.news-hero{position:relative;display:flex;gap:2rem;z-index:2}@media (max-width:768px){.news-hero{flex-direction:column}}.news-hero .single-news-hero{display:flex;flex-direction:column;gap:0.5rem;width:50%}@media (max-width:768px){.news-hero .single-news-hero{width:100%}}.news-hero .single-news-hero img{width:100%;height:20rem;object-fit:cover}.news-hero .single-news-hero span{font-size:0.8rem;color:var(--oxy-grey);font-weight:400}.news-hero .single-news-hero .post-title h3{font-size:1.5rem;font-weight:400}.news-hero .single-news-hero .post-title:hover h3{color:var(--oxy-red)}.news-hero .single-news-hero a{color:var(--oxy-red)}
في التاسع والعشرين من حزيران/يونيو، وهو عيد القديسين بطرس وبولس، استقبلت كنيسة دير المخلص في القدس بفرحٍ كبير الرسامة الكهنوتية لثلاثة رهبان فرنسيسكان من حراسة الأرض المقدسة، وهم: الأب ساتورنين سادراك، والأب ريتو خوسيه ميندوزا، والأب خوان دافيد رودريغيز. وبحضور بطريرك القدس، صاحب الغبطة الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، شارك عددٌ كبيرٌ من الرهبان والمؤمنين المحليين في هذه المناسبة المباركة، التي اتسمت بتأملٍ عميقٍ في سرّ الدعوة الكهنوتية والخدمة في الأرض المقدسة.

وفي كلمته للكهنة الجدد، حثّ الكاردينال الكهنة الجدد قائلاً: "لا تجعلوا من أنفسكم روادًا (توضيح الكاتب: تؤدون دوراً) للخدمة الكهنوتية، بل كونوا أدواتٍ متواضعةً للخلاص، الذي لا يأتي إلا من المسيح". كما وأوضح غبطته أن الكاهن مدعوٌّ إلى "أن يضع في صميم حياته، لا نفسه هو، بل علاقته بالمسيح"، مُفسحًا المجال للصلاة، والاحتفال الكريم بالأسرار المقدسة، والشهادة الحية. "الأسرار المقدسة ليست ملكًا لكم أو امتيازًا لكم؛ إنها ملك للمسيح والكنيسة. فليتألق شخص المسيح وجمال الكنيسة في خدمتكم".
ردد الكاردينال كلمات يسوع لبطرس: "أنت بطرس، وعلى هذه الصخرة سأبني كنيستي". ودعا الكهنة الجدد إلى أن يكونوا أيضًا "صخرة" لمجتمعاتهم: "لن تتخذ مجتمعاتكم صورة المسيح إلا إذا كنتم صورته. ستُبنى على صخرة بطرس إذا حافظتم على اتحادكم وأمانتكم لتلك الصخرة. لا سبيل آخر. أي مرجع آخر في خدمتكم الكهنوتية، إن لم يكن متمركزًا حول المسيح، سيكون باطلًا وعقيمًا".

لم يُخفِ الكاردينال بيتسابالا كذلك الصعوبات التي تنتظر كل خادم مرسوم: "ستأتي أيامٌ تُصبح فيها هذه الخدمة، التي تملأكم اليوم فرحًا، عبئًا ثقيلًا، حيثُ تُثقلكم الوحدة والتعب. سيأتي وقت آلامكم... لكنه سيصبح طريقًا للخلاص إذا استلهمتم الحلول من الله، لا من اللحم والدم، وإذا أفسحتم المجال لكلمته المُحيية، وإذا كانت الأسرار التي تحتفلون بها تُغذّيكم أنتم أولًا، قبل جماعاتكم، وإذا بُنِيَت حياتكم الكهنوتية على علاقةٍ مُخلصةٍ مع يسوع".

تطرقت العظة أيضًا إلى التوازن الدقيق بين الرعاية الروحية والاهتمام بالاحتياجات المادية: "سيكون الفقراء معكم دائمًا. وللأسف، فإن عددهم يتزايد. ويل لكم إن أهملتم احتياجاتهم المادية بحجة رعاية النفوس. ويل لكم أيضًا إن اقتصرت خدمتكم على الاحتياجات المادية فقط. يجب أن تصبح هذه المعاناة معاناتكم أيضًا. ولكن عليكم أن تُدخلوا إلى هذه الحقائق ليس فقط جواباً بشرياً، بل جواباً من الله، الوحيد القادر على جلب الرجاء والعزاء في مثل هذه الظروف المأساوية – أي يسوع المسيح."
واختتم غبطة الكاردينال كلمته بتمنيات صادقة، قائلاً: "هل ستستطيعون العيش بهذه الطريقة؟ آمل ذلك بصدق. نحن حقًا بحاجة إلى مثل هؤلاء الشهود. فلترافقكم العذراء الطاهرة في خدمتكم الكهنوتية، وأينما دُعيتم للخدمة، لا تنسوا أن تصلوا أيضًا من أجل هذه الكنيسة الصغيرة في القدس، حتى تستمر في سياقنا المضطرب والمأساوي في الشهادة لرجائنا في المسيح، ابن الله الحي. آمين."

يحمل الكهنة الجدد الثلاث، القادمين من جمهورية أفريقيا الوسطى وفنزويلا وكولومبيا، خلفيات متنوعة، لكنهم يشتركون في دعوة واحدة قوامها هو أن يكونوا علامات للرجاء وأدوات للخلاص في الأرض المقدسة، ملتزمين بالإنجيل وبالروحانية الفرنسيسكانية.
بدأ الأب ساتورنين سادراك، المنحدر من جمهورية أفريقيا الوسطى، رحلته الرهبانية الفرنسيسكانية عام ٢٠١٥. بعد تكوينه في الكونغو ودراسته في القدس، رُسم كاهنًا في المدينة المقدسة حيث أكمل تعليمه اللاهوتي.
تلقى الأب ريتو خوسيه ميندوزا، من فنزويلا، تكوينه في عدة دول في أمريكا اللاتينية قبل أن يُكمل دراسته في الأرض المقدسة. بعد نذوره الاحتفالية عام ٢٠٢٠، رُسم شماسًا وهو الآن كاهن في الحراسة.
الأب خوان ديفيد رودريغيز، المولود في بوغوتا، كولومبيا، هو مهندس معماري. بعد خبرته المهنية، استجاب للدعوة الرهبانية في الحراسة. وهو يشغل حاليًا منصب نائب الوكيل في أخوية دير المخلص، وهو عضو في اللجنة الأثرية، كما ويمارس نشاطه الراعوي في مدينة القدس.
السلام عليكم جميعًا.
بادئ ذي بدء، أود مرة أخرى أن أشكر غبطة البطريرك الكاردينال بيتسابالا لقبوله الدعوة لرسامة الكهنة الجدد.
وأذكر أن الفرا أندريا إنغريبيلو قد رُسم بالأمس أيضًا في أسيزي، لأنه - بسبب الاضطرابات الأخيرة المتعلقة بالحرب - لم يتمكن من الوصول إلى القدس ورسمه مع الآخرين. ومع ذلك، من الأفضل أن نحتفل بالأربعة جميعًا.
أحمل إليكم أيضًا تحيات وأطيب التمنيات من خادم الأراضي المقدسة الجديد، القس فرانشيسكو إيلبو، الذي تحدثت معه قبل يومين. وقد طلب مني صراحةً أن أنقل لكم تحياته. لقد كان حاضرًا بالأمس في سيامة الفرا أندريا إنغريبيلو.
لا يمكنني أن أتمنى لكم شيئًا آخر غير ما عبّر عنه فرا ريتو للتو: أن تكونوا خدامًا للمصالحة والسلام والرجاء.
فرانشيسكو غوارالدي


