سيّدة غوادالوبّي راعية الأمريكيّتين " صورة حية" | Custodia Terrae Sanctae

سيّدة غوادالوبّي راعية الأمريكيّتين " صورة حية"

القدس-الأربعاء 12/12/2012 وفي أجواء ميلادية وبعد الاحتفال بعيد الحبل بلا دنس، يحل عيد سيدة غوادلوبي الذي تحتفل به الكنيسة الكاثوليكية جمعاء، وخاصة القارة الأمريكية اللاتينية، ليضفي على ليتورجية المجيء مزيدا من التقوى لأمنا العذراء.
غصت كنيسة دير المخلص الفرنسيسكانية في القدس بالمؤمنين والرهبان والراهبات، وأبناء الجالية الأمريكية اللاتينية والفليبية، لحضور القداس الاحتفالي الذي ترأسه حارس الأراضي المقدسة، الأب بيير باتيستا بيتسابالا، بمشاركة الأب أرتميو فيتوريس، النائب العام للحراسة والأب إريك وايكوف من الرهبان السالزيان في القدس، ولفيف من الكهنة.
ويعتبر مزار سيدة غوادلوبي الذي يقع في المكسيك، أحد أقدم ظهورات العذراء التي شاءت أن تتجلى للبشرية بشخص يدعى خوان دييغو، من الهنود الحمر، عام 1531 في ظهورات لها بين 9 -12 كانون أول. وبينما كان خوان دييغو في طريقه لحضور القداس سمع فجأة موسيقى رائعة وصوت امرأة يناديه من فوق تلة التي مرّ بها لتوّه. وشاهد فوق التلّة امرأة جميلة طلبت منه التوجه إلى المطران وإبلاغه بضرورة بناء كنيسة على شرف "مريم العذراء" في أسفل التلّة. وأسرع خوان دييغو في الحال إلى المطران الفرانسيسكانيّ، الذي استقبله بكلّ لطف، لكن للوهلة الأولى لم يصدّق القصّة التي أخبره إيّاها خوان. فعاد هذا خائب الأمل إلى تلك تلّة واعترف بفشله أمام السيدة العذراء. فأعلمته بوجوب عودته إلى المطران ويكرر الطلب ذاته.
وهكذا ألح خوان على المطران الذي شكّ بالأمر وطلب منه أن يزوّده بدليل عن هذا اللقاء العجيب. تجنّب خوان دييغو الخائف والمرتبك الذهاب الى التلّة عدّة أيّام، لكنه بعد فترة اضطرّ الى المرور من هناك لجلب الكاهن الى خاله المريض جداً. ثم ظهرت له العذراء مرة أخرى وأخبرها خوان بطلب المطران. فطلبت منه العذراء أن يلتقط أزهارا من التل المقفر. التفت حوله فرأى الأزهار فعلا، واخذ يجمع من الأزهار العجيبة في عباءته وحملها إلى المطران كدليل قاطع. وفيما هو صاعد على درجات الكنيسة والمطران وعدد من الشهود ينظرون تعثر خوان على الدرجات من شدة انفعاله، فسقطت عباءته وتناثرت الأزهار لكل صوب. ولكن ظهرت في الوقت نفسه صورة القديسة مريم العذراء على العباءة. فسقط المطران راكعاً وراجياً المغفرة، وتم خلال أسبوعين تشييد أول كنيسة متواضعة على تلك التلة. وهناك حفظت صورة السيدة العذراء العجيبة المطبوعة على العباءة.
ورغم أن العباءة من قماش كان ينبغي أن يفسد في غضون عشرين سنة، إلا أن العباءة لا تزال محفوظة إلى اليوم منذ أكثر من 481 سنة. واعترفت الكنيسة بهذه الأعجوبة عقب دراسات علمية، وأثبتتها الكنيسة الكاثوليكية من خلال إعلان خوان دييغو قديسا في مزار غوادالوبي عام 2002، على يد البابا الراحل يوحنا بولس الثاني.
وأصبح مزار غوادالوبي يؤمه حوالي 28 مليون حاج كل عام، وهو الثاني بين أكثر المزارات استقبالا للحجاج في العالم لمختلف الديانات.
بعد اختتام القداس في دير المخلص في القدس، حمل الأب أرتيميو إيقونة العذراء مع موكب الكهنة والمؤمنين في مسيرة الكنيسة إلى قاعة الكوريا وهم يرددون دعاء للعذراء.