.news-hero{position:relative;display:flex;gap:2rem;z-index:2}@media (max-width:768px){.news-hero{flex-direction:column}}.news-hero .single-news-hero{display:flex;flex-direction:column;gap:0.5rem;width:50%}@media (max-width:768px){.news-hero .single-news-hero{width:100%}}.news-hero .single-news-hero img{width:100%;height:20rem;object-fit:cover}.news-hero .single-news-hero span{font-size:0.8rem;color:var(--oxy-grey);font-weight:400}.news-hero .single-news-hero .post-title h3{font-size:1.5rem;font-weight:400}.news-hero .single-news-hero .post-title:hover h3{color:var(--oxy-red)}.news-hero .single-news-hero a{color:var(--oxy-red)}

استهلّ الإخوة الفرنسيسكان في دير واشنطن العاصمة شهر تشرين الثاني باستضافة القدّاس التقليدي والعشاء الاحتفالي، بحضور حارس الأرض المقدّسة الأب فرنشيسكو إيلبو. وقد بلغ هذا الحدث الخيري عامه الخامس عشر، ويُتوَّج بتقليد أعلى وسام تمنحه الحراسة، وهو ميدالية "غراتو أنيمو"، تكريماً لمن تميّزوا في خدمة رسالة الإخوة الفرنسيسكان في الأرض المقدّسة. كما شاركت في هذا الحدث بعثة من معهد مانيفيكات في القدس، الذي يحتفل هذا العام بمرور ثلاثين عاماً على تأسيسه. وتزامن حضور الأب إيلبو هذه الأمسية مع زيارته الأولى إلى الولايات المتحدة بصفته حارس الأرض المقدّسة.

وقد قدّم الأب الحارس هذا العام الميدالية إلى سيادة المطران بول لوفيردي، الأسقف الفخري لأبرشية أرلنغتون في ولاية فرجينيا – الولايات المتحدة الأميركية، تقديراً للدعم المتواصل الذي قدّمه على مدى عقود للدير الفرنسيسكاني وللأرض المقدّسة. وتمثّل هذه المبادرة مناسبة ثمينة للقدس لتعزيز جسور التواصل مع هذا الواقع الكنسي الفرنسيسكاني في ما وراء البحار، وجني ثمار التضامن التي زرعتها بصمت هذه الجماعة المصلّية من الإخوة.
على مدى السنوات، جمع العشاء الاحتفالي عدداً كبيراً من المشاركين الذين استجابوا بسخاء لدعوة الفرنسيسكان، فساندوا من بعيد، ومن خلال الحج أيضاً، رسالة الإخوة في الأرض المقدّسة. إنّ العمل الرائع الذي يقوم به الإخوة في واشنطن طوال العام للتوعية على أوضاع الرسالة في الأرض المقدّسة، يجد صداه في هذه الأمسية التي تعبّر عن روح تضامن وقرب من القضية.

ويُعدّ الأب فرنشيسكو إيلبو ثالث حارس يشارك في هذه المبادرة، بعد البطريرك بييرباتيستا بيتسابالا والأب فرنشيسكو باتّون. وخلال العشاء، عبّر الأب إيلبو عن شكره للأصدقاء والمحسنين على دعمهم الذي يُبقي الحضور الفرنسيسكاني قائماً في المنطقة من خلال التربية والوحدة والعناية بالأماكن المقدّسة. وقد شارك الحضور قصة عائلة من بيت لحم ساعدها الإخوة على البقاء في أرضها، كرمزٍ لكيفيّة تحوّل السخاء إلى رجاءٍ يغلب الخوف. وأكّد أنّ الإخوة، رغم الصعوبات، يواصلون رسالتهم في الخدمة والتعليم والحوار، داعياً الجميع إلى البقاء قريبين، ونشر رسالة الحراسة، والاستثمار في التربية التي هي أساس السلام.
وكانت كلمة صاحب الأمسية المطران لوفيردي مؤثّرة بدورها، إذ قال والدموع في عينيه إنّنا جميعاً يمكن أن نكون «شركاء في الرسالة» مع المرسلين الفرنسيسكان في الأرض المقدّسة، لأنّنا جميعاً مدعوون إلى دعمهم مادياً وروحياً. وأكّد أنّ هذه المساعدة أساسية لكي يبقى الإخوة في أرض رسالتهم، لأنّ "الراعي لا يترك قطيعه أبداً".

وأحيا الأمسية ثلاثة موسيقيين من معهد مانيفيكات في القدس، قدّموا باقة من المقطوعات الموسيقية. فمنذ عام 1995، تتحدّث هذه الأكاديمية الموسيقية، الواقعة في قلب البلدة القديمة في القدس، بلغةٍ عالمية هي الموسيقى، إلى أشخاصٍ ربما لا يتحدثون معاً بلغة أخرى. وقد قدّم العزف كلٌّ من هادي صبات (بيانو)، تيتيانا بيلستر (كمان)، وهديل صبات (فلوت)، بمرافقة أمين الحراسة ومدير المعهد الأب ألبرتو باري.
ورغم أنّ العشاء الاحتفالي كان الدافع الرئيس لرحلة الأب إيلبو إلى الولايات المتحدة، فقد اغتنم الفرصة لزيارة الدير والمفوّضية المقيمين هناك، فالتقى بنحو عشرين من أعضاء الجماعة، وتبادل معهم الحديث حول الحاضر والمستقبل في هذا الموقع الرسولي ذي الأهمية الاستراتيجية. وقد قال الأب الحارس إنّه وجد جماعة نابضة بالحياة على نحوٍ مفاجئ رغم تقدّم أفرادها في السن، حيث يُلمَس روح أخوّةٍ أصيلة، والعناية بالصلاة، وصدق العلاقات. وأضاف أنّه شعر ببيئة فرنسيسكانية عميقة، وتأثّر بالنشاط الدؤوب للإخوة، حتى المسنّين منهم، الذين يواصلون الشهادة لروحٍ متّقدة بالحماسة.

وفي يوم الأحد، الثاني من تشرين الثاني، ترأس الأب فرنشيسكو إيلبو القدّاس الإلهي بحضور جمعٍ كبير من المؤمنين الذين جاؤوا للاحتفال التذكاري المهيب للراقدين. وفي المساء، قدّم موسيقيّو مانيفيكات الثلاثة حفلاً في كنيسة الدير الفرنسيسكاني أمام عشرات المستمعين المتأثّرين. وقد دفّأت أنغامهم قلوب الحاضرين، ونقلت بلغة الموسيقى الكونية رسالة سلامٍ ورجاء.
Filippo De Grazia


