الدخول الرسمي إلى كنيسة القيامة ودورة الهياكل الأولى خلال زمن الصوم من هذا العام

الدخول الرسمي إلى كنيسة القيامة ودورة الهياكل الأولى خلال زمن الصوم من هذا العام

تمت الاحتفالات الرسمية بعشية يوم الأحد الأول من زمن الصوم الأربعيني، في كنيسة القيامة، بإقامة مجموعة من الطقوس والليتورجيات الخاصة والفريدة من نوعها، والتي يتميز بها زمن الاستعداد لعيد الفصح، في هذا المكان المقدس بوجه خاص.

واتباعاً لقواعد الوضع الراهن، احتفل الرهبان الفرنسيسكان التابعون لحراسة الأرض المقدسة، في الليلة التي فصلت يوم السبت عن يوم الأحد الأول من زمن الصوم، بأول دخول رسمي إلى كنيسة القيامة للبطريرك اللاتيني، تلته إقامة التطواف اليومي، ومن ثم صلاة العشية فالقداس الإلهي.

الدخول الرسمي للبطريرك اللاتيني

بعد ظهر يوم السبت 17 تشرين الأول، أتم بطريرك القدس للاتين، غبطة الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، دخوله الرسمي إلى كنيسة القيامة، بمرافقة الرهبان الفرنسيسكان. وبسبب أعمال الترميم التي تخضع لها أرضية الكنيسة، قام رئيس كنيسة القيامة، الأب استيفان ميلوفيتش، باستقبال البطريرك هذا العام في ساحة الكنيسة الخارجية، بدلاً من استقباله أمام حجر المسحة.

وبعد رتبة الدخول الرسمي، شرع الرهبان بدورة الهياكل الاحتفالية، التي تنطلق من مصلى ظهور المسيح القائم، لتسير وفقاً لمسار الدورة التقليدية التي يقيمها الرهبان الفرنسيسكان يوميًا في هذه الكنيسة، منذ عام 1336.

تبدأ الدورة من مصلى القربان الأقدس (المعروف أيضًا باسم مصلى "الظهور لمريم") وتنتهي في الكنيسة عينها، بعد أن تمر بمسيرة طويلة عبر كافة أنحاء الكنيسة. وعلى مثال صلاة درب الصليب، تتكون هذه الدورة من 14 مرحلة: لكنها في كنيسة القيامة تتميز بتغطيتها لمختلف مراحل آلام المسيح، لتصل إلى ذروتها في الأماكن التاريخية عينها التي تم فيها حقيقة صلب المسيح ودفنه، وتمت فيها قيامته وظهوراته لمريم المجدلية ومريم أمه. عند الوصول إلى أمام القبر المقدس، يكرم المصلون موقع القيامة بالطواف حوله ثلاث مرات.

فرض القراءات واحتفال العشية

استمرت احتفالات هذا اليوم باقامة صلاة العشية: وعند الليل، اجتمع الفرنسيسكان مجدداً في كنيسة القيامة لحضور صلاة فرض القراءات والعشية التي ترأسها حارس الأرض المقدسة، الأب فرانشيسكو باتون. إنه تقليد يتكرر كل عام، أقله منذ 1754، ويقام في أيام الأحد من زمن الصوم الأربعيني، بدءً من الأحد الأول وحتى أحد الشعانين.

وفي مصلى الظهور، تم الاحتفال بفرض القراءات، وترنيم التسابيح الثلاثة المأخوذة من العهد القديم، حيث يتم تسليط الضوء خلال هذه العشية على الطابع الفصحي، والذي يبلغ ذروته مع ترنيم إنجيل القيامة.

وما يميّز صلاة العشية هذه، هو ترنيم تسبحة زكريا (مبارك الرب إلهنا) مع الانتيفونة اللاتينية التي تقول: "نزل ملاك الرب من السماء: ودحرج الحجر وجلس عليه"، مع اضافة دعاء "هللويا"، بينما تأخذ الجماعة بالطواف حول القبر الفارغ. ففي المكان الذي منه قام يسوع من بين الأموات، تحتفل الكنيسة دائماً بعيد الفصح، ولذلك يمكن ترنيم "هللويا" حتى في زمن الصوم. إنه فرح وامتياز تشترك فيهما جميع الكنائس التي تخدم القبر المقدس، حيث تتغلب أهمية المكان على أهمية الزمن الليتورجي.

وفي نهاية فرض القراءات، احتفل الأب الحارس بقداس الأحد في كنيسة الصلب، على الجلجلة. وفي هذا الأحد، يروي الإنجيل قصة التجارب التي تعرض لها يسوع في البرية، والتي منها استوحى الأب باتون محتوى عظته، قائلاً: "اختبر يسوع التجربة: يذكرنا الإنجيلي مرقس بأن للتجربة بعد خطير للغاية، إذ قد اختبرها الرب نفسه. ومع ذلك، فإن الأحد الأول من الصوم يوجهنا أيضًا نحو عيد الفصح، نحو العشية الكبرى التي نجدد خلالها مواعيد معموديتنا. تتحدث قراءات العهدين القديم والجديد عن الطوفان والماء: وفي العصور القديمة، كانت هذه الصور تشير إلى موت عالم الخطأة، بينما تشير هذه الصور من المنظور المسيحي والفصحي، إلى موت عالم الخطيئة. فقد اختار الله ألا يدمر البشرية بعد الآن، بل أن يدمر الخطيئة. وهذا هو أيضًا ما تعنيه الطقوس التي نقيمها عند بداية حياتنا المسيحية، أي في المعمودية: فلنسِر إذا بثقة عبر هذه الأيام الأربعين، حتى نصل إلى عيد الفصح ونتمكن من تجديد مواعيد معموديتنا".

Silvia Giuliano

Scarica qui la brochure del Santo Sepolcro / Descargue aquí el folleto del Santo Sepulcro / Download the Holy Sepulchre brochure here / Télécharger la brochure du Saint-Sépulcre ici Descarregar a brochura do Santo Sepulcro aqui