سنة أكاديمية جديدة: بين المعرفة والحكمة والصلاة | Custodia Terrae Sanctae

سنة أكاديمية جديدة: بين المعرفة والحكمة والصلاة

2012/10/06

القدس، كنيسة المخلص، 5 أكتوبر 2012
احتفلت المعاهد اللاهوتية في القدس بافتتاح السنة الأكاديمية الجديدة صباح يوم الجمعة 5 تشرين الأول، بقداس إلهي. والمعاهد التي تباشر التعليم في السنة الأكاديمية الرسمية 2012/2013، هي معهد الكتاب المقدس الفرنسيسكاني ومعهد اللاهوت الأورشليمي ومعهد اللاهوت الساليزياني. وترأس القداس الإلهي الذي أقيم في كنيسة دير المخلص حارس الأراضي المقدسة، الأب بير بتيستا بيتسابللا، بحضور عمداء الكليات وطواقم الهيئات التدريسية من كهنة ومدرسين وطلبة والإكليركيين من مختلف الجنسيات في العالم، إلى جانب الموظفين الإداريين من هذه المعاهد والكليات.
واستلهم حارس الأراضي المقدسة في عظته نص سفر أيوب (38/1.12-21؛40/3-5) وتساؤلاته وآلامه.. ونقاشاته مع أصدقائه حول الألم، فيعطي الجواب بأنه هو الله، والإيمان به، لأنه ليس إلها يعاقب الشرير ويحب الصالح. بل هو إله الكون. ونحن على أعتاب سنة الإيمان، يجب أن نأخذ عبرة من قصة أيوب وغيره في العهدين القديم والجديد، لئلا نقع في تجربة معاملة الله بحسب احتياجاتنا ومشاريعنا، بل نجعل من كل لحظة في حياتنا غذاء للروح فنستطيع التبشير بما نعيشه.
وأضاف الحارس مستشهدا بالقديس فرنسيس الذي مّيز بين المعرفة والحكمة، وقال إن المعرفة هي المقدرة على إدراك وتحليل الأمور، بينما الحكمة هي المقدرة على إعطاء المعنى لما ندرسه.
ومضى يقول: "تبدؤون سنة أكاديمية مليئة بالسهر والبحث والاجتهاد في إنجاز هذه الدراسات اللاهوتية والبيبلية، ولكن أهم من كل ذلك هو إعطاء المعنى والنور الحقيقي لهذه الفترة وتغذيتها بالصلاة الشخصية وتدعيمها بمعيشة خبرة الإيمان الحقيقية مع المسيح المخلص".
وأعرب الأب بير باتيستا في ختام كلمته عن أمله في أن تكون هذه السنة بالنسبة لجميع الطلاب، غنية بالمعرفة والحكمة، بغية عيش خبرة كسر الخبز لكلمة الله في حياتنا اليومية.
وقبل البركة الختامية شكر عميد كلية الكتاب المقدس الأب ماسسيمو باتسيني، كلا من الأب بير باتيستا وجميع الأساتذة والمعلمين السالزيان على تعاونهم الدائم. متمنيا الخير والتوفيق للجميع.
واعتادت هذه المعاهد أن تحتفل في كل عام بمثل هذه المناسبة، لدعم وتشجيع جميع الإكليريكيين الذين يسيرون بتنشئة حياتهم الرهبانية، عن طريق التحاقهم بالتعليم والتعمق في الدراسات اللاهوتية والبيبلية هنا في هذه المدينة المقدسة. ودلالة على أهمية لقاء الحدث مع الكلمة، بمرافقة معلمين ذوي كفاءات عالية في علوم الدين واللاهوت، والمتخصصين المتميزين في تفسيرات الكتاب المقدس وعلوم الآثار والأماكن المقدسة.

تقرير: الهام مرشي ونايف خوري
تصوير: نديم عصفور