قانا الجليل: ليس عندهم خمر...افعلوا ما يقوله لكم | Custodia Terrae Sanctae

قانا الجليل: ليس عندهم خمر...افعلوا ما يقوله لكم

بعد ثلاثة أيام من اعتماد الرب يسوع في نهر الأردن على يد يوحنا المعمدان، باشر حياته العلنية بالمشاركة مع تلاميذه ومريم أمه في عرس قانا الجليل، وأجرى فيها آية تحويل الماء إلى خمر. (يو 2:1-1- 11). وقانا، أو كفر كنا اليوم، كانت قريةٌ صغيرة وادعة تقعُ في منطقة الجليل على بعد عشرة كيلومترات شماليَّ الناصرة).
وأراد يسوع بهذه الآية، أن يبشر بعلامة العهد المسيحاني الذي يصنع كل شيء جديداً بالكلمة ونعمة الفداء. وأن كل قديم يمضي مع المسيح. ويطل يسوع كأدم الجديد، ومريم كحواء الجديدة، لتبدأ ولادة جديدة لخلق جديد.
ويحتشد في كل سنة، في الأحد التالي لعماد الرب في نهر الأردن، العديد من المؤمنين من كفر كنا والرعايا المجاورة، للاحتفال بعيد الرعية، أحد عرس قانا. وترأس القداس الإلهي بهذه المناسبة حارس الأراضي المقدسة، الأب بيير باتيستا بيتساباللا، وشاركه كاهن الرعية، الأب فرنسوا ماري شامية، والأب ريكاردو بسطس، حارس بازيليك البشارة وعدد من الكهنة والراهبات.
وأثناء القداس الإلهي، جدد العديد من الأزواج الشابة والمتقدمة في السن، مواعيد الزواج المقدس، وهي رتبة تقام في هذه المناسبة من كل عام. كما يفد العديد من الحجاج من أنحاء العالم لينالوا بركة ونعمة هذا المكان المقدس في حياتهم الزوجية. " الإخلاص والمحبة هو ما أتمناه لعائلات هذه البلدة " قال الأب بيتساباللا في ختام القداس. ثم قدم مجلس الرعية هدية رمزية لحارس الأرض المقدسة، وهي عبارة عن صورة لحجر الأساس الذي تم وضعه قبل سنة، لبناء المركز الرعوي.
ويعود تاريخ كنيسة قانا إلى عام 1880 وهي تابعة لإدارة حراسة الأرض المقدسة. ونالت الاعتراف الرسمي من الكرسي الرسولي في القرن السابع، لتندرج في جدول الأماكن المقدسة.
وقانا اسم عبري معناه "مكان القصب"، وفيها صنع المسيح أعجوبته الأولى فيها وهي تحويل الماء إلى خمر، وكما تمت فيها أعجوبة ثانية وهي "شفاء ابن خادم الملك" (يو 4: 46-54). وهي مسقط رأس نثنائيل (يو 21: 2)، أحد تلاميذ المسيح.
صلاة خاصة
أيها المسيح، العروس السماوي، الذي أبهجتَ العروس الأرضي بالماء المحول خمراً، أروِنا من ينابيع إنجيلك كلمة الحياة، ومن نِعم أسرارك المحيية. حوّل الشر خيراً، والحزن رجاء، والمرارة حلاوة، والخصومة اتفاقاً وسلاماً، بخمرة دمك السرّي المنبثقة على الصليب. أروِ بخمرة حبك العائلات المسيحية والتي تعاهدت على الحياة الزوجية المخلصة، فيسيروا على هدى الإنجيل، ويوطدوا حياتهم على الإيمان بك والاتكال عليك. يا مريم، المرأة الساهرة في قانا على حاجات العروسين، كوني لنا عند ابنك، فادي الإنسان، الشفيعة والمحامية، لكي يسلك الأزواج والعائلات حسب ما تأمر به كلمته، فيدركوا السعادة الحقة ويشهدوا لجمال الحب والتفاني المتبادل، له المجد والشكر مع الآب والروح القدوس إلى الأبد، آمين.

تقرير: الهام مرشي
تصوير: نديم عصفور