قداس الشكر لذكرى المائتين لميلاد الطوباوية كاترينا تروياني، مؤسسة راهبات قلب مريم الطاهر الفرنسيسكانيات | Custodia Terrae Sanctae

قداس الشكر لذكرى المائتين لميلاد الطوباوية كاترينا تروياني، مؤسسة راهبات قلب مريم الطاهر الفرنسيسكانيات

ترأس حارس الأراضي المقدسة، الأب بيير باتيستا بيتساباللا صباح يوم الأحد 27 يناير قداس الشكر لاختتام يوبيل المائتين لميلاد الطوباوية كاترينا تروياني، في الكنيسة الرعوية، بمشاركة الأب أرتيميو فيتوريس ولفيف من الكهنة، وبحضور كل من القاصد الرسولي المطران جوزيف لازاروتو، والمطران أنونيو فرانكو القاصد الرسولي المتقاعد، القنصل العام لإيطاليا ومالطا وحاشيتهم. وامتلأت الكنيسة بالمؤمنين والعديد من راهبات الفرنسيسكانيات المتواجدات في الأرض المقدسة.

أشار الأب باتيستا في عظته إلى معاني قراءات الأسبوع الثالث من الزمن العادي، وإلى حياة الطوباوية كاترينا التي استطاعت تطبيق دعوة يسوع لها "إن روح الرب نازل علي، لأنه مسحني لأبشر الفقراء، وأرسلني لأعلن للمأسورين تخلية سبيلهم وللعميان عودة البصر... وأفرج عن المظلومين...(لوقا4،18)، وتخلت كاترينا عن كل شيء في حياتها الدنيوية، ودخلت في الحياة التأملية لراهبات الكلاريس في إيطاليا، وبعد أعوام من خبرتها، سمعت صوت الرب الذي أرادها ان تهتم بارتداد الشعب وراء البحار "في خدمة المظلومين والفقراء".

غادرت إيطاليا إلى مصر لتبحث عن الفقراء والمشردين، وتحقق حلمها، فوصلت إلى القاهرة مع خمس أخوات عام 1859 وأقمن في حي كلود بك الذي كان من أفقر أحياء القاهرة، وافتتحن مدرسة داخلية وأخرى خارجية لتربية وتعليم الفتيات دون تفرقة في الجنسية أو المذهب أو المستوى الاجتماعي، وفي طليعتهن الفقيرات والمعوزات.

وفي سنة 1864 تم انتخاب الأم كاترينا رئيسة عامة للإرسالية، فبدأت تتخطى حي كلود بك وأسست أديرة في المنصورة ودمياط والإسماعيلية وكفر الزيات والإسكندرية، ثم انتشرت الإرسالية خارج مصر فوصلت إلى جزيرة مالطا وبلدان الشرق الأوسط عام 1885 (فلسطين، سوريا، لبنان، الأردن، العراق).

وانصب اهتمام الراهبات، إلى جانب التدريس، بالزنجيات الصغيرات اللواتي كن يبعن في سوق النخاسة، فكن يفتدينهن ثم يقمن على تربيتهن مع الاهتمام بمستقبلهن بعد مغادرتهن المدرسة الداخلية. كما اهتمت الراهبات باللقطاء الذين كانوا يلقون في الحدائق العامة والشوارع. وقد وصل عدد الذين أنقذتهم الأم كاترينا طوال حياتها 1574 لقيطا، وفدت 748 زنجية.

وفي 1868 انفصلت الرهبنة عن رهبنة الكلاريس وأصبح أسمها "مرسلات مصر الفرنسيسكانيات"، وحين اتخذت الرهبنة منعطفاً عالمياً تغير الاسم إلى "الراهبات الفرنسيسكانيات لقلب مريم الطاهر".

واليوم، وبعد 125 سنة على إنشاء الرهبنة، تعيش ما يقارب 1200 راهبة في 125 ديرا منتشرا في مصر والمغرب وإيطاليا ومالطا وفرنسا وفلسطين والأردن وسوريا ولبنان والبرازيل والولايات المتحدة الأمريكية والصين، حيث تهتم الراهبات بإدارة المدارس والملاجئ والمستشفيات والعيادات الطبية ومجمعات البرص.

وفي عام 1972 أعلنت الأم مكرّمة. وفي الرابع عشر من نيسان 1985، أعلنها البابا يوحنا بولس الثاني طوباوية، ولقبها "مرسلة في المحبس وتأملية في الأرساليات".

وفي ختام القداس شكرت الأخت روزانا نافا، الرئيسة الإقليمية للرهبنة، جميع الذين شاركوا في الاحتفال، وخاصة الإخوة الفرنسيسكان وحراسة الأراضي المقدسة من دعم لهن في هذه البلاد.

تقرير: الهام مرشي
تصوير: نديم عصفور