سينودس الأساقفة في روما: "البشارة الجديدة لنقل الإيمان المسيحي" | Custodia Terrae Sanctae

سينودس الأساقفة في روما: "البشارة الجديدة لنقل الإيمان المسيحي"

2012/10/22

افتتحت يوم الأحد 7 من تشرين أول في حاضرة الفاتيكان، الجمعية العامة الثالثة عشرة لسينودس الأساقفة حول موضوع: "البشارة الجديدة لنقل الإيمان المسيحي" بحضور 262 من رجالات الكنيسة من مختلف أنحاء العالم، وتستمر من السابع وحتى الثامن والعشرين من تشرين الأول الجاري.
ويتزامن هذا السينودس مع انطلاق "سنة الإيمان" لمناسبة الذكرى الخمسين للمجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني المنعقد ما بين (1962- 1965) والذكرى العشرين لنشر التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية.


وبدأت أعمال هذه الجمعية بقداس إلهي ترأسه قداسة البابا بندكتس السادس عشر في ساحة القديس بطرس يوم
الأحد، مشيرا في عظته إلى "أن الجمعية السينودية التي تُفتتح اليوم مكرسة لهذه البشارة الجديدة من أجل تعزيز لقاء جديد مع الرب". وأضاف قداسته عن موضوع القداسة التي تعني كل المسيحيين قائلا: "إن القديسين هم رواد البشارة الجديدة، ومن خلال قدوة حياتهم يظهرون جمال الإنجيل والشركة بالمسيح، ويدعون للعيش بفرح الإيمان والرجاء والمحبة".
يعمل آباء السينودس من خلال الجلسات العامة والمداخلات والخبرات على دراسة "مواثيق وأنماط جديدة لعرض الكلمة، لتصبح على مستوى فهم الإنسان المعاصر"، وذلك من خلال وثيقة العمل المؤلفة من أربعة فصول وهي: "يسوع المسيح، إنجيل الله للإنسان"؛ "حان الوقت للبشارة الجديدة"؛ "نشر الإيمان"؛ "إحياء العمل الرّعوي".
ويتمحور الفصل الأول حول المسيح، ويعرض البشارة الجديدة "كتعبير عن الحركة الدّاخلية في المسيحية، التي تريد أن تعلن الإنجيل للعالم، فتعرّفه على سرّ الله المتجسّد في يسوع المسيح".
أما الفصل الثاني فيدعو إلى "تجديد العمل الرّعوي التّقليدي" وإلى "وعي جديد" و"إبداع" و"جرأة إنجيلية" باتجاه الأشخاص البعيدين عن الكنيسة. ويحثّ أيضا على الجرأة نحو الدّعوات الكهنوتية والحياة المكرّسة.
ويحفّز الفصل الثالث جميع المعمّدين على بذل الجهد في خدمة البشارة الجديدة رغم العقبات، التي منها ما هو داخلي: كالإيمان السّطحي أو الفردي، والنّقص في التّعليم المسيحي، والتفاوت بين الإيمان والحياة، ومنها ما هو خارجي: كالعلمانية والنزعة العدميّة ومنطق الاستهلاكيّة ومذهب اللذّة.
أمّا الفصل الرابع والأخير من ميثاق العمل فيستعرض الطّريقة المعتمدة منذ الكنيسة الأولى، الدّاعية إلى "فهم أكبر للبعد اللاهوتي، وترتيب أسرار التّنشئة المسيحيّة لتتويجها في الإفخارستيا، والتّفكير في نماذج قادرة على ترجمة عمليّة للتعمّق المرتجى.
تخللت أعمال الجمعية العامة الـ 13 لسينودس الأساقفة حتى الآن مداخلات لعدد من المشاركين من كرادلة وبطاركة ورؤساء أساقفة وأساقفة نورد منها ما قاله الكاردينال ليوناردو ساندري، عميد مجمع الكنائس الشرقية: "إن الكنائس الشرقية هي شاهدة حية على أصول المسيحية، مشيراً إلى قول البابا الطوباوي يوحنا بولس الثاني على أنها الرئة الثانية لجسد المسيح الواحد".
وأضاف الكاردينال ساندري أن زيارات الحج إلى الأراضي المقدسة، خصوصاً خلال سنة الإيمان هذه، تشكل تعبيرا عن المحبة الروحية والمادية حيال المسيحيين المقيمين في الشرق الأوسط، كما تساهم في تعزيز رجائهم، هذا الرجاء الأساسي من أجل إعلان بشارة الإنجيل.
أما البطريرك فؤاد طوال فقال في مداخلة له: "إنّ الحجّ إلى الأماكن المقدّسة حيث "الحجارة الحيّة" هو سبيل ممتاز لإحياء إيماننا" ولكي يكون التبشير الجديد معاصراً وفعالاً، عليه الانطلاق من أورشليم".
وأكد البطريرك غريغوريوس الثالث لحام في مداخلته: "أن التبشير الجديد هو مرادف "للتحديث" والمجمع الفاتيكاني الثاني هو "التحديث" بحد ذاته. فالدين المسيحي معقّد لذلك يجب إيجاد سبل جديدة لإفهام المؤمنين جوهره. وتحدّث عن مدى تأثّر التبشير في الكنيسة المحلية وبعناصر الوقت والعادات والتقاليد والثقافة والحاجات، ولذلك أبدى اقتراحات عمليّة للتبشير الجديد.
أعمال الجمعية العامة لسينودس"البشارة الجديدة لنقل الايمان المسيحي" ما زالت جارية وتتقدم مستلهمة بالروح القدس المحيي، لخير الكنيسة ونفوس المؤمنين.
ثم ألقيت مداخلات أخرى تطرقت إلى ضرورة العيش في هذه الفترة الزمنية الحرجة، وإزاء المستجدات المستمرة والتي تدعو إلى التوقف والتأمل في دور الجميع، كنائس وجماعات وأفرادا. وأن الكنائس قد تسلمت الإرشاد الرسولي المتعلق بالكنيسة الجامعة في الشرق الأوسط، ومع بداية سنة الإيمان، فإن سينودس البشارة الجديدة لا يزال محط الأنظار في عملية نقل الإيمان. وأن المواضيع المطروقة متشابكة ومتواصلة، وتلتقي لتؤلف منظومة واحدة وهي الحاجة الماسة للعودة إلى جذور الإيمان المسيحي. ومن ناحية أخرى فإن إلحاح الكنيسة التي يقودها الروح القدس يدفع بالجميع إلى عدم التغافل بعد عن الأعراف والعادات بل يدعو لكي يتجدد المؤمنون في الإيمان معا، هنا واليوم، والسير وراء خطى يسوع.