إنه عيد الفصح في القدس: أجراس كنيسة القيامة تعلن قيامة يسوع

إنه عيد الفصح في القدس: أجراس كنيسة القيامة تعلن قيامة يسوع

دعونا ننظر إلى العلى، مثل النسوة في إنجيل هذا النهار

تردد صدى "هللويا" الفصحية في القدس عند الساعات الأولى من صباح يوم السبت 29 آذار: إنها ميزة كنيسة القيامة، حيث تقام العشية الفصحية باكراً، للمتطلبات المرتبطة بقواعد الوضع الراهن التي تنظم حياة الطوائف المسيحية المختلفة داخل البازيليكا.

ولهذا تعتبر العشية الفصحية في القدس أم سائر العشيات. ترأس القداس الاحتفالي غبطة بطريرك القدس اللاتيني الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بحضور ومشاركة العديد من الكهنة والمؤمنين الذين توافدوا إلى الاحتفال منذ الساعات الأولى للنهار.

يكتسب طقس العشية الفصحية، الغني والمعقد للغاية، في كنيسة القيامة قيمة خاصة إذ يقام من أمام الضريح الذي يضم القبر الفارغ، قلب المسيحية جمعاء، الذي فيه دفن جسد يسوع الميت، ليخرج منه حياً منتصراً.

بدأ غبطة البطريرك عظته، قائلاً: " نشأت ليتورجيا القدس حول هذا المكان، كما هو الحال في ليتورجيا الكنيسة كلها. ومن هنا، في الواقع، نستمد النور الذي ينير الحياة المسيحية بأكملها. ونحن، كنيسة القدس، يجب علينا ونريد أن نكون أول من يعلن وصول هذا النور ويحمله إلى العالم".

الرتب الليتورجية

يتضمن احتفال العشية الفصحية أربع لحظات، هي: أولا، رتبة النور، التي بدأت عند مدخل البازيليكا، وتتميز برتبة النار المقدسة، التي منها يستمد نور الشمعة الفصحية، التي ترمز إلى نور المسيح القائم ممجداً. تلي ذلك ليتورجية الكلمة، التي تتضمن تسع قراءات تتناول "تاريخ الوعد الطويل بالحياة"، ويتلوها بالتناوب الرهبان الفرنسيسكان والإكليريكيون التابعون للبطريركية اللاتينية.

تقام بعد ذلك ليتورجية المعمودية، التي يجدد خلالها المؤمنون وعود المعمودية كافرين بالشيطان ومعترفين بالإيمان، قبل الانتقال إلى الليتورجية الإفخارستية، التي فيها يشارك المؤمنون، المولودون حديثًا من ماء المعمودية، في المائدة التي أعدها الرب بموته وقيامته.

يتميز هذا الاحتفال أيضاً بإعلان إنجيل القيامة من قبل بطريرك القدس نفسه: فهو أسقف المدينة المقدسة وهو الذي يعلن للعالم بشرى القيامة.

كلمات البطريرك

وفي عظته، حث الكاردينال بيتسابالا المؤمنين، قائلاً: "يخبرنا الإنجيلي أولاً أن النساء رفعن أنظارهن (مرقس 16: 4): إنه كناية عن القول بأن شيئًا جديدًا قد حدث، شيئًا لم يعتمد على قوى بشرية، وهو أن الله قد جعل نفسه حاضرًا. ولكي يرى الإنسان هذه الأعجوبة، عليه أن يرفع نظره، وينفتح على فكرة إمكانية حدوث شيء جديد".

ومشيراً بوضوح إلى الواقع في غزة والوضع المأساوي الذي تمر به الأرض المقدسة، تابع قائلاً: "الأيام الرهيبة التي نعيشها أغلقتنا، ويبدو أنها خذلت توقعاتنا، وأغلقت كل طريق، وألغت المستقبل. (...) ولكن إذا رفعنا أعيننا فقط، وتوقفنا عن البقاء منغلقين على أنفسنا، على آلامنا، وغير قابعين وراء الحجارة الكبيرة التي تغلق أبواب قبورنا، فربما يمكننا نحن أيضًا، مثل نساء إنجيل اليوم، أن نرى شيئًا جديدًا، شيئًا قيد الإنجاز: يعود نور الحمل ليشرق على أعيننا. لقد كسر يسوع أبواب ملكوت الموت بالسلاح الوحيد الذي لا يستطيع الموت أن يقاومه، وهو سلاح المحبة. إذا أحببنا، فنحن أحرار، وسوف نقوم."

من المكان الذي حدث فيه كل هذا حقيقة، وحيث هُزم الموت وأُعطيت لنا الحياة، اختتم الكاردينال بيتسابالا كلامه قائلاً: "دعونا نتوقف عن طلب الحي بين الأموات (راجع لوقا 24، 5). ليكن عيد الفصح اليوم دعوة إلى الانطلاق، والذهاب اليوم إلى جليلنا، للبحث عن علامات حضوره، حضور الحياة والمحبة والنور".

Silvia Giuliano