عيد التجلي على جبل طابور 2009 | Custodia Terrae Sanctae

عيد التجلي على جبل طابور 2009

شارك "سيمون"، من القدس، وللمرة الأولى، في الاحتفال بعيد تجلي ربنا يسوع المسيح، الذي أقيم على جبل طابور. كان سعيداً بالرغم من "الطقس الحار"… في الحقيقة، نعم، لقد كان الطقس حارّا جداً في أعلى الجبل المقدس، كذلك كان الأمر في الوادي أسفل الجبل أيضاً، إلا أن ما ميز قمة الجبل هذه، التي ترتفع بمقدار 588 متراً فوق سطح البحر، هو امكانية التمتع ببعض نسمات من الهواء التي كانت تهب بين الحين والآخر. لكن حتى هذه النسمات القليلة لم تكن كافية لتلطيف الجو داخل بازيليكا التجلي، التي ضمت في تلك اللحظات العديد من المؤمنين، القادمين من الجليل ومن المدينة المقدسة، أورشليم.

جرت رتبة الاحتفال المقدس، في جو من الخشوع والصلاة المؤثرة، حيث ترأس القداس الالهي الأب حارس الأراضي المقدسة، بييرباتيستا بيتسابالا، وشاركه في الاحتفال حارس الدير في جبل طابور، الأخ "فوشييك بولوز" (Wojciech Boloz)، والأخ حارس الدير في الناصرة "ريكاردو ماريا بوستوس"، كما وثلاثون من الكهنة.

لم يكن الحر الشديد سببا في تشتت أفكار المؤمنين خلال الصلاة، بل على العكس، كانوا شاخصين، أعينهم مرتفعة الى السماء، ومحدقين نحو المذبح. أمّا أنا… فأتساءل، هل قام يسوع حقّا باصطحاب تلاميذه الى جبل طابور في مثل هذا الفصل من العام… ليس هناك ما يكفي من الاشارات في الانجيل، كي تعطينا تأريخا دقيقا لهذا الحدث العظيم. بالنسبة "لأوزيبيوس القيصري"، فإنه يعتقد بأن حادثة التجلي قد تمت قبل أربعين يوماً من دخول المسيح في آلامه، أي نحو شهر شباط/فبراير. إلا أن الكنيسة تحتفل بهذا العيد في السادس من شهر آب، لأنه اليوم الذي فيه تم تدشين أول كنيسة بيزنطية في الموقع. يرى التقليد الأورثوذكسي بأن هذا التاريخ أيضاً لم يقع عبثاً، أو بمحض الصدفة، فإن عدد الأيام التي تفصل ما بين يوم 6 آب ويوم 14 أيلول، أي يوم الاحتفال بعيد "رفع الصليب المقدس"، هي أيضاً 40 يوماً! بذلك، تمت المحافظة على الصلة الرمزية والروحية القوية التي تربط ما بين جبل طابور وجبل الجلجثة.

كانت هذه السنة الثانية على التوالي، التي قرر فيها الأخوة الفرنسيسكان القاطنين في جبل طابور، إطالة الاحتفال باقامة التطواف التقليدي القديم، الذي يبدأ من البازيليكا، ويصل بالمؤمنين الى المصلى الذي يدعى باللاتينية "Descentibus" (أي "بينما هم نازلون")، تذكيرا بالمقطع الانجيلي: "وبينما هم نازلون من الجبل أوصاهم ألا يخبروا أحدا بما رأوا، إلا متى قام ابن الإنسان من بين الأموات." مرقس 9: 9. يقع هذا المصلى في مدخل قطعة الأرض التي تعود ملكيتها للآباء الفرنسيسكان، في مكان يدعى "باب الهوا"، حيث أعيد ترميمه في عام 1923، على أنقاض مصلى بيزنطي، حسبما توضحه اللوحة المثبتة على مدخل المصلى [1].

إجتمع المؤمنون بعد ذلك للمشاركة معاً في تناول المرطبات، حول مائدة الضيافة التي أعدتها مجموعة "Mondo X" بهذه المناسبة. بذلك، كان الاحتفال كاملاً!

ماري أرميل بوليو

[1] Neminis dixerit visionem donec Filius Hominis a mortuis resurgat. Vetus testatur opinion magistrum praecepisse apostolis hic in viciniies ad cuius memoriam prisci christinani exstruxere sagellum inivria temporum dilapsum integrum restitutum A.D. MCMXXIII
لا تخبروا أحدا بما رأيتم، إلا متى قام ابن الإنسان من بين الأموات. يشهد تقليد قديم بأن المعلّم قد قام باصطحاب تلاميذه الى هذه المنطقة الهادئة، وكتذكار لذلك، قام المسيحيون الأولون ببناء مزار مقدّس هُدم بفعل الزمن. أعيد ترميمه في العام 1923 لميلاد ربنا.