"كيف تعرفني؟":دعوة القديس برتلماوس | Custodia Terrae Sanctae

"كيف تعرفني؟":دعوة القديس برتلماوس

قانا, 24/08/2011


بالنظر حاليا الى مدينة قانا في الجليل ، والمعروفة بحسب التقليد بكفار قانا ، تبعد قليلا الى الشمال من الناصرة ، بنبعها والذي لبضع سنوات مضت كانت النساء تذهب اليه لجلب الماء ، وانه ليس من الصعب ان تتخيل ماذا كانت عليه زمن يسوع . انها صغيرة وهادئة ، ببيوتها البيضاء والتي تطل على الشارع الرئيسي ، جنبا الى جنب وتقع هناك ، تماما قبل كنيسة الروم ألأرثودكس ومزار مريم اللاتيني للوساطة ، مع قبته الحمراء وبرجي ألأجراس ،والتي بناها الفرنسيسكان سنة 1881 على انقاض بناء مقدس قديم ،يأتي الحجاج الى هنا لأحياء ذكرى معجزة المسيح ألأولى والتي وردت في ألأنجيل وفقا للقديس يوحنا ، تحويل الماء الى خمر في عرس ( يوحنا 2 : 1-12 ). وما زال كثير من ألأزواج يأتون اليوم الى هنا لمباركة حبهم وتعهد مشروعهم بتأسيس عائلة لله ، آملين الحصول على بركة خاصة في اجمل يوم من حياتهم .

وفي قانا يحتفل بحدث آخر في ألأيام ألأولى من وزارة يسوع ، دعوة القديس بارثولوميو ( نتنائيل ) والذي ذكر ايضا في أنجيل القديس يوحنا ( يوحنا 1 :43-51 ). من مواليد قانا
( يوحنا 21،2)، ونتنائيل ( بالعبرية الله قد اعطى ، هبة الله ) المذكورة في القوائم القديمة من الرسل ألأثني عشر مع شفيعه ، برتلماوس ( وفي ألأرامية بار تلماي وتعني نجل تلماي )،
وعلى وجه العموم وضع بجانب صديقه فيليب ( متى 10،3 ؛ مرقص 3،18 ؛ لوقا 6،14).
في قانا في نفس الشارع في المركز ، على بعد حوالي 50 مترا من الضريح اللاتيني ،هناك كنيسة الفرنسيسكان الصغيرة المكرسة لبرتلماوس الرسول . في الجزء ألأسفل من المذبح نقش بارز لأحياء دعوة نتنائيل ، بينما على الحائط وراء المذبح هناك لوحة كبيرة تظهر استشهاده
والتي حسب التقاليد تمت بالسلخ. في يوم عيد القديس برتلماوس ، 24 اغسطس ، فان طائفة العرب المسيحيين في قانا ، بألأشتراك مع الحجاج المارين من هناك ، يجتمعون في الكنيسة الصغيرة لتكريس الرسول بقداس الهي مقدس ، يحتفل به كاهن الرعية الفرنسيسكاني للمدينة ، ألأب بييرفرانشسكوماريا ، ويحيونه بالتراتيل الدينية باللغة العربية .ويخدم القداس ألألهي من قبل احد المشاركين في اليوم العالمي الحديث للشباب في مدريد . ويجري ألأحتفال في جو من الصفاء وحسن الضيافة العظيمة ، والتي تستمر في لحظات عيد بسيطة تلي ألأحتفال .

تصبح قصة نتنائيل رمزا للعلاقة الخاصة جدا والتي اقامها يسوع مع كل انسان ، بألفة من القلب والتي يمكن ان تستفز " قفزة ألأيمان " والتي يمكن ان تحدث تغييرا جذريا في الحياة . لاحظ ألأب بييرفرانشيسكوماريا من قانا ، ان دعوة نتنائيل تتبع ديناميكية اصلية بالمقارنة مع غيرها من دعوات الرسل ألآخرين المذكورين في بداية ألأنجيل وفقا للقديس يوحنا . فيليب من بيت صيدا هو الوحيد الذي دعاه يسوع مباشرة ليتبعه ( يوحنا 1،43)، بينما التلميذين ألأخرين انضموا الى يسوع حسب اقتراح يوحنا المعمداني ، والذي وصف يسوع بالنسبة لهم مثل "حمل الله "(يوحنا 1،36).وكان واحد منهم اندراوس ،والذي دعا على الفور شقيقه سمعان بطرس وكان الآخر يوحنا ألأنجيلي ،والذي كان دائما يتذكر وقت دعوته ،الساعة الرابعة بعد الظهر ( أو الساعة الرومانية العاشرة ) كلحظة مليئة وكاملة .

دعا فيليب فورا صديقه نتنائيل ليتبع يسوع ولكن رد فعله ألأولي كان ألأحتقار والتحيز لذلك الرجل الذي من الناصرة ، أمن الناصرة يكون شيء صالح ( يوحنا 1 ، 46 )ولكن يسوع فاجأ نتنائيل عندما تقابلا ، ردا على عدم ثقة ألأخير بنفسه ، وبنقاء عينيه التي تفهم اصالة عمق الناس ,، ويجلب لهم الخروج عن عدم الكشف عن اسمهم ويجعل لهم حضور في جوهر الحوار .يظهر لهم يسوع انه يعرف قلب نتنائيل ، وميل روحه ألأساسي ، وحبه للكتاب المقدس ، والذي قد يتأمله تحت شجرة التين ورمز الشعب اليهودي وتعطشه للحقيقة . وكصديق حقيقي فأن يسوع " يجعل العدالة " لهذا الرجل المتحضر شديد الحماسة ، ملاحظا صفاته ألأخلاقية الحساسة ، فيساعده ان يكون هو نفسه وأكثر ، وحتى اكثر تحررا ، جاعلا الخطوة ألأساسية من ألأيمان في الكتاب المقدس للأيمان بالشخص ، يسوع ، " الله الذي يحفظ " . في شفافية مهنته من ألأيمان ( يوحنا 1،49 ) يخترق نتنائيل سر طبيعة يسوع اليهودي \المسيحي ببصيرة ثاقبة وبوقت طويل قبل مهنة ايمان بطرس في قيصرية .

في حياته اليومية البسيطة كان نتنائيل ينتظر بنشاط " حوار الحياة هذا " هذا اللقاء الذي قد يكشف عن جوهر ألأنسانية . البحث عن الحقيقة قد يصبح نقاش بين الناس وحوار ينجز افضل امكانية توليد . بعد الحوار مع يسوع ، تغير نتنائيل الى ألأبد ، مع ذلك ألأتحاد الوجودي وفي اصل ثقة جديدة ورغبة جديدة يتقاسم المثل العليا مع الرب ، تأكيدا لروح وتعزيز الشخصية ، وألأنفتاح على تأمل ألأبدية والذي يصبح اوثق في بساطة وفقر الوجود .

بقلم كاترينا فوبا بيدريتي
والصور : ماركو جافاسو