" حُرّاسي لن يكونوا أبداً صامتين ، لا في الليل ولا في النهار": اليوم الرابع من المؤتمر الدولي لمُرسلي الأرض المقدسة | Custodia Terrae Sanctae

" حُرّاسي لن يكونوا أبداً صامتين ، لا في الليل ولا في النهار": اليوم الرابع من المؤتمر الدولي لمُرسلي الأرض المقدسة

القدس، دير المخلص، 2 فبراير 2012

إبتدأ اليوم الرابع من المؤتمر الدولي الثالث لمُرسلي الأرض المقدسة، الموافق في الثاني من فبراير الحالي، أعماله بعمل المجموعات اللغوية التي أكملت عملها في إعداد الوثيقة حول النواحي العملية والرعوية لرحلات الحج.

وفيما بعد استمر العمل في الصباح بتقديم موضوع هام جديد خلال الاجتماع العام والذي يُعتبر أيضاً جانباً محورياً لتأمل المُرسلين في هذه المناسبة الخاصة وهو : الإتصالات في حراسة الأرض المقدسة.
وإنه موضوع رئيسي، وتنبع أهميته من الحاجة للتجاوب مع تطلعات وإحتياجات التواصل والإتصالات في يومنا هذا، الأمر الذي يتطلب التوجه نحو البحث عن أدوات ومحتويات، وتجربتها بطرق أصلية لجعل الارض المقدسة معروفة، ولكي يتم تقديرها ومحبتها، وليس فقط الاقتصار على استراتيجيات وقنوات الإتصالات التقليدية.

اول مداخلة لهذا اليوم كانت للدكتور Giuseppe Caffulli، مدير Edizioni Terra Santa (ETS)، وهي شركة النشر التابعة للحراسة في ميلانو، حيث وضّح الدكتور Caffulli المبادارت التي تمت بلورتها خلال السنوات الاخيرة والوضع الحالي لـ ETS. وذكر بشكلٍ خاص استئناف إصدار المجلة الدورية Eco di Terrasanta المرتبطة بشكلٍ خاص بنشاطات الإرساليات، والتي تلعب دوراً هاماً في جعل العامة قريبين من الارض المقدسة، وأيضاً في مجال حملات جمع الدعم المالي لمجموعة الجمعة العظيمة ولمشاريع ATS - Associazione pro Terra Sancta، إضافةً إلى تطوير مجلة الارض المقدسة Terrasanta التي احتفلت في العام 2011 بعيدها التسعين مع عقد مؤتمر في روما ، وهي مجلة الحراسة التاريخية تتضمن ملفات تتحدث عن مواضيع متعددة من الكتاب المقدس وعن أمور حالية، وهي اليوم متوفرة للقراء المشاركين بها عبر موقع شبكة الإنترنت. ومن ثم تحدث الدكتور Caffulli عن تأسيس المجلة الالكترونية Terrasanta.net على شبكة الإنترنت في العام 2006، التي تستهدف جمهور ضخم من مستخدمي الإنترنت، وتتضمن المواضيع الثقافية والسياسية ،وتتوفر الآن باللغات الإيطالية والإنجليزية والبرتغالية. وأخيراً، قدّم في الاجتماع المشاريع الأخرى للناشرين: نقل العمل التحريري للمطبوعات المؤسساتية لمعهد الكتاب المقدس الفرنسيسكاني إلى ميلانو ، ومجموعة Golubovich Bio-bibliographical ومطبوعات الموسكي في القاهرة؛ و إفتتاح قنوات تجارية في إيطاليا والخارج؛ وتوسيع نطاق عروض النشر من خلال منشورات جديدة عن الارض المقدسة وعن المسيحية في الشرق الاوسط والآثار البيبلية واليهودية والإسلام والحوار بين الاديان والروحانية وإصدارات اخرى؛ وإنتاج مجلة
The Holy Land Review باللغة الإنجليزية ؛ وموقع الإنترنت www.edizioniterrasanta.it الذي يتيح الفرصة لشراء الكتب والمجلات عبر موقع الإنترنت ؛ وإفتتاح متجر لكتب الأرض المقدسة في ميلانو والنشاطات الثقافية في مركز الارض المقدسة؛ وتنظيم معارض وخدمات ثقافية؛ ومكتب الصحافة الذي يهتم وينقل أخبار عن أنشطة الـ ETS ، ويزود الصحافيين والمعنيين بالأخبار والمعلومات والصور عن الأرض المقدسة وعن الاماكن المقدسة، ويدعم المبادرات التي لها علاقة بالحراسة، بما يشمل حملات مجموعة الجمعة العظيمة؛ والمشاريع الجديدة للعام 2012، بما فيه بيع الكتب ألكترونياً ومتجر الكتب الالكتروني (www.libreriaterrasanta.it). . كما أعلن الدكتور Caffulli عن وجود كتاب عن وقائع المؤتمر المعقود في شهر أكتوبر للاحتفال بالذكرى التسعين لمجلة الارض المقدسة Terrasanta لجميع المُرسلين، وأنه بإمكانهم شراء كافة المواد من كاتالوج ETS بنصف السعر لمساعدتهم في مهمتهم في نشر كل شيء يتعلق بالأرض المقدسة والحراسة.
.
وقد تبع ذلك عرض مجلة Terrasanta باللغة البرتغالية من قل الأب Jorge Hartmann ، مُرسل الأرض المقدسة في البرازيل. وهذه المجلة هي مشروع جديد جاري العمل عليه، ويجب استكماله مع حلول عيد الفصح 2012، حيث من المقرر إصدار العدد الاول من المجلة. وهناك الكثير من التطلعات المرتبطة بشكلٍ أساسي بالجمهور البرازيلي الضخم الذي أصبح يُظهر في السنوات الأخيرة اهتمام متزايد في الارض المقدسة، وفي الوقت نفسه هناك إمكانية لتوزيع المجلة في البرتغال والدول المتحدثة بالبرتغالية في إفريقيا. وتعتبر فكرة اشهار المجلة وتاريخها على مدى 90 عاماً، من خلال فيلم فيديو يُذكّر بالتراث الهائل والحقائق التي ترويها وتحفظها صفحات المجلة، أمراً شيّقاً بالفعل. وقد تم عرض فيلم الفيديو المُعَد من قبل المركز الإعلامي الفرنسيسكاني في نهاية عرض الأب Hartmann.

كما كان قد تحدث أيضاً الاب Emilio Bárcena، محرر مجلة Tierra Santa باللغة الإسبانية، حيث قدّم المجلة بأسلوب يسلط الضوء على التغيرات في النواحي التحريرية والمحتويات على مدى عقود منذ تأسيسها في العام 1921، واضعاً إياها في سياق التغيرات للطبيعة الاجتماعية والثقافية الاوسع.

وقد كان المتحدث الأخير خلال فترة الصباح، السيدة Marie-Armelle Beaulieuوهي مديرة تحرير مجلة La Terre Sainte باللغة الفرنسية، والتي قدمت صور دقيقة وبصدق وحيوية عن وضع المجلة، إضافةً إلى الخصوصيات المتعلقة بالجانب التحريري والمحتويات، والتغيرات والتقدم في العمل الذي تم إحرازه في السنوات الاخيرة، والعلاقات الوثيقة مع إرسالية الارض المقدسة في فرنسا، والاهداف المنوي تحقيقها في المستقبل القريب، بما فيه تنمية التنسيق والشراكة مع الإرساليات المتحدثة باللغة الفرنسية وإنتاج مواد خاصة لأجهزة الـ iPads وأقراص الديجيتال.

وفي فترة بعد الظهر، وبعد تناول العشاء في دير المخلص ، اكمل المرسلون عملهم بالإستماع إلى حديث الأب Jerzy Kraj المدير الحالي لمركز الإستعلامات الفرنسيسكاني CIC ومسؤول مركز الإعلام الفرنسيسكاني FMC. وقد تحدث الأب Kraj مطولاً عن المؤسستين اللواتي يتولى مسؤوليتهما ، مبتدئاً بمركز الإستعلامات الفرنسيسكاني الذي تديره حراسة الارض المقدسة منذ العام 1973 ،والذي يقدم للحجاج والسياح والسكان المحليين الخدمات الإعلامية حول ساعات الدوام والخدمة في الكنائس، وأوقات الاحتفالات الليتورجية وكيفية الوصول إلى الكنائس والأديرة المختلفة؛ ويزود وسائل الإعلام والطلاب والمجتمعات الدينية بالمعلومات حول الفعاليات الدينية والعلمية والثقافية وايضاً حول الحياة المسيحية في الارض المقدسة؛ كما يقّدم منشآته للقاءات المسكونية وغيرها من المبادرات الدينية والثقافية ؛ وينظم المعارض والمحاضرات بمشاركة المسيحيين من كافة الطوائف المسيحية. كما يضم المركز أيضاً مكتب الحجاج الفرنسيسكاني FPO الذي يخدم مجموعات الحجاج والكهنة والمجتمعات الدينية من خلال المساعدة في ترتيب وحجز إحياء القداديس الإلهية في الكنائس والأديرة التابعة للفرنسيسكان، والساعات المقدسة في الجسمانية، والدخول الرسمي في كنيسة القبر المقدس، ومهمة الدعوات لحضور قداس منتصف الليل في عيد الميلاد في بيت لحم. وبالقرب من المركز توجد الزاوية الفرنسيسكانية- متجر الكتب الفرنسيسكاني الذي يضم مجموعة متنوعة من المطبوعات باللغات المختلفة والتي تصدرها مطبعة الفرنسيسكان، بالإضافة إلى مطبوعات الارض المقدسة وغيرها، وايضاً اقراص DVD ,وCD ، وكتب مصورة ومواد إعلامية بلغات متعددة ومجموعة متنوعة من المواد التذكارية. أما مركز الإعلام الفرنسيسكاني فهو مركز التلفزيون والإعلام الفرنسيسكاني، الذي تم افتتاحه في العام 2008 ومقره في كلية الارض المقدسة. والهدف منه هو " التعريف بالأرض المقدسة من خلال صور" والتحدث عن الفعاليات الحالية والفعاليات الدينية وغيرها والتي تتم في هذه الأماكن وجعلها معروفة لدى العالم أجمع. وينوي المركز في الدرجة الاولى إظهار صوت الكنيسة الأم في القدس والمسيحيين المحليين وجعلهم مرئيين ، ويُعطي اهتمام خاص للواقع الفرنسيسكاني والكنائس الفرنسيسكانية ولكن في الوقت نفسه، يعتبر منفتح على الفعاليات الثقافية والدينية للكنائس الارثوذكسية والبروتستانتية، وأيضاً على تلك في العالم اليهودي والإسلامي. ويعتمد المركز وسائل تكنولوجية متطورة ولديه فريق عمل متمرس وخبير، قادر على إنتاج برامج وتقارير ربورتاج جديدة وأفلام فيديو وبرامج وثائقية، وأيضاً على بث الاحتفالات مباشرةً من موقعها في الأرض المقدسة.


إستمرت فترة بعد الظهر بالحوار والمناقشة بين المرسلين وحارس الأرض المقدسة، الاب بيير باتيستا بيتسابالا، وأيضاً مع المجموعات اللغوية التي تعمل على مراجعة مسودة دليل عمل المُرسلين. وبعد مناقشة النتائج في الاجتماع العام، تم تقديم مسودة الوثيقة النهائية إلى لجنة محددة للمصادقة عليها.
وتم قبل العشاء إحياء الذبيحة الإلهية التي ترأسها القاصد الرسولي في الأرض المقدسة المونسنيور أنطونيو فرانكو في كنيسة المخلص. وصادف في هذا اليوم عيد تقدمة يسوع إلى الهيكل، وايضاً يوم الحياة المكرسة. ورحب المونسنيور فرانكو خلال وعظته بالمرسلين باسم الأب الأقدس والكنيسة، وشكرهم بإسم الأب الأقدس والكنيسة على رباط الخدمة الذي نجحت الرهبنة الفرنسيسكانية في الحفاظ عليه في الارض المقدسة على مدى قرون. لقد أضاف المؤتمر الدولي الثالث للمُرسلين صفحة جديدة إلى هذا التاريخ القيّم الذي يوحّد الفرنسيسكان بالأرض المقدسة. إن عمل رهبان القديس فرنسيس الأسيزي في هذه الأماكن حقاً رائع: إذ يظهر ذلك من خلال تقليد رحلات الحج والترحيب الذي يتحفوا به الحجاج، والخدمة الدينية والاجتماعية - الاقتصادية التي تؤديها الحراسة ضمن أعمالها العديدة جداً. كما يعتبر المُرسلين جزء من هذا المشروع الكبير، حيث يتولون مهمة تشجيع المؤمنين على زيارة الأرض المقدسة وعلى أن يصبحوا شهوداً حقيقيين للقاء مع المسيح في عائلاتهم وبلادهم. واختتم القاصد الرسولي حديثه قائلاً:" إن هذا الإلتزام الفرنسيسكاني الاستثنائي يعبّر جيداً عن معنى هذا اليوم المكرس للحياة المكرسة، والتي تأتي وليدة الإستجابة لنداء الرب ، وكاختيار شخصي وجذري للمسيح، وتستمر مدى الحياة وتتطلب مشاركة الفرد الكاملة حتى الصليب الذي يتحتم على كل مسيحي وكل إنسان مكرس أن يحمله ويشهد به على طريق المجد والقيامة.

وفي المساء، تم عرض فيلم الـDVD بعنوان " بين شعوب الرب: لقاءات فيما وراء الجدران" في قاعة مريم البريئة من الدنس، وبحضور مٍرسلي الارض المقدسة، ورهبان الحراسة والعديد من المتطوعين، وذلك بمشاركة الدكتور Meir Margalit مؤسس ICAHD.-اللجنة الإسرائيلية ضد هدم البيوت ورئيس مجلس القدس، والدكتورة Chiara Tamagno رئيسة جمعية
Ponte di Pace غير الربحية، التي أشرفت على العمل.

بقلم كاترينا فوبا بيدريتي
تصوير ميريام ميتزيرا