الأب الحارس في عين كارم لاستقبال متطوعي جمعية رومانو جيلميني | Custodia Terrae Sanctae

الأب الحارس في عين كارم لاستقبال متطوعي جمعية رومانو جيلميني

لم تحل جائحة كورونا دونوصول الحجاج وحدهم إلى الأرض المقدسة: فمنذ حوالي عام 2005، كانت هناك أيضًا مجموعات صغيرة من الرجال والنساء الذين زاروا باستمرار الأماكنالتي عاش فيها يسوع، وكلهم رغبة في تقديم خدمتهم في الأماكن التي تعاني من أمس الحاجة. وبمرور الوقت، قرر هؤلاء الأشخاص، الذين تجمعهم خبرتهم المشتركة ضمنالحركة الكنسيةالمعروفة باسم "الشركة والتحرير" (Comunione e Liberazione)، "إضفاء طابع مؤسساتي" على زياراتهم هذه، وتأسيس جمعية من شأنها تعزيز هذه الممارسة الفاضلة. وهكذا فقد نشأت "جمعية رومانو جيلميني لشعوب الأرض المقدسة"، التي تهدف إلى جلب أعضاء الجمعية، في مجموعات صغيرة، للقيام بعمل تطوعي، لبضعة أيام، في الأماكن المقدسة المسيحية.

تم تعليق زياراتهم الثمينة للغاية مع بداية الوباء، الذي لم يعد يسمح لأي شخص بدخول البلاد من الخارج. وبعد عامين من الغياب، عادت المجموعة الأولى من المتطوعين مؤخرًا إلى البلاد، ليحلوا ضيوفًا على حارس الدير في مزار عين كارم، الأب سيرجي يوكتيونوف الفرنسيسكاني.

طور أعضاء جمعية رومانو جيمليني على مر السنين، علاقة خاصة بحراسة الأرض المقدسة، بسبب روحانيتهم الخاصةوأشكالالمهاراتالمختلفةالتييقدمونها. وقد تُرجمَتالمرونةالمهنيةالتي يتميز بهاالمتطوعونفي اطارأماكنمختلفة وبطرقمتعددة:كانت الخدمات في البداية تهدف إلى تقديم الدعم لموظفي الرعاية الصحية في مستشفى الناصرة؛ ثم امتد عمل المتطوعين ليشمل العديد من المواقع المختلفة في باقي أنحاء الأرض المقدسة، وضمن أنشطة عديدة ومختلفة مثل استصلاح الأراضي، وإصلاح الخزانات الكهربائية ودوائر السباكة، وتنظيم المخازن التابعةلمتحف الحراسة وكذلك الأرشيف وفهرسة محتوياته.

توجه حارس الأرض المقدسة الأب فرانشيسكو باتون،يوم الخميس الموافق 24 آذار، إلى عين كارم لتكريم هذه المجموعة الأولى من المتطوعين لعام 2022، الذين شاركوا في ترتيب الحدائق وتقليم أشجار الزيتون.

هنا، التقى الحارس بالمتطوعين وتعرف عليهم، وتحدث إليهم، واحتفل بالقداس وتقاسم معهم الغداء.

وشدد الأب باتون في عظته على الطبيعة الموضوعية لحضور الرب في حياتنا بطريقة حقيقية وملموسة: "كل ما يفعله يسوع وما يقوله لنا الانجيل، إنما هو وسيلة تجعلنا ندرك أن ملكوت الله قد جاء، أي أن الله ليس بعيدًا عنا ولكنه قريب، في وسطنا؛ لقد دخل في تاريحنا وفي حياتنا وهو يريد تغييرها للأفضل. إذا تأملنابجميع معجزات الشفاء في الأناجيل، فإننا سنلاحظبأنها جميعاً علامات تثبت بأن الله يجعلنا أحرارًا تمامًا وإنسانيين تمامًا [...] إن ملكوت الله ليس شيئًا من المستقبل، فملكوت الله هو يسوع المسيح في حياتنا، في تاريخنا. نحن لا نريد أن نكون مثل الكتبة والفريسيين الذين لا يدركون ما يفعله يسوع، ولكن على العكس من ذلك نريد أن ننفتح على عطاياه ونتضرع إليه".

كانت لهذه العظة أيضاً ناحية أكثر دقة، بالنظر إلى التجربة الفريدة التي يعيشها هنا هذا الفريق الصغير، المكون من رجال ونساء يتمتعون بحماس كبير، قادمين من مختلف أنحاء إيطاليا. من بينهم جيوفاني، الذي تأثر بشكل واضح من عودته إلى الأرض المقدسة، وقد أخبرنا عن قصة جمعية جيلميني والطريقة العملية التي يجذبون بها الجمهور المسيحي: "نحن أناس مختلفون نصبح معاً أسرة واحدة. نشترك معاً في تربية واحدة وفي تعاليم الأب جوساني، الذي حث الناس على محبة المسيح والكنيسة. للكنيسة وجوه مختلفة ونحن هنا الآن لنبيّن لكم كيف أن هذه الصداقة وهذه التجربة هي أحد تلك الوجوه. هدفنا هو إعطاء شهادتنا المسيحية من خلال كل ما نقوم به، وضمن البيئة التي نعيش فيها. هنا نقدم مهاراتنا لخدمة الحراسة والكنيسة بشكل عام، إذ بمرور الوقت قد نضجت علاقة خاصة بيننا وبين الأرض المقدسة،لذلك فعودتنا إلى هنا إنما هي نعمة خاصة".

 

Filippo De Grazia