يافا: ليش مدرستنا مُش بيتنا؟ | Custodia Terrae Sanctae

يافا: ليش مدرستنا مُش بيتنا؟

الخميس 12 أيار 2010. شارك طلبة مدرسة ترسنطا (يافا) جميعاً، مع معلميهم، في "اليوم الرياضي". فبعد أن قاموا بالجري ‏على متنزه شاطئ بحر يافا، انطلقوا الى ملعب مدرستهم الكبير حيث أقيمت العديد من الألعاب الرياضية المتنوعة.‏

ذَهَلنا التنوع الكبير في الألعاب الرياضية: من لعب بالكرة، الى ألعاب التوازن، وألعاب الدوران، وألعاب بأشعة الليزر، الخ. ‏تميز هذا النهار بأجواء الفرح والصفاء والصداقة.‏

أما أبناء الصف العاشر، أي الطلاب الأكبر سناً، فقد قاموا ببيع قطع صغيرة من الخبز، ومشروبات طازجة، كسبوا منها ‏بعض النقود التي سيستخدمونها في تمويل الحفل الذي سيقيمونه في آخر السنة.‏
إن صفاء هذا النهار وفرحه جاءا ثمرة التعاون الكبير الذي تم بين معلمي المدرسة، حيث اضطلع أحد المعلمين العرب، ‏الأرثوذكسي المذهب، بمسؤولية النشاطات، بينما اضطلع معلم آخر، يهودي اسرائيلي، بمسؤولية الألعاب الرياضية.‏

أما معلمو المدرسة الذين أشرفوا على النشاطات الرياضية المتنوعة، فقد كان من بينهم مسيحيين من مختلف الكنائس؛ كما ‏ومسلمين ويهود. كذلك الطلاب، الذين صنعوا جوّاً من الفرح والعلاقات الأخوية المتينة، فقد كانوا أيضاً مزيجاً من ‏المسيحيين والمسلمين. أضف الى ذلك الموسيقى والألحان الحديثة، التي تبعث السرور لدى الشباب، وقد بُثت عبر مضخمات ‏للصوت. خلنا أننا قد قضينا النهار في بلد آخر، بعيداً عن الأجواء السلبية التي تنشرها بشكل يومي وسائل الاتصال في هذه ‏البلاد. أثبت هذا اليوم الرياضي أنه من الممكن العيش بسلام، وأن للعيش المشترك أن يتحقق متى توفرت الرغبة في ذلك.‏

وفي آخر النهار، وُزعت الميداليات على جميع الفائزين، وأعطي الكأس الى الفريق الذي قام بجمع أكبر عدد من النقاط. واختتم ‏هذا اليوم بنشيد مدرسة ترسنطا، رنمه الجميع معاً وقد حركتهم المشاعر.‏
لدى عودتي الى الدير، صادفت في الطريق مجموعة من الطلاب يتبادلون أطراف الحديث بشيء من الحماسة. فسألتهم: "هل ‏أنتم عائدون الى بيوتكم؟" فأجابوني: "مدرستنا، بالنسبة لنا، هي بيتنا". فشكرتهم بابتسامة وبقلب مطمئن. الشكر لله.‏


الأخ أرتورو فاساتورو الفرنسيسكاني
مدير مدرسة ترسنطا في يافا.‏