطواف الحجاج التقليدي إلى قبر سيدتنا مريم العذراء، فهذا هو اليوم الوحيد الذي يُسمح فيه للفرنسيسكان بالحج رسمياً إلى ذلك المكان.
تم طرد الإخوة الأصاغر الفرنسيسكان من هذا المزار نهائيًا في عام 1757، بعد فترة من حيازتهم الحصرية لملكيته. واليوم، يخضع قبر سيدتنا مريم البتول لرعاية الروم والأرمن الأرثوذكس وهو يعتبر، إلى جانب بيت لحم، والقبر المقدس وكنيسة الصعود، رابع مكان مقدس يخضع لنظام الوضع القائم (Statu Quo)، والذي بموجبه يمكن للفرنسيسكان الاستمرار في الذهاب إلى هناك، في تطواف رسمي، فقط يوم عيد انتقال الطوباوية مريم البتول.
استطاع جميع الحاضرين، الدخول إلى المزار المقدس للتقرب من كتلة الصخر، وتكريم موقع قبر مريم العذراء الفارغ.
اختتمت سلسلة الاحتفالات المهيبة بتقديم المرطبات للمشاركين، في حديقة الدير.
Silvia Giuliano