الاحتفال بعيد دم ربنا يسوع المسيح الأقدس في كنيسة الجسمانية | Custodia Terrae Sanctae

الاحتفال بعيد دم ربنا يسوع المسيح الأقدس في كنيسة الجسمانية

"وأخذه الجهد فأمعن في الصلاة، وصار عرقه كقطرات دم متخثر تتساقط على الأرض" (لوقا 22: 44)

بحسب التقليد المتبع في الارض المقدسة، أقيم يوم الأربعاء الأول من تموز في كنيسة الجسمانية، خارج أسوار القدس، الاحتفال بعيد دم ربنا يسوع المسيح الأقدس.

يبدأ الاحتفال بنشر بتلات الورد الأحمر على صخرة النزاع التي تقع أسفل مذبح الكنيسة الرئيسي. ترأس الاحتفال الافخارستي حارس الأراضي المقدسة الأب فرانشيسكو باتون، وقد بدأ الاحتفال بهذه الرتبة التي تشير إلى ذكرى نزاع الرب ودمه المراق يوم خميس الاسرار على هذه الصخرة بالذات.

وبحسب التقليد السابق للمجمع الفاتيكاني الثاني، تم تثبيت هذا العيد في الأول من تموز، منذ عام 1849، وذلك  زمن البابا بيوس العاشر، عقب انتشار هذا التعبد بين الكاثوليك حول العالم أجمع. ومع الاصلاح الليتورجي الذي تم في عام 1970، تم استبدال هذا العيد بعيد جسد الرب ودمه، في سائر التقويمات الليتورجية ما عدا التقويم الليتورجي الخاص بالمدينة المقدسة، والتي حافظت على هذا التعبد المرتبط بمكان نزاع الرب.

وفي تعليقه على الانجيل المقدس، توقف حارس الأراضي المقدسة عند ثلاث كلمات هي: الذِكر والاحتفال والقبول.
وإن فعل الذكر أو التذكر هو فعل مرتبط بتقدمة يسوع لحياته من أجلنا. وشدد الأب باتون قائلاً: "إن دم يسوع، وحياته المعطاة هي ما تحوّل حياتنا. وهي ما تحقق فينا وفي البشرية كلها التحرر الحقيقي والتام". 
الاحتفال هو الفعل الذي به تغدو الذاكرة واقعاً فعالاً، وهو يتيح للمؤمنين المشاركة حقيقة في العشاء الفصحي، وفي ذبيحة الصليب وفي القيامة التي تحقق النصر على الموت. 
أما الكلمة الأخيرة التي ركز عليها الأب باتون فهي كلمة "قبول"، مذكراً بأن يسوع نفسه هو من يقول عند كلام التقديس: "خذوا فاشربوا منها كلكم، هذه هي كأس دمي، دم العهد الجديد الأبدي الذي يراق عنكم وعن الكثيرين لمغفرة الخطايا". واختتم الأب الحارس عظته قائلا: "لذلك فإننا اليوم، وفي هذا المكان المفعم بالرمزية، نذكر ونحتفل ونقبل بايمان عطية دم ربنا يسوع المسيح الأقدس. إنها عطية تغذي حياتنا الأرضية وتجعلنا قادرين على اتباع خطوات يسوع، لكنها أيضاً عطية تنقلنا منذ الآن إلى الحياة الأبدية وتجعلنا نشعر منذ الآن "بعربون المجد الآتي". 

في نهاية الاحتفال، وبحسب التقليد، قام بعض الرهبان والمؤمنين الحاضرين بالتقاط بتلات الورود الحمراء عن صخرة النزاع: وهي لفتة صغيرة تتيح للمؤمنين اصطحاب شيء معهم من احتفال هذا اليوم إلى البيت.

Giovanni Malaspina