جبل طابور وعيد التجلي على جبل طابور | Custodia Terrae Sanctae

جبل طابور وعيد التجلي على جبل طابور

"مضى يسوع ببطرس ويعقوب وأخيه يوحنا، فإنفرد بهم على جبل عال وتجلى بمرأى من أمامهم"
لم ينسب الإنجيليون أسم الجبل نسبة الى ما حدث ، وإنما هو تقليدٌ قديم، عينهُ أوريجين (في القرن الثالث، يرتفع جبل طابور ستمئة متر فوق سطح البحر منعزلا عما يحيطه في وسط وادي مرج إبن عامر، في الموقع الذي تجلى فيه يسوع على مرأى من تلاميذه الثلاثه.
ومن هنا خاطب بطرس يسوع بحماس، وقال: "يا رب حسنٌ أن نكون هنا.فإن شئت نصبت ههنا ثلاث خيم: واحدة لك وواحدة لموسى وواحدة لإيليا"، وبعد ذلك بنى المسيحيون ثلاثة كنائس، دُمرت وأعيد بنائها عدة مرات على مرِ العصور، تم إدراج هذه الكنائس مع كنيسة التجلي التي بناها الفرنسيسكان عام الف وتسعمئة وأربعة وعشرين بتصميم المهندس المعماري أنطونيو برلوتزي، ويقوم بُرجاها فوق كنيستي موسى وايليا.

لا يستطيع الحجاج الاستغناء عن هذا المزار حين يزورون منطقة الجليل، فمعظمهم من المسيحيين المحليين الذين زروا جبل طابور في السادس من شهر أب، فهو عيد ليتورجي يحتفل فيه بالتجلي. ملأوا كنيسة الفرنسيسكان، حتى المغارة الموجودة اسفل الهيكل، وترأس القداس الاحتفالي، المنعقد باللغتين اللاتينية و العربية، حارس الاراضي المقدسة الاب بيير باتيستا بيتسابالا.
يدل جبل طابور على علامة النور: أعاد يسوع لنا كرامة أبناء الله منذ الخلق حين خلق الإنسان، حيث خلقهُ في النور. جبل طابور هو تحسبا لما سيكون كل واحد منا، بل ما نحن عليه بالفعل يتجسد من خلال مشاركتنا في قيامة يسوع. حتى طابور هو رسالة النور، والامل والحياة والفرح. فمن الجميل رؤية الناس القادمين رغما عن مشاكلهم ليقفوا ويرتلوا أمام الرب بفرح عظيم.
لكي نستطيع رؤية الله، كما رؤه التلاميذ الثلاثة، علينا الاستعداد لتسلق الجبل، مما يعني تقبل الجهد والعرق الذي نطلبه في حياتنا اليومية"، قال ذلك رئيس دير جبل طابور الاب ماريو حدشيتي. مع الاباء الفرنسيسكان الذين يديرون هذا المزار المقدس و بجانبه يوجد بيت ضيافة للحجاج.
جئت من فرنسا، وأنا سعيدة لكوني في مكان تجلي الرب، كان قداسا رائعا، حيث ارتفعت صلواتنا مع المسيحيين المحليين".
جاء أغلبية المسيحيين المحليين من بلدات وقرى مجاورة للجليل، ولم يكن هناك نقص من مسيحيي الاراضي الفلسطينية، فلقد حضروا! فهو جاء من بيت جالا قرب بيت لحم، وهي الزيارة الاولى التي يتواجد فيها في جبل طابور.

" حصلتُ على تصريح خاص لنزور منطقة الشمال"
يشدد الحجاج على شعورهم بالفرح الروحي، الممزوج بالارتياح نتيجة للتقارب بين الجليل وبيت لحم، وغالبا ما يُحرَم الفلسطينين من العبور.
تبع الاحتفال موكب سار الى اسفل الجبل، الى كنيسة صغيرة، أوصىاهم يسوع" لا تخبروا أحدا بهذه الرؤيا"، وبارك الحارس الناس، وأعطيوا أغصان من شجر جبل طابور، وطبعوا في ذاكرتهم أحداث هذا المكان.
التواجد في هذا المكان يوم السادس من اب، بمثابة الحصول على عيش نعمة الدعوة ، كما حصل عليها بطرس ويعقوب وأخيه يوحنا، في هذا المكان المميز للصلاة والتأمل.
مقابلة
الاب بيير باتيستا بيتسابالا
حارس الاراضي المقدسة
عندما تأتي الى جبل طابور للتوقف والتأمل كما فعل التلاميذ، لرؤية جمال هذه الارض...وقراءة هذه الصفحة الجميلة من الانجيل، فهي تعكس جمال المسيرة الي بدأناها "