تدشين كنيسة الآباء الكبوشيين في القدس | Custodia Terrae Sanctae

تدشين كنيسة الآباء الكبوشيين في القدس

بينما إحتفلت رعية دير المخلص مع رهبان حراسة الأراضي المقدسة بعيد تقدمة يسوع إلى الهيكل، إنضم أعضاء آخرون من أبناء العائلة الفرنسيسكانية الكبيرة في الأرض المقدسة إلى الآباء الكبوشيين لتدشين كنيستهم في إحدى الضواحي القريبة من مدينة القدس، في الطالبية.

ينتمي الآباء الكبوشيون إلى أحد الفروع الرهبانية الثلاثة التي تشكل معاً الرهبانية الفرنسيسكانية الأولى، أو ما ندعوها كذلك برهبانية الإخوة الأصاغر، والتي هي بدورها جزء من العائلة الفرنسيسكانية الكبيرة التي حدد معالمها القديس فرنسيس في قانونه الذي أقرته السلطة الكنيسة قبل ثمانية قرون من الآن. ترأس قداس تدشين الكنيسة صاحب السيادة المونسينيور وليم الشوملي، الأسقف المساعد والنائب البطريركي في القدس، وأحيت ترانيم الإحتفال مجموعة من متطوعي الأرض المقدسة.

بدأت الرتبة بمباركة الكنيسة ونضح المؤمنين بالماء المقدّس، ثم تليت القراءات. وفي العظة، أكد المونسينيور شوملي على أنّ: "المصلى أو الكنيسة هي ليست مجرد أماكن نرفع فيها الصلاة إلى الله. بل هي أيضاً أماكن يتحدث فيها الله إلينا في كل يوم، لأنه يسكن في الأرض، وهو بيننا. عندما نبني أو نفتتح بيتاً للربّ فإننا نتذكر بأنه ينتظر منّا أن نكونَ هياكل لروحه. وذلك لا يتم فقط بالكلمات والصلوات، بل وأيضاً جسدياً وجغرافياً في المكان الذي نسكن فيه".

كرس النائب البطريركي بعد ذلك المذبح، بينما رنمت الجوقة طلبة جميع القدّيسين إضافة إلى الرّدّة التالية: "زيت يكرِّس وزيت يُعَطِّر. زيت يشفي الجروح وينير البصائر". قام الأسقف بعد ذلك بتبخير المذبح وإضائته، ليصير جاهزاً لإقامة الذبيحة الإلهية التي بها رفع الشعب المؤمن شكره إلى الله، لأجل هذه اللحظات الدافئة التي منحته إياها الكنيسة الجديدة، بجمال فنها المعماري المعاصر. دعا الرهبان الكبوشيون بعد ذلك جمع المؤمنين، من رهبان وراهبات وأصدقاء علمانيين، ليشاركوهم في فرحهم بهذا الحدث الفريد، حول مائدة طعام غنيّة كانوا قد أعدّوها بأنفسهم.

منذ إفتتاحهم لمركزهم "أنا نور العالم" في عام 2010، ينتظر الرهبان الكبوشيون تدشين كنيستهم. وها هم اليوم قد كرسوها على إسم: "يسوع نور العالم". نُذَكِّر قرائنا الأعزاء بأنّ بيت الآباء الكبوشيين هو مركز لإستقبال الرهبان الذين يتابعون دروسهم في إحدى المعاهد المتخصصة في الكتاب المقدس، أو الذين يتابعون دروساً أخرى، في مدينة القدس. ويستقبل المركز كذلك المجموعات التي تودّ الإقامة في القدس، للسير في تنشأة روحيّة معيّنة.

E.R.