عند أقدام أسوار المدينة، الإنفتاح على العالم في "مدرسة ترسنطا القدس الثانويّة" | Custodia Terrae Sanctae

عند أقدام أسوار المدينة، الإنفتاح على العالم في "مدرسة ترسنطا القدس الثانويّة"


في جدران الممرّ نوافذ كبيرة يظهرُمن خلالها ما في داخل غرف الصف التي بدورها لها نوافذ تطلّ على الخارج. يبدو "تيّار النور" هذا متناقضاً مع الموقع الخفي لهذه المؤسسة التي تقع خلف الجدارالألفي لمدينة القدس القديمة. تقع مدرسة ترسنطا القدس داخل البلدة القديمة، ويمكن الوصول إليها من خلال باب العامود وأيضاً من خلال الباب الجديد. لكن يجب أوّلاً العبور من خلال ساحة دير المخلص التابع لحراسة الأراضي المقدّسة.

تقع المدرسة في أحد نواحي مدينة القدس التي يرغب في أن يقطنها الكثيرون. فهي قريبة من المركز التجاري للبلدة القديمة عند باب العامود. تقدّم هذه المدرسة الفرنسيسكانية خدمتها لسكّان البلدة القديمة وهي تستقبل اليوم 371 طالباً، في غالبيتهم من داخل البلدة القديمة، ويقصدها آخرون من ضواحي مدينة القدس.

يرى مدير المدرسةالمقدسي، الأب رمزي صيداوي، أن تاريخ هذه المدرسة معقّد. وبصوت هاديء أوضح لنا قائلاً: "عرفت المدرسة سلسلة الحروب التي مرّت بها المدينة. وقد اضطرت إلى تغيير مكانها من كليّة ترسنطا في القدس الغربية، التي تقع اليوم بجانب المجمع اليهودي الكبير، إلى باب الخليل. ومع تجديد المباني في عام 1958، انتقلت المدرسة إلى مباني الدير. تستقبل المدرسة اليوم طلاباً تتراوح اعمارهم ما بين خمسة أعوام وثمانية عشر عاماً".

تم إنشاء مدارس ترسنطا في كل مكان من الأرض المقدسة، سواء في فلسطين أو في اسرائيل، لأجل المسيحيين. لكنها انفتحت مع مرّ الزمان على الديانات الأخرى. "يأتي الكثير من المسلمين هنا، لأن المدارس المسيحية تشتهر بالتربية التي تمنحها."

أمام التغيّرات المستمرة التي تتعرض لها المدينة، تعلّمت العائلات وتعلّم المربّون كيفيةإدارة هذه الأوضاع في الحياة اليوميّة، بينما تسير المدرسة إلى الأمام بحذر رغم الصعوبات التي تمس مستقبل الطلبة. "أهدافنا؟ هي تطوير البرنامج الأكاديمي ضمن أفضل الظروف الماديّة. عندما يتغيّر المحتوى، فإن أسلوب نقله يجب أن يتغيّر أيضاً، أن يصبح تفاعليّاً أكثر، أن ينفتح على العالم. نحن نقوم اليوم بإجراء بعض التجديدات في بعض أقسام المؤسسة، كي نخلق المزيد من صفوف التدريس وتقديم المزيد من الراحة سواء للطلاب أو للمعلّمين أو للإدارة. وإننا نحرز في ذلك تقدّماً جيّداً."

تتحول المدرسة بعد ساعات الدوام الصارمة إلى مركز اجتماعي يلعب فيه الأطفال وتقصده العائلات للقاء فيما بينها وتغيير بعض الجو. وقد أوضح لنا الأب رمزي قائلاً: "بعد الفترات الصعبة، يبحث الناس عن مكان يرتاحون ويلعبون ويتبادلون فيه أطراف الحديث."

الأجواء في الملاعب منتعشة. في أحدها هنالكلعبةللكرة الطائرة. وللعبور إلى الملعب الثاني يجب اجتياز ثلاثة حرّاس صغار يسهرون على ألا يدعوا الكبار يجتازونه. تم اعطاء الضوء الأخضر، مُنح تصريح المرور، وتم الترحيب بالأب مروان وضيفه. عادت من جديد وبسرعة على وجوه الحراس النظرة الصارمة التي تنبّه من يتجرأ على الإقتراب من الباب.

تتبع المدرسة نظام التوجيهي، "وتعلّم المدرسة أيضاً اللغة العبريّة، وهي اليوم لغة لا يمكن الإستغناء عنها في الحياة اليومية". عدد الأشخاص الذين يتعلّمون العبرية في ازدياد مطّرد، فهي لغة يستخدمها فلسطينيو القدس للتعامل مع المكاتب الحكوميّة وفي عملهم أيضاً. وهكذا فإن هذه المدرسة التي تقع في قلب الغنى الثقافي للمدينة، والأوجاع السياسية التي خلّفها التاريخ، تحضّر طلابها للمستقبل مكيّفة نفسها مع حاجات الزمن الحاضر.

إعداد وتصوير: نزار هلّون

• الإسم: ترسنطا الثانويّة - القدس
• إسم المدير: الأب رمزي صيداوي
• المدينة: القدس
• الموقع الإلكتروني: tscjerusalem.org
• عدد الطلاب: 371
• الموظّفون: 42