العنصرة، الاحتفالات في دير المخلص وعلية صهيون

العنصرة، الاحتفالات في دير المخلص وعلية صهيون

خمسون يوما بعد الفصح، في يوم العنصرة، تحتفل القدس بذكرى نزول الروح القدس، الذي وهبه يسوع للتلاميذ المجتمعين في العلية. ترأس حارس الأرض المقدسة، فرنشسكو باتون، احتفالات العشية في كنيسة دير المخلص وقداس النهار في العليّة. 

كنيسة دير المخلص والعليّة

ترتبط كنيسة المخلص بالعلية ارتباطًا خاصّا. علية صهيون هي أول مركز لحراسة الأرض المقدسة، منذ سنة ١٣٤٢، عندما قبل الفرنسيسكان إنعامات ملوك نابولي. تجدر الإشارة الى ان اللقب الرسمي لحارس الأرض المقدسة حتى يومنا هذا هو "حارس جبل صهيون والقبر المقدس". بعد طردهم من العليّة، جعل الفرنسيسكان مقرّهم الرئيسيّ في دير المخلص، حيث هم اليوم. منذ عام ١٥٦١، منح البابا بيوس الرابع هذه الكنيسة نفس الغفرانات الممنوحة لعليّة صهيون: تأسيس الإفخارستيا، ترائي الرب لتوما ونزول الروح القدس. كما ثبّت البابا ليون الثالث عشر هذه الغفرانات. 

قداس العشية على مثال العشية الفصحيّة

في مساء العشية، احتفل الرهبان بالقداس في كنيسة دير المخلص. فكان لهذا الاحتفال رتبة تماثل العشية الفصحيّة، مع التشديد على الصلة بين الفصح ويوم العنصرة، الذي يتمّ فيه وعد يسوع: عطية المعزيّ، الروح القدس، وميلاد الكنيسة. تميّز القسم الأول من القداس برتبة قراءات مطولة، أربع قراءات مع أربعة مزامير: من رواية بابل في سفر التكوين الى جبل سيناء، حيث تراءى الرب لموسى وأعطى الشريعة لبني إسرائيل (هذا ما يحتفل به اليهود في عيد العنصرة، شفوعوت، خمسين يوما بعد الفصح). ومن ثمّ "سهل العظام" بحسب نبوءة النبيّ حزقيال، التي أُحييت بروح الرب، وإعلان فيض الروح بحسب النبيّ يوئيل. 

أنّات الروح

قراءة العهد الجديد من رسالة القديس بولس الرسول التي تتكلّم على «أنّاتٍ لا توصف" التي بها يشفع الروح القدس من أجلنا. على هذا النصّ توقّف حارس الأرض المقدسة في عظته، حيث ذكر الصراعات الكثيرة و"السهول الكثيرة المليئة بالعظام" في أيامنا هذه، مع الحرب في سبعين بلدا حول العالم. "الروح يئنّ ونحن أيضًا نئنّ عندما ندرك الفظائع الكثيرة". "على أن الروح يحوّل هذه الأنّات بصلاة بدون كلام". 

ذكر الأخ باتون الصراع الدائر في غزة وصلّى من أجل زيارة البطريرك الكاردينال بييرباتيستا بيتزاباللا – الذي احتفل بالعنصرة في غزة-، لتكون هذه الزيارة علامة رجاء للمسيحيين الذين ما زالوا في تلك الأرض. «أرسل يا رب روحك وأفض علينا نفس حياتك، من أجل أن تصبح السهول الممتلئة عظامًا وجثثًا عظة تحثّ على رمي السلاح ورفض الحرب كأداة لحلّ الصراعات. ليأتِ اليوم الذي فيه نرى البشريّة جمعاء مجتمعة في عائلة واحدة قادرة على العيش بسلام وأخوّة. 

الاحتفالات في العليّة 

في العليّة، احتفل رهبان حراسة الأرض المقدسة بقداس النهار (بشكل خاص) وبصلاة الغروب الثانية. 

تأتي القراءة بحسب إنجيل يوحنا على ما حدث في العليّة في عشاء الرب الأخير، عندما وعد يسوع تلاميذه بمجيء الروح القدس. «في العنصرة يُفتتح زمن الروح، وهو زمن الكنيسة أيضَا» على ما جاء في عظة حارس الأرض المقدسة. «إنّه الروح الذي يجعل شهادة الكنيسة وشهادتنا الشخصيّة ممكنة، لتصبح مفهومة، لها معنى وداخلة في ثقافة كل الأزمنة والأماكن المختلفة». 

ارغبوا فوق كل شيء بالروح 

بعد الظهر، اجتمع الرهبان من جديد في العليّة للاحتفال بصلاة الغروب الثانية، الذي به يُختتم عيد العنصرة والزمن الفصحيّ. 

في الدخول وعند ترنيم نشيد "تعظّم نفسي الرب" صار تبخير القاعة المتاخمة لقاعة عشاء يسوع الأخير، حيث نزل الروح القدس على الرسل ومريم العذراء المجتمعين للصلاة. 

في عظته، ذكر حارس الأرض المقدسة ان للأخوة الأصاغر تقوى خاصة للروح القدس: «يذكّرنا القديس فرنسيس: «على الأخوة أَنْ يَرْغَبوا في أَنْ يَكونَ فيهِم روحُ الرَّبِّ وَعَمَلُهُ المُقَدَّسُ؛ وَأَنْ يُصَلُّوا إِلَيْهِ، دائِماً، بِقَلْبٍ نَقِيٍّ (...)». «هو الروح الذي «يسمح لنا بالتواصل، والدخول في علاقة وإقامة المشاركة» قال الحارس، مشيرا الى هبة اللغات، التي قلبت فوضى بابل. وللتشديد على العالميّة، صلّى الأخوة الرهبان والمؤمنون كلٌّ بلغته صلاة الأبانا. 

Marinella Bandini