.news-hero{position:relative;display:flex;gap:2rem;z-index:2}@media (max-width:768px){.news-hero{flex-direction:column}}.news-hero .single-news-hero{display:flex;flex-direction:column;gap:0.5rem;width:50%}@media (max-width:768px){.news-hero .single-news-hero{width:100%}}.news-hero .single-news-hero img{width:100%;height:20rem;object-fit:cover}.news-hero .single-news-hero span{font-size:0.8rem;color:var(--oxy-grey);font-weight:400}.news-hero .single-news-hero .post-title h3{font-size:1.5rem;font-weight:400}.news-hero .single-news-hero .post-title:hover h3{color:var(--oxy-red)}.news-hero .single-news-hero a{color:var(--oxy-red)}
الاحتفال بمراسيم جناز المسيح في كنيسة القيامة
في مساء الجمعة العظيمة من كل عام، تستضيف كنيسة القيامة في القدس أحد أكثر الاحتفالات المسيحية تأثيرًا في الأرض المقدسة: موكب جنازة المسيح. يُحيي هذا الطقس، الذي يعود تاريخه إلى القرن الخامس عشر، ذكرى انزال المسيح عن الصليب ودفنه، كما ورد في الأناجيل، ويقام في نفس المكان الذي فيه بحسب التقليد تمت آلام المسيح.
يبدأ الاحتفال في كنيسة الظهور، حيث يُردد الرهبان الفرنسيسكان التابعون لحراسة الأرض المقدسة، مرتدين ثيابًا سوداء مطرزة بالذهب والفضة، المزمور 51 "ارحمني يا الله"، مُخلِّفين جوًا من التأمل العميق. يُحمَل من ثم الصليب، مع تمثال المسيح المُسمَّر عليه، في موكب نحو الجلجثة، مصحوبًا بصمت وصلاة المؤمنين. عند وصولهم إلى الجلجثة، يزيل الشمامسة رمزيًا إكليل الشوك والمسامير من يدي وقدمي التمثال. ثم يوضَعُ الجثمان على ملاءة، ليسير به المؤمنون في موكب نحو حجر المسحة، حيث يُجري حارس الأرض المقدسة طقوس الدفن، فيدهنه بالزيوت العطرة (تلك التي بورِكَت يوم اثنين الأسرار في بيت عنيا)، اقتداءً بما فعل يوسف الرامي ونيقوديموس.
يُمثل هذا الطقس الفريد من نوعه لحظة روحانية عميقة ولحظة صلاة، تُذكّر المؤمنين بتضحية المسيح ومحبته اللامتناهية بموته. يُختتم الاحتفال بوضع الجثمان في القبر المقدس، حيث ستُعلَن قيامته بفرح ليلة العشية الفصحية (وهي تقام في كنيسة القيامة صباح السبت، حيث تختلف أوقات الاحتفالات عن بقية أنحاء العالم، نظرًا للوضع الراهن).
إن "موكب جنازة" الجمعة العظيمة في القدس ليس مجرد استحضار لأمر حدث في الماضي، بل هو تجربة إيمانية حية تجمع مسيحيين من مختلف المذاهب والثقافات في تأمل سر الصليب، وفي تأمل من بذل حياته من أجلنا، ونحن ننتظر الاحتفال بقيامته.
Francesco Guaraldi