لقد رأينا نجمه في المشرق، فجئنا لنسجد له | Custodia Terrae Sanctae

لقد رأينا نجمه في المشرق، فجئنا لنسجد له

5 و 6 يناير 2013
شهدت مدينة المهد يومي السبت والأحد احتفالات بهيجة، بمناسبة عيد الظهور الإلهي (الغطاس). وقد بدأت الاحتفالات صباح السبت، باستقبال رسمي لحارس الأراضي المقدسة في ساحة المهد. بعد أن انطلق الموكب المؤلف من رتل السيارات من القدس، حتى يصل دير مار الياس. وكان بانتظاره الوفد الرسمي لرعية بيت جالا ممثلة بكاهن الرعية ورئيس البلدية وجمهور من المؤمنين. وبعد الاستقبال، واصل الموكب في مساره عبورا من منطقة الجدار الفاصل إلى أن حط الرحال في ساحة المهد، وكان في استقباله حشد من الرهبان الفرنسيسكان، سرية كشاف تراسانطا، والمسؤولون المدنيون، وعلى جانب باب كنيسة المهد كاهن من الكنيسة الأرثوذكسية وآخر من الكنيسة الأرمنية. دخل الحارس إلى الكنيسة عبر الباب المتواضع، وبدأ الرتب الدينية لهذه المناسبة، وهي رتبة الدخول الرسمية، وتليها صلاة الغروب الأولى والتطواف الرسمي إلى المغارة.
وقد جرت العادة في مثل هذه الليلة المقدسة الاحتفال بالقداس الإلهي في منتصف الليل ويترأسه حارس الأراضي المقدسة، وتستمر القداديس والصلوات حتى ساعات الفجر.
أما يوم الأحد، فقد ترأس الأب بيير باتيستا بيتسابللا، القداس الاحتفالي وشاركه كل من الأب أرتيميو فيتورس، نائب الحراسة العام والأب اسطفان ميلوفيتش، حارس كنيسة المهد وعدد من الرهبان الفرنسيسكان والكهنة، والراهبات والمؤمنين، كما حضرت القداس رئيسة بلدية بيت لحم السيدة فيرا بابون وعدد من قناصل الدول الأوروبية. وخدمت القداس جوقات المانيفكات في بيت لحم والناصرة، وجوقة أخرى من خارج البلاد، على أنغام الآلات الموسيقية المختلفة.

وركّز الأب مروان دعدس، كاهن الرعية في عظته، على شخصية الملك هيرودس الذي كان مواليا للإمبراطورية الرومانية ولليهود لكي يحافظ على عرشه الظالم والمهزوز، بعد أن ارتكب مجزرة قتل الأطفال الأبرياء. وحاول أن يغرر بالمجوس علماء الفلك، الذين أتوا من المشرق ليتعرفوا على حقيقة ميلاد ملك الملوك، وليسجدوا له. أنهى الأب دعدس كلمته بحث جماعة المؤمنين الى البحث عن الحقيقة في كلمة الله، لأن الحقيقة تحررنا.
وفي هذه الأثناء كانت تجري في ساحة المهد الخارجية الاستعدادات للدخول الرسمي لرؤساء الكنائس الأرثوذكسية، التي تحتفل بعشية عيد الميلاد حسب التقويم الشرقي، وبعد الساعة الواحدة ظهرا وصل موكب غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث، البطريرك الأورشليمي للروم الاورثوذكس.
وإذ تحتفل كافة الكنائس في مثل هذا اليوم بعدة مناسبات، فإن هذا يمنح مدينة المهد طابع الفرح والابتهاج، ورونق الأعياد والسرور لجميع أبناء المدينة وزائريها، فمن ناحية تحتفل الكنائس الكاثوليكية باختتام مناسبة الميلاد وعيد الغطاس، ومن ناحية ثانية احتفال الكنيسة الأرثوذكسية بالميلاد المجيد.
حارس الأراضي المقدسة الأب بيتساباللا، ترأس بعد الظهر صلاة الغروب بمشاركة الرهبان الفرنسيسكان، واختتمها بالتطواف إلى مغارة المهد، وهناك قام الرهبان الفرنسيسكان بما قام به المجوس، بتقديم الهدايا من ذهب ولبان ومر، إلى طفل المغارة، على وقع الصلوات والتراتيل والبخور المتصاعد نحو العلا، ومباركة المذود ومذبح مغارة المجوس والنجمة الفضية التي تشير إلى مكان ميلاد ملك الكون. وحمل الأب بيتساباللا تمثال الطفل يسوع وصعد فيه إلى كنيسة القديسة كاترينا حيث أعطيت البركة الختامية للمؤمنين الذين تقدموا لتقبيل هذا الطفل أمير السلام. وهذا رمز إلى الذي جاء إلى العالم في هذه البقعة المقدسة ليمنح السلام الحقيقي لكل شعوب الأرض.
ويصادف هذا اليوم احتفال الكنيسة الكاثوليكية بعيد ظهور الرب، وبتذكار زيارة مجوس المشرق إلى الطفل يسوع مع أمـه مريم، وكيف ظهر أن يسوع هو المسيح المنتظر(متى1:2-12). وهو بمثابة تجلّي المسيح للوثنيّين الّذين تبعوا نوره وجاؤوا من أقاصي الأرض ليعبدوه.
بينما تحتفل الكنائس الشرقية الكاثوليكية بمعموديّة المسيح في نهر الأردن، والتجلّي الثالوثيّ الّذي حصل: معموديّة الابن وصوت الآب وظهور الرّوح بشكل حمامة، كما جاء في الأناجيل (متى 13:3-17، مرقس9:1-11، لوقا21:3-22، ويوحنا24:1-37).

تقرير: الهام مرشي
تصوير: نديم عصفور