يوبيل ال 60 لمستشفى كاريتاس الأطفال في بيت لحم | Custodia Terrae Sanctae

يوبيل ال 60 لمستشفى كاريتاس الأطفال في بيت لحم

2012/09/23

غصت كنيسة مار فرنسيس الفرنسيسكانية في بيت لحم صباح الأحد 23 أيلول، بالجمهور الغفير من الكهنة والرهبان والراهبات والعلمانيين من البلاد والخارج احتفالا بمرور 60 عاما على تأسيس مستشفى كاريتاس للأطفال في بيت لحم.
وأقيم قداس احتفالي بهذه المناسبة ترأسه المطران وليم شوملي وشاركه المطران فلكس غمور، أسقف Basel في سويسرا وبحضور القنصل الإيطالي العام السيد جانباولو كانتيني.
ورحب سيادته بالحضور وركّز على 60 عاما من العطاء المتواصل والمثابرة رغم العقبات الكثيرة. وشكر جميع الهيئات العاملة من سويسرا وغيرها لصالح هذه المؤسسة العريقة.
وأكد سيادة المطران شوملي في عظته مستلهما من إنجيل الأحد وفق الليتورجية اللاتينية، قول يسوع لتلاميذه: "من قبل واحدا من هؤلاء الأطفال إكراما لأسمي، فقد قبلني...."
وأضاف: هذا ما فعلتموه طيلة 60 عاما، فالطفل هو الإنسان الضعيف، الوديع المتواضع.... إنه على صورة الطفل يسوع الذي ولد هنا في هذه المدينة".
كما شكر سيادته راهبات أليصابات الفرنسيسكانيات في بادوفا، على عنايتهن بالمرضى، اللواتي يعملن في المستشفى منذ عام 1975 ويشكلن المرجعية الروحية والإنسانية للأهل والمرضى، ويسهرن بحنان الأم ويعملن دون كلل في رعايتهن.
ثم توجه الجميع بعد القداس إلى المستشفى الذي يقع على بعد أمتار من حاجز بيت لحم، للاحتفال في هذه المناسبة، ورحب كل من الأب مايكل شويغر، رئيس المؤسسة، والسيد عيسى بندك بالحضور، وألقى كل من سيادة المطران فلكس غمور ووزير الصحة الفلسطيني الدكتور هاني عابدين كلمة شكر.
ثم قدم ثلاثة شبان من معهد إدوار سعيد الموسيقي فقرة موسيقية، واختتم البرنامج بحفل استقبال في باحة المبنى.
وجدير بالذكر أن المستشفى قد بني عام 1952 بإشراف ورعاية الكاهن السويسري إرنست شنيدريغ، بعد أن كان في زيارة لبيت لحم ولاحظ الأوضاع الصعبة التي كان يعيشها السكان هنا. ومما أثاره ودفعه للمبادرة لهذا المشروع أنه شاهد أحد الآباء يدفن ابنه الذي توفي بسبب عدم توفر العلاج له. فبادر الكاهن إلى بناء مركز عناية طبية لكل الأطفال الذين يولدون في أرض يسوع دون تمييز. كما لاحظ ظروف المناطق الفلسطينية، حيث لا تتوفر الخدمات الطبية المجانية الحكومية، ولذا أراد المؤسسُ، الأب ارنست شنيدريغ ، ضمانَ توفير الخدمة الطبية للأطفال.
ويقوم المستشفى على أرض منحتها رهبنة الفرنسيسكان في الأرض المقدسة، وقد زاره البابا بندكتس السادس عشر أثناء حجه إلى بيت لحم في أيار 2009.
ويعتبر مستشفى كاريتاس للأطفال في بيت لحم الوحيد في المناطق الفلسطينية، وتم تزويده بالمعدات الحديثة واللازمة لجميع التخصصات. وأضيفت إليه مؤخرا عيادة خارجية ومبنيان بمثابة "مدرسةٍ للأمهات"، حيث تُستقبل فيهما أمهاتُ الأطفال الذين يتلقون العلاج في المستشفى، ويتم إرشادهن على الاعتناء بأولادهن بأفضل الطرق.
ومن اللافت أن المستشفى يستقبل نحو 30.000 طفلٍ في السنة للعلاج من مناطق السلطة الفلسطينية، من مجمل عدد الأطفال الفلسطينيين الذين يقدر عددهم حوالي 500.000 ما دون الرابعة عشر من العمر. ويعمل 218 مستخدما من طواقم طبية وتمريضية وموظفين.