.news-hero{position:relative;display:flex;gap:2rem;z-index:2}@media (max-width:768px){.news-hero{flex-direction:column}}.news-hero .single-news-hero{display:flex;flex-direction:column;gap:0.5rem;width:50%}@media (max-width:768px){.news-hero .single-news-hero{width:100%}}.news-hero .single-news-hero img{width:100%;height:20rem;object-fit:cover}.news-hero .single-news-hero span{font-size:0.8rem;color:var(--oxy-grey);font-weight:400}.news-hero .single-news-hero .post-title h3{font-size:1.5rem;font-weight:400}.news-hero .single-news-hero .post-title:hover h3{color:var(--oxy-red)}.news-hero .single-news-hero a{color:var(--oxy-red)}
في الثالث عشر من تشرين الثاني 2025، شهدت قاعة الحبل بلا دنس في دير المخلّص بالقدس واحدًا من أبرز أحداث دورة الاحتفالات الفرنسيسكانية: الاحتفال بالذكرى ال800 لنشيد الخلائق للقديس فرنسيس الأسيزي.
هذا الحدث، المفتوح للجمهور، جمع بين شخصيات رسمية ومدنية، وممثلين كنسيين ورجال دين، وباحثين وموسيقيين ومؤمنين من مختلف جماعات الأرض المقدسة.
ومن بين الحاضرين الذين أضفوا على الأمسية بُعدًا ثقافيًا وروحيًا مميّزًا:
الدكتور دومينيكو بيلاتّو، القنصل العام لإيطاليا في القدس؛
وسعادة المطران أدولفو تيتو يلّانا، السفير البابوي؛
والأب فرنشيسكو إيلبو، حارس الأرض المقدّسة؛
والأب أُوليسيس زارزا، نائب الحراسة.
لقد أضفى حضور هذه الشخصيات معًا طابعًا مؤسسيًا قويًا على الاحتفال، مؤكدًا من جديد على دور الحوار والثقافة في رسالة الفرنسيسكان في الشرق الأوسط.

تضمّن الاحتفال تلاوة نشيد الخلائق بسبع لغات مختلفة تمثل فسيفساء الأرض المقدسة الثقافية (الإيطالية، الإنجليزية، الفرنسية، العربية، الأرمنية، البرتغالية والفيتنامية).
وتخلّلت القراءاتَ مقطوعاتٌ موسيقية قدّمها معهد مانيفيات في القدس، الذي احتفل في عام 2025 بمرور 30 عامًا على تأسيسه، مما خلق جوًّا من التناغم العميق.
تشابكت الكلمات مع الموسيقى في خبرة روحية وجمالية مشتركة، أتاحت للحاضرين إعادة اكتشاف الأهمية الشعرية والروحية لنشيد المخلوقات.
وجاءت هذه الأمسية ضمن سلسلة "فرنسيس بين السطور"، التي تُقام في إطار اليوبيلات الفرنسيسكانية 2023- 2026، المخصّصة لذكرى جراحات القديس، ونشيد المخلوقات، وفصحه الأخير.

كُتب نشيد المخلوقات بين عامي 1224 و1225 خلال أصعب مراحل حياة القديس فرنسيس، ويُعدّ من أوائل النصوص الشعرية في اللغة الإيطالية.
كتبه القديس في كوخ قرب دير القديسة كلارا في سان داميانّو، بينما كان يعاني من مرض خطير في عينيه.
النص هو تسبيح لله من خلال جمال الخليقة: الشمس، القمر، الماء، النار، الأم الأرض، الإنسان، وحتى الموت الذي يدعوه “الأخ” لأنه جزء من المسيرة نحو الله.
هذه الرؤية، الثورية في زمانها، ما تزال تخاطب الإنسان المعاصر، خاصة في رسالتها المتمثلة في العناية المتكاملة بالخليقة والأخوّة الشاملة.

تهدف سلسلة «فرنسيس بين السطور»، التي انطلقت منها المبادرة الثقافية في القدس، إلى إظهار كتابات القديس فرنسيس وإعادة إبراز نضارتها ووقعها المباشر وقوّتها الرمزية.
ومن خلال قراءات وعروض ولقاءات عامة، يُتاح نصُّ القديس وروحانيته للجميع — من مؤمنين وباحثين وزوار وسكان محليين.

في ختام الأمسية، شدّد الدكتور دومينيكو بيلاتّو، القنصل العام لإيطاليا في القدس، على القيمة العميقة لهذه المناسبة وعلى أهمية هذا اليوبيل العالمي:
"إنه دون شكّ مساءٌ مميّز، لأنه يحتفل أولاً بمرور 800 عام على نشيد المخلوقات ورسالة القديس فرنسيس. إن سماع النشيد يُتلى بلغات عديدة جعل الرسالة التي يحملها هذا العمل أكثر وضوحًا: رسالةٌ شاملة، ورسالةُ وحدة، ورسالةُ سلامٍ وأخوّة وشكر. أعتقد أنه أمر ذو دلالة خاصة في هذه الظروف التاريخية التي نعيشها. وكما قلنا، فالثقافة وسيلةٌ للحوار وللفهم المتبادل، ولذلك فالمبادرات كهذه تستحق دعمنا بلا شك".
Francesco Guaraldi

