عيد البشارة: اتحاد العالم كله في الصلاة | Custodia Terrae Sanctae

عيد البشارة: اتحاد العالم كله في الصلاة

تم الاحتفال بعيد البشارة، في الناصرة في 24 آذار من هذا العام بطريقة نادرة. فأمام مغارة البشارة، وقف عشرة كهنة، وعلى مسافة منهم بعض المرنمين والمشاركين بالاحتفال، بينما، وباستجابة منهم للإجراءات التي فرضتها السلطات المدنية لأجل مكافحة انتشار فايروس كورونا، شارك المؤمنون بالعيد عن بعد، من بيوتهم، متابعين الاحتفال مباشرة عبر موقع مركز الاعلام المسيحي. وفي بداية القداس الإلهي، وجه المونسينيور بييرباتيستا بيتسابالا، المدبر الرسولي للبطريركية اللاتينية في القدس، كلمة إلى سائر المؤمنين، معايداً إياهم بهذا الاحتفال وسائلاً شفاعة العذراء لدى الآب السماوي.

وفي عظته، عبر رئيس الأساقفة بييرباتيستا بيتسابالا، عمّا نمر به جميعاً خلال هذه الأيام قائلاً: "سيتعين علينا الرجوع قرنا إلى الوراء، كي نجد احتفالا بعيد البشارة يتم في جو حزين كئيب كما هو الحال اليوم". لكن وبالرغم من كافة هذه التساؤلات والهموم، فقد وجه رئيس الأساقفة إلى المؤمنين دعوة للتأمل في المثال الذي تركته لنا مريم العذراء، خاصة في يوم العيد هذا المخصص لها، وفي بيتها بالذات. وقد دعا رئيس الأساقفة بيتسابالا سائر المؤمنين إلى الإيمان بأن لا شيء مستحيل على الرب (لوقا ١: ٣٧). وفي هذه الساعة التي تشهد فيها العلوم تقدماً ملحوظاً، أضحى عالمنا المتقدم، كما وأضحت مشاعرنا "التي نعتقد أنها بالكاد أن تُغلَب"، عرضة للانهيار أو موضعاً لشعور قوي بالشك، بسبب هذا الانتشار لفايروس كورونا. إلا أن انجيل هذا اليوم يتضمن دعوة لنا كي نرفع عيوننا ونضع في الله ثقتنا.

وتابع المونسينيور بيتسابالا قائلاً: "تعلمنا مريم في إنجيل اليوم أن نؤمن. الإيمان يعني الاقرار بأن يد الرب غير المرئية لا تزال تعمل وتصل حيث لا يستطيع الإنسان أن يصل. الإيمان يعني أيضًا أن نظل، في هذا الوضع الصعب والمأساوي، على الرجاء المسيحي، وهذا هو موقف الذين يقررون العيش في المحبّة: لا ينغلقون على أنفسهم، بل يقدمون حياتهم قائلين "نعم" حتى في أثقل اللحظات وطأة. الإيمان هو الإصغاء، والتقبل، والثقة، وبذل الذات". 

من ناحية أخرى، أشار رئيس الأساقفة إلى أهمية قبول الدخول في فترة المخاض، وهي فترة الصبر، والصمت والانتظار، على مثال مريم. وإذا كان من الصعب علينا في بعض الأحيان فهم تاريخنا الشخصي، إلا أننا يجب أن نطلب من مريم العذراء "هبة الثقة بعمل الرب فينا وفي العالم"، كي نجد لنا حياة جديدة في الله. 

تمت كذلك خلال القداس الإلهي تلاوة صلاة كتبها الطلاب الإكليريكيون في اكليريكية البطريركية اللاتينية في بيت جالا. وقد جاء فيها: "يا امنا علّمينا كيف نكون منفتحين على مشيئة الله وعمله فينا، انتِ يا مَن ضحّيْتِ بحياتك من أجل مجيء خلاص العالم. يا عذراء نقدّم ذواتنا تحت ستر حمايتك الوالدية فاحمنا من كلّ مرضٍ متفش على هذه الأرض".

حان عند ساعة الظهر موعد صلاة التبشير الملائكي، التي أقيمت أيضاً أمام مغارة البشارة. وفي نهايتها دعا المونسينيور بيتسابالا الجميع إلى الإتحاد مع قداسة البابا فرنسيس، وبناءً على طلب منه، في تلاوة الصلاة الربية لأجل العالم بأسره. من ناحيته أيضاً، اتحد حارس الأراضي المقدسة الأب فرانشيسكو باتون، بالصلاة مع قداسة البابا من دير المخلص في القدس، ومعه سائر الرهبان المقيمين ما بين الشعوب الثمانية التي تقدم حراسة الأراضي المقدسة رسالتها في وسطها.

 

Beatrice Guarrera