الحج إلى الأرض المقدسة
تشجع حراسة الأرض المقدسة رحلات الحج المرتبطة بالأماكن المقدسة، والتي كان الرهبان الفرنسيسكان حراسها لأكثر من ثمانية قرون، وفقًا لرغبة الكنيسة الجامعة التي كلفتهم بهذه المهمة. تعمل مفوضيات الأرض المقدسة، بالنيابة عن الحراسة وخدمة لها، على تشجيع الرحلات الروحية إلى الأماكن المقدسة التي زارها القديس فرنسيس الأسيزي، مؤسس رهبنة الإخوة الأصاغر، عام 1219، والتي يرافق الرهبان الفرنسيسكان فيها منذ عدة قرون الحجاج القادمين إليها، من جميع أنحاء العالم.
تشمل رحلات الحج التي تنظمها وتروج لها مفوضيات الأرض المقدسة مسارات تمتد لثمانية أيام، يزور خلالها الحجاج الأماكن المقدسة، أو مسارات حج مستوحاة من المسارات الكتابية والتي تشمل زيارة للأردن ومصر وسوريا وتركيا. أما الحجاج الذين يختارون الحج مع مفوضيات حراسة الأرض المقدسة فإنهم يقيمون في فنادق كازانوفا، وهي مرافق فرنسيسكانية مخصصة لإستقبال الحجاج، تقع بالقرب من بعض المزارات الرئيسية.
منذ عام 2015، تسهر على إدارة قسم رحلات الحج في حراسة الأرض المقدسة، في روما، مؤسسة الأرض المقدسة (Fondazione Terra Santa). يعمل مكتب المؤسسة في روما، وسيستمر بالعمل، وفقًا لتقليد طويل وثابت، كمركز لتنشيط وتعزيز رحلات الحج إلى الأرض المقدسة والشرق المسيحي، بالتعاون الوثيق مع مختلف مفوضيات الأرض المقدسة المنتشرة حول العالم، وخدمة لها.
إن تنظيم رحلات الحج إلى الأرض المقدسة، من خلال مفوضيات الحراسة، يعني المساهمة في الرسالة التي يضطلع بها الفرنسيسكان في الأماكن المقدسة. بل وإن الأعمال التي يقوم بها رهبان الحراسة ههنا منذ قرون، إنما تضحي ممكنة بفضل شبكة العمل هذه والتعاون في جميع أنحاء العالم، دعماً للوجود المسيحي في الأرض المقدسة وحفاظاً على الأماكن المقدسة.
ليس هذا الموقع وكالة سفر ونحن لا نقوم بتنظيم رحلات الحج: لذلك يرجى الاتصال بمفوضية الأرض المقدسة الأقرب إليكم، لتخطيط رحلة حجكم.
حج الحج الأراضي المقدسة
تسهر مفوضيات الأرض المقدسة، المنتشرة حول العالم، على تنظيم رحل حج إلى الأرض المقدسة. ابحث عن أقرب مفوضية تقع بالقرب من مكان إقامتك، وتواصل معها لحجز رحلتك إلى الأرض المقدسة.
https://www.custodia.org/ar/almfwdyat
للتواصل مع مفوضيات الأرض المقدسة
Via Berni 6 ، على مرمى حجر من San Giovanni in Laterano ، روما
Tel: +39 06 77206308;
Sito web: https://www.fratesole.com/pellegrinaggi-in-terra-santa/
email: pellegrinaggicustodia@fratesole.com
مسارات الحج
يمكنكم هنا التعرف على بعض مسارات الحج التي تنظمها مفوضيات الأرض المقدسة، والتي يمكن أن تكون مفيدة في التخطيط لرحلة حجكم الخاصة. لا تغطي مسارات الرحلة هذه الأماكن التي تحيي ذكرى وجود يسوع في الأرض المقدسة فحسب، بل وتوفر أيضًا فرصة للتعرف على أجزاء من التاريخ الطويل لهذا البلد واكتشاف مختلف وجوهها المتعددة. وإلى جانب المراجع المرتبطة بالإنجيل، يقدم هذا الموقع كذلك معلومات عملية في شأن المدة المثالية للإقامة، والمراحل الفردية للرحلة والأماكن التي تحتوي عليها مختلف البرامج التي تقترحها المفوضيات.
على خطى يسوع المسيح
الفترة المثالية للمكوث: تسعة أيام / ثمانية ليالي اليوم الأول: بيت لحم ( كنيسة المهد – مغارة الحليب – حق الرعاة) وَأَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمٍ أَرْضَ يَهُوذَا لَسْتِ الصُّغْرَى بَيْنَ رُؤَسَاءِ يَهُوذَا لأَنْ مِنْكِ يَخْرُجُ مُدَبِّرٌ يَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ .( متى 6:2)
الفترة المثالية للمكوث: تسعة أيام / ثمانية ليالي
اليوم الأول: بيت لحم ( كنيسة المهد – مغارة الحليب – حق الرعاة)
وَأَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمٍ أَرْضَ يَهُوذَا لَسْتِ الصُّغْرَى بَيْنَ رُؤَسَاءِ يَهُوذَا
لأَنْ مِنْكِ يَخْرُجُ مُدَبِّرٌ يَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ .( متى 6:2)
يبتدأ مسار الزيارة هذا من مكان ولادة يسوع المسيح، من مدينة بيت لحم وكنيسة الميلاد التي بناها الإمبراطور قسطنطين في القرن الرابع الميلادي، حيث يمكنك زيارة المغارة حيث ولد الطفل يسوع بحسب التقليد المسيحي. وإذا ما سرنا في الساحة المركزية الكبيرة الواقعة امام الكنيسة فإننا سنجد كنيسة مغارة الحليب على بعد 500 م إلى اليمين من كنيسة الميلاد، والتي بحسب التقليد المسيحي، فإنها المكان حيث سقطت على الارض بضع قطرات من الحليب أثناء إرضاع مريم العذراء للطفل يسوع ،محولة بذلك لون المغارة كلها إلى اللون الأبيض.
وهناك مكان آخر يُذكِر بميلاد يسوع المسيح، وهو حقل الرعاة الواقع في مدينة بيت ساحور، الذي بحسب التقليد المسيحي المكان حيث بشر الملاك الرعاة بميلاد الطفل يسوع.
• ويمكنك في بيت لحم، المكوث في بيت الحجاج الفرنسيسكاني " الكازانوفا".
اليوم الثاني: بيت لحم ( هيروديون)، قمران والبحر الميت
على بعد عشرة كيلومترات من مدينة بيت لحم، تقع قلعة الملك هيرودس الكبير على تلة مخروطية الشكل، حيث يمكن الاستمتاع بالمنظر الخلاب من قمة التلة، بالإضافة إلى روعة البقايا الأثرية لقصر هيرودس.
ويُقترَح أن تكون محطة التوقف الثانية في المسار، موقع قمران الأثري الواقع على بعد 2 كيلومتر من الشاطئ الشمالي– الغربي للبحر الميت. وتعود شهرة هذا الموقع لاكتشاف بعض مخطوطات البحر الميت القديمة والتي تعود للقرن الثاني قبل الميلاد. وهذه المخطوطات تحتوي نصوصاً من الكتاب المقدس ( مثل نصوص النبي إشعيا) ،بالإضافة إلى نصوص تصف الحياة الاجتماعية في قمران وتعود للعام 150 قبل الميلاد. واخيراً، فإنه من الصعب مقاومة الرغبة في الاستحمام في مياه البحر الميت الشديدة الملوحة.
اليوم الثالث: الناصرة ( كنيسة البشارة – كنيسة مار يوسف – وعين مريم العذراء ) ، طابور
"وَفِي الشَّهْرِ السَّادِسِ أُرْسِلَ جِبْرَائِيلُ الْمَلَاكُ مِنَ اللّهِ إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ الْجَلِيلِ اسْمُهَا نَاصِرَةُ، إِلَى عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةٍ لِرَجُلٍ مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ اسْمُهُ يُوسُفُ. وَاسْمُ الْعَذْرَاءِ مَرْيَمُ". (لوقا 1،26).
الناصرة هي عاصمة الجليل حيث عاش القديس يوسف ومريم العذراء ويسوع بعد عودتهم من مصر.
يمكنك هنا زيارة بازيليكا البشارة المبنية في ستينات القرن الماضي والتي تقوم على موقع المغارة حيث ظهر الملاك لمريم العذراء. أما كنيسة القديس يوسف فتبعد عن بازيليكا البشارة 200 متر، ووفقاً للتقليد المعروف، تعتبر هذه الكنيسة بيت العائلة المقدسة. ومن هنا، يمكنك إتباع الطريق الرئيسي في الناصرة لزيارة عين مريم العذراء، حيث كانت نساء القرية يذهبن للتزود بالماء، وحيث شهدت مريم العذراء أول ظهور للملاك وذلك بحسب إنجيل جيمس.
و نوصي هنا بأن يكون جبل طابور " جبل النور" حيث تجلى الرب يسوع، آخر محطة للزيارة خلال اليوم الثالث هذا.
• وهنا يمكنك أيضاً المكوث في بيت الحجاج الفرنسيسكاني " الكازانوفا".
اليوم الرابع: بحيرة طبرية (مجدلة- التابغة- كفر ناحوم)، جبل التطويبات.
بعد أن تترك الناصرة، يمكنك بسهولة زيارة بحيرة طبرية أو " بحر الجليل"، وهذان إسمان من بين الأسماء التي تطلق على هذا المكان. وتذكرنا هذه البحيرة الرائعة المحاطة بالتلال الجرداء، بالعديد من الأحداث التي يرويها الكتاب المقدس، فهنا وعلى شواطئ هذه البحيرة، ابتدأ يسوع حياته العلنية وجرت على يده العديد من العجائب. وهناك الكثير من الأماكن والمعابد التي بإمكانك زيارتها في الموقع وجميعها متقاربة من بعضها البعض مثل: كنيسة أولية بطرس، وموقع مجدلة الأثري وهو مكان ميلاد القديسة مريم المجدلية و كنيسة التابغة حيث حدثت معجزة تكثير الخبز والسمك.
وفي كفر ناحوم يمكنك التمتع بمشاهدة الحفريات التي تعمل على إظهار القرية حيث عاش وبشر يسوع المسيح، إضافةً إلى الكنيسة وايضاً النصب التذكاري للقديس بطرس المقام على أنقاض بيت القديس بطرس الحقيقي. كما يمكنك هنا إكمال المسير والتوجه صعوداً نحو جبل التطويبات حيث ألقى يسوع عظته حول التطويبات الإنجيلية.
• وهنا يمكنك أيضاً المكوث في بيت الحجاج الفرنسيسكاني " الكازانوفا".
اليوم الخامس: أريحا، العيزرية ، القدس
ثُمَّ نَادَى بَصَوْتٍ عَالٍ: «لِعَازَرُ اخْرُجْ!» فَخَرَجَ الْمَيْتُ وَالأَكْفَانُ تَشُدُّ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ، وَالْمِنْدِيلُ يَلُفُّ رَأْسَهُ. فَقَالَ يَسُوعُ لِمَنْ حَوْلَهُ: «حُلُّوهُ وَدَعُوهُ يَذْهَبْ!» " ( يوحنا 11: 43-44 )
في هذا اليوم الخامس، يمكن أن تكون مدينة أريحا وجهة الزيارة الاولى، ومن بعدها الرجوع للقدس. كلمة Yerikho
في العبرية تعني القمر، وهي أقدم مدينة مأهولة في العالم وأخفض بقعة تحت سطح البحر. وقد ادت الدراسات الأثرية إلى التوصل إلى أن الاستيطان الاول للمدينة يعود إلى 8000 سنة قبل الميلاد. وإن أريحا العبرية هي التي عرفها يسوع وفيها التقى بزكا العشار ( لوقا 19 :1-10). ويمكنك هنا مشاهدة شجرة الجميز ( شجرة زكا العشار) الوارد ذكرها في الإنجيل، وموقع تل السلطان الأثري وبقايا أريحا القديمة.
وإذا كان لديك الوقت، يمكنك زيارة موقع آخر مميز جداً لموقعه وللمناظر الخلابة: وهو دير قرنطل أو دير الأربعين التابع لطائفة الروم الأرثوذكس، والمرتبط بذكرى الأربعين يوما ً التي قضاها يسوع في الصحراء.
ولا يمكن هنا تجاهل موقع آخر هام جداً للمسيحيين ، وهو المكان حيث تعمد يسوع المسيح في نهر الأردن، ولقد تم حديثاً إجراء تحسينات على الموقع وهو مفتوح لزيارة العامة.
وفي طريق العودة من هنا إلى مدينة القدس، يمكنك التوقف لزيارة العيزرية وبيت أصدقاء يسوع: أليعازر ومرثا ومريم، وهو المكان حيث أقام يسوع أليعازر من الاموات. كما نقترح عليك عند العودة إلى مدينة القدس، القيام بجولة رائعة مشياً على الأقدام فوق أسطح البلدة القديمة، فهي تعتبر زاوية مميزة جداً وتعطي منظراً شاملاً لأحياء المدينة وللكنائس الرائعة والمساجد والكُنُس اليهودية.
اليوم السادس: القدس (طريق الآلام – كنيسة القبر المقدس- حائط المبكى والهيكل – جبل صهيون)
يمكنك تخصيص صباح هذا اليوم السادس لمدينة القدس القديمة وبشكلٍ خاص للاماكن المقدسة. ويمكنك هنا بدء الزيارة من كنيسة الجَلد حيث تبتدأ رياضة درب الصليب عبر طريق الآلام بمراحلها الأربعة عشر. ومن بين أبرز المحطات : المرحلة الثالثة حيث يقع يسوع للمرة الأولى، والمرحلة الرابعة حيث يلتقي بمريم العذراء، والمرحلة السادسة حين تمسح القديسة فيرونيكا وجهه بالمنديل والمرحلة السابعة حيث يقع يسوع للمرة الثانية. كما يمكنك هنا مشاهدة بقايا من عمود الجَلد.
وتلتقي المرحلة الأخيرة من درب الصليب بكنيسة القبر المقدس او بازيليكا القيامة ،وهذا الموقع بالطبع أقدس وأعز موقع على قلب المسيحية جمعاء. ولقد كان هذا الموقع في زمن المسيح، موقعاً يقع خارج أسوار المدينة ومن المحتمل أنه كان يستخدم كمدفن.
ويوجد في داخل الكنيسة موقع الجلجثة ( (Calvary وهو الاسم اللاتيني للجلجثة)، وحجر التحنيط حيث وُضِع جسد يسوع وتم دهنه بالطيب بحسب التقليد اليهودي، بالإضافة إلى القبر الفارغ.
"لا تندهشن، أنتُن تطلبن يسوع الناصري المصلوب، قد قام، ليس هو هاهنا. هو ذا الموضع الذي وضعوه فيه".
مرقص 16 :6 -7.
والآن نحو مكان آخر يتساوى بدرجة أهميته ولكن هذه المرة لدى اليهود، وهو حائط المبكى والدي يسمى بالعبرية ( (Kotel Hama’aravi وهو يشكل جزءاً أصلياً من الجدار الغربي الذي بناه الملك هيرودوس في العام 20 قبل الميلاد لدعم الهيكل الثاني ،الهيكل المذكور في الأناجيل.
وسترى في هذا الموقع العديد من اليهود، برؤوس مغطاة ويصلون ووجوههم مقابلة للحائط، وذلك في منطقتين منفصلتين واحدة للنساء وأخرى للرجال ( تماماً كما في الكنُس اليهودية).
وبإمكانك زيارة باحة حائط المبكى حيث يوجد اليوم أماكن عبادة إسلامية مثل: قبة الصخرة الرائعة والفخمة والمسجد الأقصى الذي لا يُسمح بزيارته لسوء الحظ.
بعد ذلك يمكنك الوصول إلى جبل صهيون باجتياز الحي اليهودي أولاً ومن ثم الحي الارمني وذلك من خلال باب صهيون. وهنا خلف الأسوار، توجد علية صهيون حيث أقام يسوع العشاء الأخير مع التلاميذ، وحيث ظهر يسوع لهم بعد قيامته من بين الاموات. ويقع على مقربة من علية صهيون، كنيسة رقاد مريم العذراء وكنيسة صياح الديك التي تخلد ذكرى صياح الديك عندما أنكره القديس بطرس.
• وهنا يمكنك أيضاً المكوث في بيت الحجاج الفرنسيسكاني " الكازانوفا".
اليوم السابع: القدس ( جبل الزيتون – الجسمانية – عين كارم )
"وأخرجهم خارجاً إلى بيت عينيا ورفع يديه وباركهم وفيما هو يباركهم أنفرد عنهم وأصعد إلى السماء" (لو 50:24-51)
يمكنك تخصيص صباح هذا اليوم، لزيارة جبل الزيتون، بينما نقترح زيارة قرية عين كارم الصغيرة في فترة ما بعد الظهر. يُعتبر جبل الزيتون موقعاً يشهد العديد من الأحداث الإنجيلية مثل: صعود يسوع إلى السماء، وتعليم الصلاة الربية للتلاميذ ( مغارة كنيسة ابانا( ،وبكاء يسوع على مدينة القدس ( كنيسة المبكى) ، والجسمانية واعتقال يسوع ( بازليك النزاع أو كنيسة الجسمانية وبستان الزيتون)، ومكان دفن والدته السيدة العذراء (قبر مريم العذراء) . ومن قمة الجبل يمكن الاستمتاع بمشاهدة المنظر الرائع للمدينة الذي أقل ما يقال عنه بأنه غير اعتيادي. وعلى بعد ثمانية كيلومترات من القدس نحو وادي مليء بالأحراش، تقع قرية عين كارم التي بحسب التقليد المسيحي، عاشت فيها إليصابات وزوجها زكريا وحيث وُلِد يوحنا المعمدان. ويمكنك هنا زيارة كنيسة الزيارة التي تخلد ذكرى زيارة مريم العذراء لخالتها إليصابات، بالإضافة إلى كنيسة يوحنا المعمدان.
اليوم الثامن: ياد فاشيم، عماوس القبيبة
يعتبر ياد فاشيم متحفاً مخصصاً للمحرقة ويقع على تلة الذخيرة ، وهو مكان يتوجب على زوار القدس زيارته. وتعني تسمية ياد فاشيم " نصب تذكاري واسم ) وهي تعبير مُقتَبس من كلمة النبي أشعيا:
"إِنِّي أُعْطِيهِمْ فِي بَيْتِي وَفِي أَسْوَارِي نُصُباً وَاسْماً أَفْضَلَ مِنَ الْبَنِينَ وَالْبَنَاتِ. أُعْطِيهِمُ اسْماً أَبَدِيّاً لاَ يَنْقَطِعُ (إشعياء 56: 5 ).
وإنها لزيارة مؤثرة من شأنها أن تترك لديك بالتأكيد ذكرى لا تمحى.
وفي فترة بعد الظهر، يمكنك الذهاب إلى عماوس القبيبة الواقعة غرب مدينة القدس، وهي المكان حيث ظهر يسوع لتلميذيه "قلوبا" (كليوفاس) و"سمعان" بعد قيامته من بين الاموات. وهنا يوجد معبد يُخلد هذا الحدث والذي يحوي بقايا بيت روماني ( وهو بيت كليوفاس بحسب التقليد القديم)، ودير فرنسيسكاني بجانب الكنيسة ، إضافةً إلى شارع روماني وبقايا قرية صليبية لا زالت معالم البيوت والدكاكين فيها واضحة للعيان.
اليوم التاسع: قيسارية ماريتيما
بإمكانك تخصيص صباح هذا اليوم الأخير لزيارة قيسارية ماريتيما القديمة والتي تُعتَبر إحدى أهم المواقع الأثرية في إسرائيل. بنى الملك هيرودس الكبير هذه المدينة قرابة العام 20 قبل الميلاد مع مينائها الرائع واسماها قيسارية نسبة إلى القيصر الروماني (أوغسطس). ولقد كانت المدينة إبان العهد الروماني، مركزاً هاماً للتجارة وللأحداث السياسية والثقافية والدينية. وفيها عمد القديس بطرس الضابط الروماني كورنيليوس وعائلته. ويُمكنك أيضاً زيارة القلعة الصليبية والميناء والمدرج الروماني وقناة المياه الهيرودية ، إضافةً إلى العديد من البقايا الأثرية التي تعود للفترة الرومانية-البيزنطية.
على خطى الإنجيل في الأرض المقدسة
المدة: ثمانية أيام / سبع ليالي اليوم الأول: الخليل – بئر السبع " فَأَجْعَلَكَ أُمَّةً عَظِيمَةً وَأُبَارِكَكَ وَأُعَظِّمَ اسْمَكَ، وَتَكُونَ بَرَكَةً". سفر التكوين 2:12-5
المدة: ثمانية أيام / سبع ليالي
اليوم الأول: الخليل – بئر السبع
" فَأَجْعَلَكَ أُمَّةً عَظِيمَةً وَأُبَارِكَكَ وَأُعَظِّمَ اسْمَكَ، وَتَكُونَ بَرَكَةً". سفر التكوين 2:12-5
نقترح أن تبتدأ مسار الزيارة هذا من مدينة الخليل، إحدى اقدم المدن في الأرض المقدسة. وهي مدينة مقدسة لدى اليهود والمسيحيين والمسلمين حيث أن فيها قبر البطاركة وفيها ايضاً تمت بعض الأحداث التاريخية الهامة: إذ فيها نصب سيدنا إبراهيم خيمته بعد انفصاله عن لوط، ودفن زوجته سارة في مغارة الحقل الذي اشتراه من بني حث، كما أن سيدنا إبراهيم نفسه دُفِنَ في نفس المغارة من قبل أبنائه.
ومن السهل بعد ذلك الوصول إلى مدينة بئر السبع التي تبعد حوالي 45 كيلومتر إلى الجنوب. لقد كان عدد سكان بئر السبع 2000 نسمة فقط عند إنشاء دولة إسرائيل، واليوم تعتبر مركزاً حضارياً رئيسياً، ورمزاً لتمكن إسرائيل من السيطرة على الصحراء جاعلة منها مكانا مزدهراً ومركزاً إنتاجياً. وهناك ثلاثة مواقع يمكن زيارتها في هذه المدينة وهي: موقع استيطان أبو مطر الذي يعود للعصر الحجري النحاسي (4000 عام قبل الميلاد) ، وخربة بير الصفدي حيث تم الكشف عن مواقع استيطان لاحقة، وتل الصبا أو مدينة البطاركة كما هو مذكور في الإنجيل.
اليوم الثاني: سيناء ( جبل موسى ودير القديسة كاترينا)
يمكن تخصيص هذا اليوم لزيارة جبل موسى ( جبل حوريب كما في الإنجيل)، وهو المكان حيث تلقى موسى الشرائع والقوانين.
يرتفع جبل سيناء حوالي 2285 متراً عن سطح البحر ويشرف على الجبال الاخرى المحيطة بدير القديسة كاترين.
ويمكنك الاستمتاع بروعة المشهد الطبيعي خلال السير وتسلق الجبل نحو القمة، وبالرغم من اكتظاظ المكان بالسياح والحجاج، إلا أنك ستختبر الشعور بالسلام والفرح.
ويقع دير القديسة كاترينا في أسفل الجبل، في الوادي حيث التقى موسى ببنات يثرون قرب البئر الموجود حالياً إلى جانب الكنيسة، وذلك وفقاً للتقليد القديم. ويوجد داخل الأسوار، كنيسة التجلي التي تعود للقرن السادس الميلادي، وحيث بالإمكان مشاهدة أقدم الفسيفساء في العالم والتي تم صنعها ما بين 565-570.
اليوم الثالث: أفدات، شيفتا، مسعدة
يمكنك أثناء السفر في شبه جزيرة سيناء التوقف لزيارة مدن النبطيين القديمة. وأول مدينة هي أفدات الواقعة في وسط الصحراء، ويعود بناؤها للقرن الثاني قبل الميلاد، وكانت تعتبر محطة لاستراحة القوافل التجارية في طريقها نحو ساحل البحر الأبيض المتوسط والقادمة من البتراء. وبالرغم من كونها مدفونة تحت الرمل إلا أن معالمها لا زالت باقية. ومن هنا ، يمكنك زيارة المدينة النبطية الثانية وهي مدينة شيفتا، والتي أظهرت الحفريات بأنها كانت ذات أهمية خاصة في العهد البيزنطي. وقد اجمع الباحثون بأن المدينة كانت موقع استيطان زراعي كبير خاصةً مع وجود خزانات المياه التي لا زالت موجودة في الموقع، و التي كانت تجمع مياه الامطار لتستخدم في الحقول. ومن ثم يمكن التوقف أخيراً لزيارة مدينة مسعدة أو مسادا وبالعبرية "قلعة الجبل "، وهو جبل يصل ارتفاعه إلى 500 متر فوق سطح البحر. وتعود شهرة الموقع لارتباطه بحلقة خاصة وهامة من تاريخ إسرائيل القديم ، وبالتحديد بطائفة الزيلوت التي قاومت بشدة الحصار الروماني الطويل، وفضلت في النهاية الانتحار الجماعي على الاستسلام والوقوع في أيدي الرومان.
اليوم الرابع: عين جدي، قمران، بيت لحم
فَقَالَ لَهُمُ الْمَلاَكُ: «لاَ تَخَافُوا. فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ:
أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُ". لوقا 2: 10-12
وبالتوجه شمالاً وعلى بعد حوالي 18 كيلومتر من مسعدة، نصل إلى عين جدي " ينبوع الاطفال" بالعبرية، وهي واحة كثيفة الاخضرار، ومليئة بالحيوانات البرية والينابيع الرائعة. وتقع عين جدي على الشاطئ الغربي للبحر الميت وهي بحسب الإنجيل المقدس وبحسب رواية صموئيل، المكان حيث صفح داوود عن شاوول. و أهم ينبوع في الموقع يسمى عين داوود وهو شلال مياه طبيعي ،كما أنه إلى جانب جمال المنطقة الطبيعي هناك أيضاَ بقايا مستوطنات قديمة مثل تل حورين الذي يعود للقرن السابع الميلادي، وكنيس قديم لا زال يحتفظ بأرضيته الفسيفسائية. كما يوجد في المنطقة كيبوتس Kibbutz حيث بالإمكان المبيت وانتهاز الفرصة لارتياد الشاطئ المجاني للبحر الميت.
وعلى بعد حوالي 30 كيلومتر |إلى الشمال من الموقع، نصل إلى قمران: الموقع الشهير حيث تم اكتشاف مخطوطات البحر الميت والمعروضة حالياً في المتحف الإسرائيلي في القدس. ولا زال في الموقع بقايا تاريخية تعتبر شاهداً على وجود طائفة يهودية في القدم، وهي طائفة الإسينيين التي يعتقد انها عاشت في الموقع في الفترة 150 قبل الميلاد وحتى 68 ميلادي، وذلك أثناء مطاردتهم من قبل الغزاة الرومان.
واخيراً، ومروراً بمدينة القدس حيث انها الطريق الاقصر، يمكن إنهاء مسار الزيارة لهذا اليوم في مدينة بيت لحم في فترة ما بعد الظهر المبكرة، ونقترح هنا المبيت لليلة واحدة على الأقل في هذه المدينة والتمتع بالثقافة المحلية وبالطبع زيارة أهم الاماكن: ككنيسة المهد وكنيسة القديسة كاترينا وكنيسة مغارة الحليب والسوق والبلدة القديمة وقبر راحيل وحقل الرعاة وقلعة هيروديون.
اليوم الخامس: القدس ( جبل الهيكل – السور الغربي- طريق الآلام- كنيسة القيامة- جبل صهيون)
إن جبل الهيكل المعروف بالحرم القدسي الشريف ، هو المكان الذي توجد فيه الجوامع التي تجعل من مدينة القدس ثالث مدينة مقدسة لدى المسلمين في كافة أنحاء العالم. ويمكنك هنا مشاهدة قبة الصخرة والمسجد الأقصى. ويعود تصميم الحرم إلى عهد الفتح الإسلامي الأول ( 1400م) ولكن تاريخ الموقع يعود لفترات أكثر قدماً. وفي هذا المكان بنى سليمان الهيكل اليهودي الأول حوالي 1000 قبل الميلاد. وهناك أيضاً السور الغربي المعروف أكثر لدى غير اليهود باسم" حائط المبكى" ، وكان نفسه الحائط القديم الذي يدعم الهيكل الثاني. وباستطاعة الزوار الذين يزورون المكان ملاحظة الفرق بين الكتل الحجرية الكبيرة المستخدمة في عهد الملك هيرودس ( 20 قبل الميلاد)، وحجارة الطوب الصغيرة التي تعود للعهود البيزنطية والإسلامية. ومن هنا يمكن العودة إلى الحي الإسلامي حيث تبدأ المرحلة الأولى من درب الصليب، والسير على خطى يسوع وهو يحمل صليبه حتى موقع الجلجثة. وفي كل عام، يحمل الحجاج صليباً حقيقياً من الخشب ويسيرون عبر طريق الآلام او درب الصليب، متممين بذلك نذورهم الذي كانوا قد أنذروها قبل زيارة الأرض المقدسة. كما يقوم الرهبان الفرنسيسكان بمسيرة مماثلة كل يوم جمعة في فترة ما بعد الظهر. وباستمرار المسير، سنصل إلى أقدس مكان لدى المسيحيين وهو كنيسة القيامة، وهي بمثابة شواهد حجرية تعكس الساعات الأخيرة من حياة يسوع المسيح ، إذ تحتوي كنيسة القيامة وضمن مبنى واحد على الموقع حيث صلب يسوع ( الجلجثة)، والمكان حيث تم وضع جسده بعد إنزاله عن الصليب ومسحه بالطيب ( حجر الطيب)، والقبر المقدس حيث دفن وقام من الموت. ويوجد جبل صهيون خارج منطقة الأسوار جنوبي البلدة العتيقة، حيث بالإمكان زيارة علية صهيون، وكنيسة رقاد السيدة العذراء وقبر داوود وكنيسة القديس بطرس او كنيسة صياح الديك.
يمكن المبيت في بيت الحجاج الفرنسيسكاني في مدينة القدس.
اليوم السادس: القدس ( جبل الزيتون، الجسمانية، ياد فاشيم)
يمكن تخصيص صباح هذا اليوم بأكمله لزيارة جبل الزيتون والجسمانية. ويمكنك الاستمتاع بالمشهد الرائع من على جبل الطور
( الجبل المقدس) عند العرب، حيث أنه إحدى أجمل المشاهد لمدينة القدس. وأثناء الصعود إلى الجبل، يمكنك رؤية وادي يهوشافاط حيث توجد اقدم مقبرة يهودية، وحيث سيُبعَث الاموات احياءاً عند عودة المسيح في يوم الحساب الأخير وفقاً للنبوة في كتاب زكريا. ويوجد على جبل الزيتون العديد من الكنائس التي تذكرنا بأحداث هامة في حياة يسوع وموته: فهناك كنيسة الصعود وكنيسة الأبانا وكنيسة الدمعة وكنيسة قبر العذراء. وإذا ما كان لديك الوقت الكافي ، يمكنك أيضاً زيارة كنيسة مريم المجدلية الارثوذكسية المغمورة بالأشجار وذات القباب النموذجية الرائعة. وفي المقابل هناك كنيسة الجسمانية في اسفل الجبل والواقعة في وسط بستان الجسمانية حيث اعتقل يسوع. صمم هذه الكنيسة أنطونيو بيرلوتزي وتم تمويلها من عدة دول. اما في فترة بعد الظهر، فبالإمكان زيارة متحف ياد فاشيم (متحف الكارثة) على جبل الذكرى (جبل هرتسل) .
اليوم السابع: بيت شين ،طبريا، والمنطقة المحيطة ( مجدلة – التابغة – كفر ناحوم)
قَالَ لَهُ ثَالِثَةً: «يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي؟» فَحَزِنَ بُطْرُسُ لأَنَّهُ قَالَ لَهُ ثَالِثَةً: أَتُحِبُّنِي ؟ فَقَالَ لَهُ: «يَا رَبُّ، أَنْتَ تَعْلَمُ كُلَّ شَيْءٍ. أَنْتَ تَعْرِفُ أَنِّي أُحِبُّكَ». قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «ارْعَ غَنَمِي." يوحنا 21: 15-17
إذا ما سرت باتجاه الشمال قليلاً، يمكنك التوقف لبدء هذا النهار بزيارة بيت شأن التي تضم متنزها عاماً يحوي حفريات اثرية تعود لعدة عهود سابقة. ويرد ذكر هذه المدينة في الكتاب المقدس إذ أنها المكان حيث وقعت المعركة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وحيث قتل شاول صديق داود واولاده الثلاثة. ويقع على المقربة من بيت شأن مدينة طبرية حيث يمكن التوقف لزيارة كنيسة بطرس الرائعة والتمتع بصيد السمك على شواطئ البحيرة التي تذكرنا بالعديد من الأحداث في حياة يسوع. بعد ذلك يمكنك التوجه إلى الشمال من طبرية على طول الشاطئ نحو مجدلة، وهي مكان ميلاد مريم المجدلية والتي كشفت عنها الحفريات الفرنسيسكانية في العام 1971. ومن ثم يُستكمل المسير حتى التابغة الواقعة في أسفل جبل التطويبات، وهي الموقع حيث أجرى يسوع أعجوبة تكثير الأرغفة والسمك، والتي يتم الدلالة عليها من خلال فسيفساء بيزنطية تزين أرضية الكنيسة . وتوجد كنيسة أولوية بطرس على مقربة من كنيسة التطويبات، وهي كنيسة فرنسيسكانية تحيي ذكرى أولوية بطرس عندما وكله يسوع بأن يرعى خراف الكنيسة ويترأس الرسل.
وأخيراً وليس آخراً، تأتي زيارة كفر ناحوم "مدينة يسوع"، حيث أنه وفقاً للإنجيل، هي المكان حيث مكث يسوع أثناء نشاطه التبشيري في الجليل. ولقد كان التواجد المسيحي كثيفاً هنا في بدايات القرن الثاني الميلادي. كما كشفت الحفريات الأثرية في الموقع عن كنيس يعود لفترة ما بعد المسيح بالإضافة لبيت بطرس، ويمكن مشاهدة هذه الأنقاض مباشرةً من خلال الكنيسة الثمانية الشكل والمبنية على علو فوقها.
يمكن المبيت في بيت الحجاج الفرنسيسكاني في طبرية.
اليوم الثامن: الناصرة
آخر محطة في مسار الزيارة هذا مخصصة لمدينة الناصرة عاصمة الجليل، وثالث أهم مدينة للمسيحيين بعد القدس وبيت لحم. وتتميز مدينة الناصرة بأجواء الحياة النشطة فيها وبمجتمعها المضياف. وفيها تمت بشارة مريم العذراء من قبل الملاك جبرائيل، وعاش يسوع طفولته. وبالتالي فإن كنيسة البشارة الضخمة تحيي ذكرى هذه الأحداث، وهي كنيسة مبنية على الطراز الحديث في نفس الموقع حيث كانت قائمة الكنيسة البيزنطية الأولى والتي تعود إلى القرن الخامس الميلادي، وأيضاً الكنيسة الصليبية التي تعود للقرن الحادي عشر ومن ثم الكنيسة الفرنسيسكانية في العام 1730. ويُعتَقد وفقاً للتقليد القديم بأنه المكان حيث كان قائماً بيت مريم العذراء وإلى جانبه كنيس يهودي – مسيحي تم بناؤه في القرن الأول الميلادي، ولا زال باقياً منه جرن معمودية وهو الآن موجود داخل بازيليكا البشارة. وعلى مسافة قصيرة، توجد كنيسة القديس يوسف حيث يُعتَقد أنها المكان حيث كان بيته قائماً.
يمكن المبيت في بيت الحجاج الفرنسيسكاني في الناصرة.
«لا تَخَافِي، يَا مَرْيَم، لأَنَّكِ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ الله. وهَا أَنْتِ تَحْمِلينَ، وتَلِدِينَ ٱبْنًا، وتُسَمِّينَهُ يَسُوع. وهُوَ يَكُونُ عَظِيمًا، وٱبْنَ العَليِّ يُدْعَى، ويُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلهُ عَرْشَ دَاوُدَ أَبِيه، فَيَمْلِكُ عَلى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلى الأَبَد، ولا يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَة!». لوقا 34.30:1
ترانيم رحلتي كحاج
"تَرْنِيمَاتٍ صَارَتْ لِي فَرَائِضُكَ فِي بَيْتِ غُرْبَتِي". مزمور 119، 54 المدة المثالية: عشرة أيام / تسع ليالي اليوم الأول: بئر السبع ) بئر الميثاق او النعاج السبعة)
"تَرْنِيمَاتٍ صَارَتْ لِي فَرَائِضُكَ فِي بَيْتِ غُرْبَتِي". مزمور 119، 54
المدة المثالية: عشرة أيام / تسع ليالي
اليوم الأول: بئر السبع ) بئر الميثاق او النعاج السبعة)
يقع بئر السبع اليوم في سهل كبير في وسط صحراء النقب، وهي أهم مركز صناعي وتجاري في المنطقة، فضلاً عن وجود جامعة بن غوريون المتخصصة بكليات علوم الزراعة.
وتذكرنا بئر السبع بقصة الميثاق الذي برمه سيدنا إبراهيم مع أبيمالك ملك جرار، حيث أعطى سيدنا إبراهيم سبع نعاج إلى الملك لقاء حقوق ملكية البئر الذي كان قد حفره في المنطقة. ( سفر التكوين 21،15-34 ).
ومن الأحداث الإنجيلية الأخرى التي حدثت بالقرب من المكان والتي لها أهمية جوهرية، قصة سيدنا إبراهيم عندما قاد هاجر وولدها إسماعيل وتركهما في الصحراء وتاهوا في صحراء بير السبع (سفر التكوين 14:21-21)، وقصة لقاء وزواج سيدنا إسحق وربيكا وميلاد أبنائهم عيسو ويعقوب ( سفر التكوين 24، 61 وما يتبع).
اليوم الثاني: صحراء النقب (مامشيتMamshit ، افدات Avedat، Mizpe Ramon ميزبي رامون)
ترتكز زيارة صحراء النقب على ثلاثة مراكز : (مامشيت Mamshit ، افدات Avedat ، Mizpe Ramon ميزبي رامون). مامشيت وتسمى بالعربية كرنب، هي اليوم منطقة مليئة بالآثار الرومانية –البيزنطية بالإضافة إلى آثار للأنباط ربما يعود بعضها لعهود أكثر قدماً. ويوجد هناك أيضاً بيت نبطي وبعض القبور المتوجة بأهرامات صغيرة، ومبنى يعود للفترة الرومانية وربما إلى زمن هادريان. لقد ازدهرت المدينة أكثر ما يكون في الزمن البيزنطي عندما كانت مدينة مامشيت المحصنة توفر الحماية ومركز استراحة للقوافل التجارية في طريقها إلى وادي عربة ( الواقع إلى الجنوب من البحر الميت) وإيلات والبحر الأحمر. كما يمكن مشاهدة بقايا كنيستين في الموقع تعودان للفترة البيزنطية أيضاً، بُنيَت إحداهما من قبل رهبان حيث لا زال بالإمكان مشاهدة مداخلها الثلاثة، وجزء من مبنى الكنيسة وارضية الفسيفساء مع زخارف النباتات وبقايا جرن المعمودية. أما الكنيسة الثاني فهي على الأغلب سليمة وتحتوي على لوحة فسيفساء كبيرة تغطي الأرضية، وتعتبر اروع فسيفساء في منطقة النقب كلها بالنظر إلى غناها بالزخرفة وروعة العمل اليدوي المتقن.
أما افدات فهي في مركز النقب وتحتوي على بقايا تعود لحقب تاريخية مختلفة: النبطية والرومانية والبيزنطية. تم العثور فيها على بقايا فخارية واثار لمدينة و الأكروبوليس (الجزء الأعلى المحصن من المدينة)، والتي تعود جميعها للفترة النبطية في القرن الثاني قبل الميلاد. وقد خضعت منطقة الأكروبوليس لتغييرات كبيرة في العهد البيزنطي، إذ أنه بعد الدمار الذي كانت قد تعرضت له في الفترة الرومانية وبناء معابد الأوثان، تم تحويل المباني الوثنية إلى كنائس لا زال بالإمكان مشاهدة بقايا منها. ويمكنك التوقف عبر الطريق الذي يقطع صحراء النقب المذكورة في الإنجيل ، لزيارة Mizpe Ramon وتسلق جبل رامون والاستمتاع بمشاهدة المنظر الرائع للصحراء من هناك، إضافة إلى التشكيلات الجيولوجية حيث تم العثور على بقايا وآثار حيوانات وزواحف بحرية تعود لفترة ما قبل التاريخ. كما تم في هذا الموقع، إنشاء متحف في الهواء الطلق و يضم منحوتات تجريدية.
اليوم الثالث: مسعدة، عين جدي، البحر الميت
تقع قلعة مسعدة على الشاطئ الغربي للبحر الميت في منطقة صحراوية، وتقف منعزلة على صخرة تعتبر منفصلة تماماً عن كافة الصخور المحيطة. وهناك طريقان يؤديان إلى القلعة، طريق شرقي وطريق غربي. ويمكنك إذا ما بدأت التسلق نحو القلعة ساعة قبل الفجر، الاستمتاع من قمة بقايا القلعة بمنظر شروق الشمس. ويمكن اليوم الوصول بسهولة إلى القلعة من خلال التلفريك. وتعود الشهرة التاريخية لمسعدة، إلى حصار الرومان لطائفة الزيلوت الذين لجأوا إلى القلعة بعد سقوط القدس في العام 70 ميلادي، حيث نظموا حياتهم اليومية هناك. ويمكن مشاهدة آثار المقر الخاص للملك هيرودس في أقصى بقعة شمالي المكان. وتجدر الإشارة هنا إلى أن الفضل في التعرف على تاريخ القلعة والمباني والاحداث التي جرت هناك، يعود لكتابات يوسفوس فلافيوس والحفريات الأثرية التي أُجريَت في الموقع.
وفي نهاية الزيارة التي ستأخذ القسم الأول من نهار هذا اليوم، يمكن إكمال المسير على طول البحر الميت والتوقف لزيارة قصيرة لواحة عين جدي، قبل الوصول إلى شواطئ البحيرة الملحية الكبيرة.
ويعتبر ينبوع دافيد (عين داوود) الينبوع الأهم في الواحة: وينحدر من الصخور مشكلاً شلالاً رائعاً ليكوِن بحيرة صغيرة محاطة بالنباتات الرائعة. وبالإمكان زيارة المُغُر والمتحف في الكيبوتز حيث وُجِدَت أهم البقايا الأثرية في المنطقة، والتي أصبحت مركزاً رئيسياً للأبحاث الأثرية في منطقة البحر الميت. وفي نهاية اليوم سيكون هناك بالتأكيد وقتاً كافياً للسباحة في مياه البحر الميت المميزة جداً. وينخفض البحر الميت حوالي 400 متر تحت سطح البحر، وإن درجة ملوحة الماء ( التي تصل إلى ما نسبته 25%)، لا تصلح لعيش أي نوع من الكائنات الحية.
وترتفع هضبة موآب في الشرق بينما يوجد جبل نيبو في الشمال وفي الوسط يوجد نهر آرنون الذي إلى جانب نهر الاردن، يعتبر إحدى أهم روافد البحر الميت. وهنا يشكل مشهد الصخور التي تتدلى من فوقها المياه منظراً رائعاً خصوصاً مع تأثيرات الضوء الرائعة خلال المساء.
اليوم الرابع : قمران، أريحا، القدس
تعتبر قمران وبالرغم من عدم ذكرها بشكلٍ مباشر في الإنجيل ، ذات أهمية كبيرة فيما يتعلق بالمكتشفات الهامة التي جرت في الموقع ما بين الاعوام 1947 و 1958. إذ تم العثور في الكهوف وعلى طول الجدران الصخرية، على وثائق هامة عبارة عن كتابات مكتوبة على الرق وورق البردي، وتسمى مخطوطات البحر الميت او مخطوطات قمران، هذا بالإضافة إلى اكتشاف بقايا أثرية أيضاً. وتم من خلال هذه الاكتشافات معرفة التاريخ والعادات اليومية للمجتمع البشري الذي سكن في قمران ما بين القرن الثاني قبل الميلاد والقرن الأول الميلادي. و يتضح من المكان ومن نظام الحياة الذي كشفته " قوانين المجتمع" وهي إحدى المخطوطات التي وُجِدَت في المكان، بأنها تعود لطائفة الأسينيين وهي طائفة يهودية انفصلت عن اليهودية الرئيسية، وكان أفرادها يعيشون ضمن مجتمع صارم يتطلب ضبط النفس والالتزام التام بقوانين المجتمع.
وبعد ان نترك البحر الميت، نصل إلى اريحا إحدى أقدم مدن العالم، والتي بحسب الإنجيل المقدس تعتبر رمزاً لجميع الكنعانيين أعداء إسرائيل (يشوع 11:24). وبالإمكان بعد التوقف قليلاً لزيارة شجرة الجميز التي تذكر بقصة لقاء يسوع المسيح بزكا العشار (لوقا 19،1-10)، التوجه نحو الجبل، ليس بعيداً عن مدينة اريحا المعاصرة، لزيارة حفريات تل السلطان حيث توجد آثار أريحا القديمة ، وأيضاً نحو قناة وادي القلط لزيارة آثار أريحا الرومانية او الإنجيلية، التي لم تكشف عنها الحفريات الأثرية بشكلٍ كلي بعد.
ومما يثير الإعجاب فعلاً في الموقع هو دير الروم الأرثوذكس المسمى بدير الأربعين أو التجربة، وهو دير محفور في الصخر، ويمكن الوصول إليه بواسطة إتباع طريق تل السلطان بواسطة التلفريك حيث يمكن مشاهدة المنظر الرائع بدءاً من وادي الاردن إلى جبال موآب. تم بناء هذا الدير في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، ويعيش فيه الرهبان المتنسكين في الصحراء، ويذكر بالتجارب المسيحانية التي يرويها الإنجيل المقدس ( متى 4،1-11). كما يمكن زيارة موقع تعميد يسوع المسيح ( مرقس 1/9-11). ويخلد هذا الموقع أيضاً ذكرى الأنبياء يوشع وإلياس واليشع الذين عبروا النهر بشكلٍ عجائبي، وحيث أُخِذَ النبي إيليا إلى السماء بعربة من نار وذلك في القسم الآخر من النهر. ( سفر الملوك الثاني 2،11 وما يتبع).
وإذا كان بالإمكان، عليك بالتوقف لشراء الفاكهة الشهية من أريحا: مثل الـ جريب فروت والبلح والموز وغيرها من أصناف الفاكهة الأخرى.
ويمكنك في الطريق من أريحا إلى القدس الاستمتاع بمشاهدة الاماكن حيث جرت قصة السامري الصالح التي رواها يسوع المسيح. ( لوقا 10،25-37).
وفي القدس يمكن المبيت في بيت الحجاج الفرنسيسكاني " الكازانوفا"، والاستمتاع بالضيافة الفرنسيسكانية.
اليوم الخامس: القدس (أوفل، مدية داوود ومتحف إسرائيل)
أوفل هو التل الواقع جنوبي الهيكل حيث كانت تقوم مدينة اليبوسيين القديمة، والتي سميت بقلعة صهيون ومدينة داوود فيما بعد. لقد حكم الملك داوود هذه المنطقة لكي يؤسس مدينة القدس. ولا زال علماء الآثار منذ نهاية القرن التاسع عشر، يقومون بالحفريات الأثرية لكي يُظهروا القدس التي يتحدث عنا الكتاب المقدس. ولقد تم بناء الحديقة الأثرية لمدينة داوود في الموقع، والتي تتبع وادي قدرون ولا زالت تحوي بقايا آثار تعود لليبوسيين وزمن داوود الملك والحسمونيين. ولقد كان نظام تزويد المدينة بالماء مثير للاهتمام، إذ كان يتم نقل المياه من نبع جيحون القريب إلى بئر كبير ( يسمى بنفق وارن) أو نفق حزقيا.
ولقد كانت منطقة اوفل في زمن يسوع المسيح ، تقع كلها ضمن القسم المسور من المدينة. واليوم تغطي البيوت العربية المتواضعة جزء من الـ اوفل. ويمر الطريق المنحدر من جبل صهيون باتجاه وادي قدرون من امام باب المغارية الذي يتم الدخول عبره إلى البلدة القديمة، كما يوجد على يسار الطريق الحفريات الهامة عند دعامات الهيكل الجنوبية ( حديقة أوفل الاثرية)، ومن ثم يمر قرب الزاوية الجنوبية الشرقية للهيكل المسماة القمة أو البرج Pinnacle. وتقع المقبرة الإسلامية على طول الأسوار الشرقية.
ويمكن زيارة حديقة أوفل الاثرية بالتوجه شرقاً مع إتباع جدران المدينة من الخارج. كما ويمكن مشاهدة ترتيب لثلاث ابواب على الجدران الداعمة للحرم وهي:الباب المزدوج وهو مغطى بشكلٍ جزئي بالمباني التركية؛ والباب الثلاثي في الوسط، والباب المنفرد قرب الـ Pennacle . ويسمح الباب المزدوج والباب الثلاثي بالدخول إلى الحرم من خلال طريق خارجي وبعض الدرجات. وقد تم حفر برك في الصخور بين الدرجات من اجل طقوس الوضوء. ويقع امام الجدران واسفل منطقة إصطبلات سليمان، بقايا بيوت وتكية من العهد البيزنطي وتعود للقرن الخامس الميلادي. كما يمكن مشاهدة بقايا لبرج وذلك بالقرب من الـPinnacle يعود لزمن الملوك.
وفي فترة بعد الظهر، يمكن زيارة المتحف الإسرائيلي الذي يُعَد اكبر مؤسسة ثقافية في إسرائيل، إذ يضم عدة مباني مقسمة إلى أربعة أقسام، بالإضافة إلى دائرة الآثار والمتاحف والمكتبة. والقسم المميز في المتحف هو متحف الكتاب الذي يحوي مخطوطات قمران بما فيه النص الكامل للنبي أشعيا وخطابات بار كوخبا التي كُتِبَت خلال ثورة اليهود الثانية، هذا بالإضافة إلى مخطوطات مسعدة وغيرها من المخطوطات القديمة التي لها اهمية تاريخية كبيرة. اما الأقسام الاخرى فتضم حديقة الفنون التي تقع على تلة وتحوي منحوتات وتماثيل لعدة فنانين معاصرين؛ وأكبر مجموعة من مواد الفن اليهودي الديني والفن الشرق أوسطي؛ وأيضاً أعمال كتاب قديمين ومعاصرين؛ والمتحف الأثري الذي يحوي قطع تمثل الحياة في فلسطين بدءاً من فترة ما قبل التاريخ، ومن ثم الفترة الكنعانية، والفترات البيبلية والرومانية والبيزنطية والعربية والصليبية القديمة وحتى الفترة الإسلامية - المملوكية في القرن الرابع عشر.
اليوم السادس: القدس ( الحرم الشريف، الحي اليهودي وجبل صهيون)
يُقترح في صباح هذا اليوم الذهاب اولاً لزيارة منطقة الحرم الشريف التي كانت في الأصل الأساس لهيكل القدس، الذي دُمِرَ سنة 70 ميلادي ويعتبر اليوم قلب الإسلام. وفي هذا الموقع ( الذي يشكل المنطقة المقدسة لدى المسلمين أو منطقة الهيكل)، كان يقع هيكل هيرودس في زمن المسيح، وحيث تم في العهد الإسلامي بناء المسجدين: مسجد عمر او " مسجد قبة الصخرة" والمسجد الاقصى من قبل الخليفة عبد الملك ( حوالي العام 700 ميلادي). ويمكن مشاهدة كلاهما من الخارج فقط.
ويُعتبر مسجد عمر اقدم صرح إسلامي في فلسطين ويجمع ما بين العمارة العربية والفارسية والبيزنطية. أما الصخرة المشرفة الواقعة في منتصف المبنى أو المسجد، فهي وفقاً للتقليد الإسلامي، المكان الذي فيه سيُنفخ في البوق في يوم القيامة أو في يوم الحساب الاخير. ويوجد تحت الصخرة الكهف الذي يُعتقَد بأنه المكان حيث صلى داوود وسليمان وإيليا وبالإمكان زيارته. واليوم يسمى هذا المكان بجبل موريا وفقاً للتقليد اليهودي (أخبار الأيام الثاني 1:3)، ويُعرف بأنه أرض موريا المذكورة في الفصل الثالث والعشرين من سفر التكوين فيما يتعلق بتضحية إسحاق النبي.
بعد ذلك يمكن التوجه نحو الحي اليهودي الذي يقع خلف حائط المبكى، وهو قسم من الجدار الغربي الذي دعم المنطقة التي كان يوجد فيها الهيكل والتي تمثل القلب الروحي والتاريخي للديانة اليهودية. ومن هنا ، يمكنك الوصول إلى ساحةBatei Mahaseh مشياً على الأقدام ومشاهدة بقايا كنيسة العذراء نيا
( بازيليكا من عهد جستنيان من القرون 5-6 ميلادي التي تظهر في فسيفساء مادبا)، والكنُس الأربعة لليهود السفارديم، وكنيس رامبام، وكنيس بيروشيم أوبيئوريم ( الذي سمي بعد العام 1967 بِـ Hurvà ( وشارع الكاردو، وهو شارع روماني كان في زمن مدينة ايليا كابيتولينا الرومانية (135-330 ميلادي) يقسم المدينة بدءاً من الشمال ( باب العامود أو باب دمشق)) إلى الجنوب، بالقرب من الباب الحالي وهو بوابة صهيون.
أما فترة بعد الظهر، فستبتدأ بزيارة جبل صهيون الذي يشير بالأصل إلى قلعة داوود، واسم صهيون في الأصل يطلق على قدس اليبوسيين التي احتلها داود وجعلها عاصمة مملكته فأصبح اسمها «مدينة داود»، كما أصبحت فيما بعد عزيزة على قلوب المسيحيين حيث أنها المكان حيث أقام يسوع المسيح العشاء الأخير مع تلاميذه في العلية (علية صهيون)، واسس سر الإفخارستيا خلال العشاء الأخير هذا (مرقس 14،22-25). وحيث ظهر للتلاميذ بعد قيامته من بين الاموات (يوحنا 20،19-23) وحيث حل الروح القدس على التلاميذ في يوم العنصرة (اعمال الرسل 2،1-12). وفي هذا المكان ايضاً ابتدأت حياة الكنيسة وتم أول اجتماع لها.
أما في القسم السفلي من المبنى فيوجد قبر داوود، وهو محط تبجيل وتقدير اليهود. وتتطابق الحجرة المؤدية
لقبر داوود مع الكنيسة القديمة المكرسة لذكرى غسل الأرجل (يوحنا 4:13-17)، وحالياً تستخدم ككنيس.
وبعد دخول الدير الفرنسيسكاني القديم، يمكنك التوجه نحو الدرجات المؤدية إلى العلية ( الغرفة العلوية)، وهي غرفة كبيرة مقسمة إلى قسمين بواسطة أعمدة مهيبة على الطراز القوطي. وقد تم ترميم العلية أو غرفة العشاء السري من قبل الفرنسيسكان بعد ان كانت قد تعرضت في الماضي إلى عدة تغييرات طبيعية نتيجة لمرور الزمن، حيث قاموا بإصلاحها عند قدومهم إلى الارض المقدسة في العام 1333 ميلادي، كما قاموا ببناء دير صغير إلى جانبها لازال بالإمكان رؤيته حتى اليوم. وكان في الماضي قد تم تحويل العلية إلى جامع، واليوم تخضع العلية للسيطرة الإسرائيلية الذين يسمحون بزيارات الحجاج على الرغم من ان الستاتيكو يمنع إقامة أية شعائر دينية في المكان.
وعلى بعد مسافة قصيرة من المكان، توجد كنيسة فرنسيسكانية تسمى ad Coenaculum وهي تسمح للزوار بالاحتفال بالقداس الإلهي فيها. وبعد العودة إلى طريق العلية وبالتوجه نحو اليمين، سنصل إلى بازيليكا رقاد مريم العذراء التي بنيت في بداية القرن العشرين الميلادي من قبل الرهبان البندكتيين الألمان.
وتحتفل الكنيسة هنا في هذه الكنيسة بذكرى رقاد العذراء حيث أنه وفقاً للتقليد المسيحي، وكما هو مروي أيضاً في نصوص الأبوكريفا القديمة، فإن مريم العذراء قد رقدت في هذا المكان. ويوجد في الكهف، تمثال جميل من الخشب والعاج يصور مريم العذراء هي نائمة مما يسترجع إلى الذاكرة تلك الحادثة.
ويمكن أثناء النزول من جبل صهيون، زيارة كنيسة القديس بطرس في الجسمانية أو كنيسة صياح الديك، التي تحيي قصة إنكار بطرس ليسوع المسيح بعد اعتقاله (مرقس 14،53-66.54-72). ويُعتَقد بأن الكنيسة تقع بالقرب من المكان حيث كان يوجد منزل قيافا، وحيث اقتيد يسوع بعد اعتقاله. ويوجد في الكهف مجموعة من المغُر حيث وفقاً للتقليد، تم حبس يسوع فيها ليلة اعتقاله ، لحين أخذه إلي بيلاطس في الصباح التالي. ويستحق الموقع التوقف خارج الكنيسة لمشاهدة المكان، ومن ثم نزول الدرجات الطويلة التي تعود للعهد الروماني والمؤدية إلى وادي قدرون، والتي من المحتمل ان يسوع نفسه قد سلكها ليلة الخميس المقدس أو خميس الأسرار بعد العشاء الأخير مع تلاميذه، حيث توجه برفقتهم إلى حديقة الجسمانية.
اليوم السابع: القدس (جبل الزيتون، كنيسة القديسة حنة، طريق الآلام وكنيسة القيامة).
يفصل وادي قدرون ما بين جبل الزيتون ومدينة القدس ويعتبر جبل الزيتون موازياً لتلة الهيكل والـ أوفل. ويعتبر جبل الزيتون ذا أهمية خاصة بالنسبة للمسيحيين، نظراً للأحداث الهامة من حياة يسوع المسيح التي جرت هناك، كما ارتاده يسوع عدة مرات أثناء تنقله بين القدس والعيزرية وأريحا. ويمكن أثناء نزول الجبل باتجاه البلادة القديمة في القدس، التوقف لزيارة عدة أماكن منها: كنيسة الصعود المبنية فوق المكان حيث شاهد التلاميذ صعود يسوع القائم من بين الاموات إلى السماء (اعمال الرسل 1، 3-12)؛ وكنيسة الأبانا حيث بالإمكان زيارة رواق الكنيسة ومشاهدة اللوحات الخزفية على الجدران حيث صلاة الأبانا مكتوبة بلغاتٍ عدة، إضافةً للمغارة حيث علم يسوع التلاميذ صلاة الأبانا؛ وتلك البقعة من الجبل التي تعلو المقبرة اليهودية التي توفر مشهداً رائعاً لمدينة القدس؛ وكنيسة الدمعة الفرنسيسكانية التي تحوي فسيفساء بيزنطية وبقايا مقبرة قديمة؛ وكنيسة القديسة مريم المجدلية الارثوذكسية الروسية؛ و الجسمانية حيث توجد مغارة الاعتقال وكنيسة النزاع الفرنسيسكانية الموجودة بجوار بستان الزيتون، حيث تم العثور على بقايا الفسيفساء البيزنطية الغنية والقديمة وأيضاً صخرة النزاع التي يمكن مشاهدتها أمام المذبح الكبير؛ واخيراً كنيسة قبر مريم العذراء التي تحوي في قسمها السفلي الحجر حيث وُضِعَ جسد مريم العذراء بعد مماتها.
وفي فترة بعد الظهر يمكن زيارة كنيسة القديسة حنة وحي إحدى أفضل المعالم الصليبية المحفوظة، وتم بناؤها فوق المكان الذي بحسب التقليد القديم ، حيث كان يقوم بيت القديس يواكيم والقديسة حنة وبالتالي مكان ميلاد السيدة العذراء. وفي نفس المكان توجد أيضاً بقايا بركة بيت حسدا حيث اجرى يسوع أول معجزاته وهي شفاء المقعد بحسب إنجيل يوحنا : أول معجزة بفعل الآب لكي يشهد للابن (يوحنا 5، 1-9).
ومن هنا يمكن إتباع طريق الآلام الذي سلكه يسوع نحو الجلجثة (مكان الصلب) بعد أن حُكِمَ عليه بالموت . واول ما ستشاهده هنا هو قلعة أنطونيا حيث توجد اليوم عدة مباني : الدير الفرنسيسكاني وكنيسة الجَلَد والمدرسة البيبلية المجاورة ( المعهد البيبلي الفرنسيسكاني)؛ المدرسة الإسلامية التي تحدد بداية طريق الآلام وإدانة بيلاطس ليسوع (يوحنا 19، 12-16)؛ قوس هوذا الرجل؛ دير سيدة صهيون ودار الحاكم التي بحسب التقليد القديم، المكان حيث حاكم بيلاطس يسوع وحيث سخر منه الجنود وجلدوه. (يوحنا 18، 28 وما يتبع). بعد ذلك، يتم اكمال المسير في طريق الآلام عبر شوارع القدس القديمة مع التوقف عند المراحل المتعددة من درب الصليب ،والتي يوجد دلالات عليها على طول الطريق، حتى الوصول إلى كنيسة القيامة التي بداخلها يتم استكمال الخمس مراحل الاخيرة المتبقية من درب الصليب.
وتعتبر زيارة كنيسة القيامة إحدى اللحظات الهامة والمحورية للحج، وتستحق الكنيسة الحالية الغنية بالتاريخ والثقافة، الزيارة بالتفصيل. وفيما يلي بعض التوجيهات الموجزة:
عند دخول دهليز الكنيسة نجد على جهة اليمين درجات تؤدي إلى موقع الجلجثة المقسمة إلى كنيستين صغيرتين أحدهما تملكها طائفة اللاتين ( كنيسة الصلب) حيث يوجد مذبح تعلوه فسيفساء تصور مشهد الصلب، اما الكنيسة الثانية فتملكها طائفة الروم الأرثوذكس (كنيسة الجلجثة)، حيث يوجد في الخلف مشهد يسوع المصلوب، وحيث يوجد مذبح يقع فوق صخرة الجلجثة مباشرة. ويوجد تحت المذبح قرص فضي مفتوح في الوسط ويشير إلى الموقع حيث تم تثبيت صليب يسوع المسيح ، وبالإمكان إدخال اليد عبر الفتحة ولمس الحجر. وهذا هو الموضع او المرحلة من درب الصليب التي تحدد موت يسوع المسيح ( مرقس 15، 33 وما يتبع).
ويتم الفصل بين الكنيستين اللاتينية والارثوذكسية من خلال مذبح صغير مكرس لمريم سيدة الاوجاع التي تعاني الآلام عند اسفل الصليب. وبعد النزول من موقع الجلجثة، ستجد امامك حجر التطييب الموضوع على الأرض، وهو حجر محمر اللون ومزين بالشمعدانات والمصابيح. ويذكر هذا الحجر بمشهد مسح جسد يسوع بالزيوت المعطرة بعد موته قبل وضعه في القبر. (يوحنا 19،38).
بعد ذلك يتم التوجه نحو منطقة القيامة التي لا زالت تحافظ على المبنى الأساسي الذي يعود للفترة القسطنطينية. ويوجد في وسط القاعة المستديرة كنيسة القيامة التي اعاد اليونان بناؤها في العام 1810 بعد تعرض الكنيسة الاولى للدمار بفعل الحريق. ومن الداخل تقسم الكنيسة إلى قسمين : كنيسة الملاك الواقعة امام مدخل القبر المقدس مباشرةً، وحيث لا زال يُحتفظ بقطعة من الحجر المستدير الأصلي الذي استخدم لإغلاق قبر المسيح بعد دفنه ، ومن ثم القسم الثاني وهو غرفة القبر التي يتم الدخول إليها بواسطة مدخل منخفض، وتحتوي على الصخرة الأصلية التي وضع عليها جسد يسوع (يوحنا 19،41)، وهي اليوم مغطاة بلوح من الرخام . ويمكن إكمال المسار بزيارة الكنائس الصغيرة الثانوية الموجودة داخل كنيسة القيامة.
اليوم الثامن: القدس ( ياد فاشيم، عين كارم)
سيتم تخصيص القسم الأول من هذا اليوم لزيارة المتحف والأنصاب التذكارية في مؤسسة ياد فاشيم التي تحيي ذكرى ضحايا المحرقة النازية. وتعني تسمية ياد فاشيم " نصب تذكاري واسم "، وهي تعبير مُقتَبس من كلمة النبي أشعيا: "إِنِّي أُعْطِيهِمْ فِي بَيْتِي وَفِي أَسْوَارِي نُصُباً وَاسْماً أَفْضَلَ مِنَ الْبَنِينَ وَالْبَنَاتِ. أُعْطِيهِمُ اسْماً أَبَدِيّاً لاَ يَنْقَطِعُ (إشعياء 56: 5 )، كما تشير التسمية إلى العمل البحثي المتواصل الذي تقوم به مؤسسة ياد فاشيم من أجل إيجاد وجه واسم لأكثر من ستة ملايين يهودي ممن ذهبوا ضحية المحرقة النازية. بنيت هذه المؤسسة في العام 1953 وتم توسيع وتحديث المبنى منذ وقتٍ قريب. وبالإمكان هنا زيارة المتحف الغني جداً بمحتوياته، والمعالم الاثرية والأنصاب التذكارية العديدة الموجودة في الهواء الطلق ، وحديقة الصالحين الكبيرة والمؤثرة حيث تم زراعة اشجار تذكاراً لجميع الصالحين بين الأمم الذين كانوا قد ساعدوا اليهود إبان الاضطهاد النازي الفاشي على الهرب من الترحيل والمذابح. واكثر ما هو مؤثر في هذه الزيارة هو النصب التذكاري للأطفال اليهود الذين قضوا نحبهم أيضا ( أكثر من مليون ونصف طفل).
اما في فترة بعد الظهر فبالإمكان زيارة قرية عين كارم المجاورة ، التي بحسب التقليد القديم، قد عاش فيها الكاهن زخريا وزوجته أليصابات. واليوم أصبحت قرية عين كارم المحاطة بغابة من أشجار الصنوير والسرو، مدينة جميلة حيث يوجد فيها البيوت الحجرية المبنية على الطراز العربي ، وتعتبر أيضاً جزءاً من مدينة القدس القريبة جداً منها. ويزور المدينة العديد من الناس والإسرائيليين والسياح والحجاج، للإستمتاع بأجوائها الريفية والأماكن المقدسة.
فعلى سبيل المثال، دائماً ما يزور المسيحيون كنيسة الزيارة وكنيسة يوحنا المعمدان. الكنيسة الاولى تحيي ذكرى زيارة مريم لخالتها أليصابات بعد سماعها بخبر حملها، على الرغم من كون أليصابات طاعنة في السن. وهنا رددت مريم نشيد الشكر (لوقا 1، 46-56)، الموجود على جدران الحديقة بواحد واربعين لغة.
أما كنيسة يوحنا المعمدان فهي موقع هام آخر وتحيي ذكرى ميلاد يوحنا المعمدان الذي عمد يسوع في مياه نهر الاردن.
اليوم التاسع: بيت لحم، حقل الرعاة وهيروديون
تعني تسمية بيت لحم بالعبرية Bet- Lehem أي بيت الخبز وفي العربية بيت اللحم، وتقع إلى الجنوب قليلاً من مدينة القدس على الطريق المؤدي إلى الخليل وبئر السبع وصحراء النقب. ويمكن بدء الزيارة بالتوجه لكنيسة المهد التي تخلد ذكرى ميلاد يسوع المسيح ( لوقا 2، 1-7)، والتي يملكها اللاتين والروم الارثوذكس والارمن. تملك طائفة الروم البازيليك باستثناء القسم الشمالي من جناح الكنيسة الذي يملكه الارمن. وتقسم مغارة الميلاد إلى قسمين: مذبح الميلاد الذي يملكه الروم الارثوذكس ومذبح المهد ( مغارة ، المجوس) الذي يملكه اللاتين. وتوجد كنيسة القديسة كاترينا الفرنسيسكانية إلى جانب بازيليك الميلاد ، وتتميز بأروقتها وطرازها الذي يعود للقرون الوسطى، وبالمُغُر تحت الارضية المكرسة للقديس يوسف والاطفال الابرياء والقديس جيروم.
ويمكن القيام بزيارة قصيرة إلى كنيسة مغارة الحليب الفرنسيسكانية المجاورة التي بحسب التقليد المسيحي القديم ، المكان حيث تم دفن الاطفال الابرياء الذين امر بقتلهم هيرودس الملك ( متى 16:2)، وبهذه الزيارة تكتمل زيارة بيت لحم.
كما يمكن التوقف لزيارة موضعين هامين: حقل الرعاة الواقع قرب قرية بيت ساحور، وهيروديون حيث يوجد قصر هيرودس الكبير والفخم وذلك على بعد بضعة كيلومترات من بيت لحم. ويوجد في حقل الرعاة دير صممه المهندس الإيطالي بارلوتزي Barluzzi بشكلٍ يوحي بشكل خيمة كتلك الخيام التي كان يستخدمها الرعاة في زمن يسوع. وهنا المكان الذي بشر فيه الملاك بميلاد يسوع بحسب التقليد المسيحي (لوقا 2،8-20). ويوجد في المنطقة العديد من البقايا الأثرية لدير بيزنطي يعود للقرنين الرابع والخامس، و المغارة التي تعود لزمن هيرودس والتي حولها الفرنسيسكان إلى كنيسة.
والمكان الاخيرة للزيارة في هذا اليوم هو قصر وقلعة هيروديون، التي أطلق عليها هيرودس نفسه هذه التسمية. وتبدو التلة حيث توجد بقايا المقر الرائع للملك هيرودس، على شكل بركان ويمكن مشاهدة منظر طبيعي رائع من هناك. وقد بنى الملك هيرودس القلعة ما بين الأعوام 24 و15 قبل المسيح، وأراد ان يتم دفنه هناك على الرغم من عدم وجود آثار لقبره هناك. وفي أسفل التلة، يمكن مشاهدة بقايا مدينة، إضافة إلى قصر كبير آخر يفترض علماء الآثار بأنه كان ميداناً لسباق الخيل.
وفي بيت لحم، يمكن المبيت في بيت الحجاج الفرنسيسكاني" الكازانوفا" ، والاستمتاع بالضيافة الفرنسيسكانية.
اليوم العاشر: الناصرة
يمكن تخصيص نصف هذا اليوم على الأقل لزيارة مدينة الناصرة، ثالث أهم مدينة للمسيحيين كافةً. وتعتبر اكبر مدينة في الجليل واكبر مدينة عربية في إسرائيل. وإن صخب الحياة اليومية الحالي في الناصرة يعتبر إحدى الامور التي قد تصدم الحجاج للوهلة الأولى، الذين لطالما تخيلوا هذا المكان قبل زيارتهم له باعتباره قرية وادعة امضى فيها يسوع طفولته، وليس بالضرورة ان يشكل هذا الموضوع خيبة أمل للزائر، خصوصاً أنه سيليه انطباع إيجابي آخر وهو الأجواء المضيافة والحيوية في المدينة. كما أن موقع مدينة الناصرة ملائم إلى حدٍ كبير لهؤلاء الذين يرغبون بزيارة المواقع المسيحية المجاورة، بدءاً من جبل طابور حتى بحيرة طبرية.
وبالتقيد في زيارة المدينة ضمن برنامج الزيارة هذا، فإنه يجب أولاً زيارة كنيسة البشارةً. صمم هذه الكنيسة المهندس الإيطالي السيد جيوفاني موتزيو من ميلانو ، وبنِيَت ما بين السنوات 1960 و1969، وتقف بشكلٍ مهيب وتطل على المدينة بأكملها.
ووفقاً للتقليد المسيحي، فإن بيت مريم كان يوجد هنا، وهنا أيضاً ظهر لها الملاك جبرائيل ليبشرها بان نعمة الله ستظللها وانها ستحمل وتلد ابن الله ( لوقا 1، 31-33).
ويوجد داخل الكنيسة مغارة البشارة الشهيرة او مغارة بيت مريم. وكان المسيحيون الأوائل يستخدمون المكان ككنيس للاجتماع والصلاة، ولا زال بالإمكان مشاهدة بقايا جرن معمودية من تلك الكنيسة –الكنيس. وتم فيما بعد تحويل الكنيس إلى كنيسة بيزنطية (القرن الخامس) إذ تم العثور على بعض بقايا فسيفسائية منها. وفي القرن الحادي عشر، وفي منتصف عهد الصليبين، قام تاندريدي امير الجليل ببناء بازيليك على الطراز الروماني.
وعلى بعد بضعة كيلومترات من المكان، توجد كنيسة القديس يوسف حيث يُعتقد أن بيته كان يقوم في نفس الموضع. واخيراً، يمكن زيارة موقعين آخرين مهمين للحجاج المسيحيين وهما: عين مريم العذراء الواقعة على طريق المدينة الرئيسي والمؤدي إلى طبرية، وايضاً كنيسة الملاك جبرائيل.
وفي الناصرة، يمكن النزول في بيت الحجاج الفرنسيسكاني "الكازانوفا" والاستمتاع بالضيافة الفرنسيسكانية.
زيارة الحجاج لحراسة الأرض المقدسة
وفقًا للحوليات القديمة التي تروي قصص رحل الحج، كانت المسؤولية المباشرة في استقبال الحجاج تقع على عاتق حارس الدير في القدس، المسمى أيضًا حارس الأرض المقدسة، إذ كان يتوجه شخصيًا إلى يافا لاستقبال الحجاج. وحين لم يكن يستطيع الذهاب بنفسه، كان يُرسل عنه من يمثله، على أن يكون شخصاً خبيرًا وموثوقًا به، فقد كان الترحال آنذاك محفوفاً بالمخاطر ومعقداً للغاية بسبب العديد من الظروف. وبمجرد وصول الحجاج إلى القدس، كانوا يحصلون على الضيافة اللائقة، خلف أسوار الدير الفرنسيسكاني، اضافة إلى النصائح الجيدة في شأن طرق التنقل في الأرض المقدسة.
ولعدة قرون، كان الرهبان الفرنسيسكان أيضًا مرشدين للحجاج في مختلف الجوانب المتعلقة بالحج، ومنها: الكتابي والروحي، واللوجستي، والبيروقراطي، والسياسي، إلخ.
لا يزال العديد من الرهبان يكرسون اليوم أيضاً أنفسهم لخدمة الترحيب بالحجاج ومرافقتهم: ولكن بالنظر إلى العدد المتزايد من المؤمنين الذين يأتون إلى الأرض المقدسة كل شهر، لم يعد من الممكن تلبية احتياجات الجميع كما في الماضي.
تمت مع ذلك، المحافظة على عادة واحدة هي اللقاء بين الحجاج والأب حارس الأرض المقدسة أو من يمثلونه. فاللقاءات مع الفرنسيسكان، الذين يعيشون في الأرض المقدسة، إنما تساهم في فهم أفضل لواقع الأماكن المقدسة ووضع المسيحيين، أي "الحجارة الحية"، الذين يعيشون ههنا.
بحسب التقليد يرحب بالحجاج رهبان الحراسة الذين يتحدثون لغتهم: وبهذه الطريقة يكون التواصل أكثر سهولة ويتم تقديم خدمة أفضل في مجال الضيافة والترحيب.
بشكل عام، تُعقد هذه اللقاءات - مع الحارس أو نائبه أو مع رهبان الحراسة، وفقاً للالتزامات ومع من يكون منهم متاحاً- في دير المخلص، في القدس.
إن اللقاء بحراسة الأرض المقدسة أثناء الحج إلى الأرض المقدسة، لا يساعد في فهم الرابط الخاص الذي نشأ عبر التاريخ بين رهبنة الإخوة الأصاغر وأماكن الخلاص، فحسب، ولكنه يتيح أيضًا النظر إلى واقع هذه الأرض وواقع شعبها من خلال وجهة نظر من يعتنون بهم ويحبونهم.
الحارس يتطلع الى ألأجتماع معك
لتنظيم ألأجتماع الخاص بك ،يمكنك ألأتصال على العنوان التالي :
Jaffa Gate, Omar Ibn el Qattab Sq.
P.O.B. 14308
9114201 Jerusalem
Tel.+972-2-6272692
email: cicinfo@cicts.org