حراسة الأراضي المقدسة والقصادة الرسولية تقيمان حفل افطار لأعيان المدينة المقد | Custodia Terrae Sanctae

حراسة الأراضي المقدسة والقصادة الرسولية تقيمان حفل افطار لأعيان المدينة المقد

صلوات الفاتيكان تتعانق مع ابتهالات الأقصى في الأسبوع الأخير من شهر رمضان
في أجواء من التآخي واللحمة والمودة اجتمع الأساقفة ورجال الدين المسيحيون الكاثوليك وأبناء رعية اللاتين في القدس مع إخوانهم المسلمين وسماحة شيوخ الديار المقدسة في حفل الإفطار السنوي الثاني الذي قامت بتنظيمه القصـادة الرسولية وحراسة الأراضي المقدسة. واحتفاءً بمناسبة الشهر الفضيل أرسل قداسة البابا بنديكت السادس عشر موفده الخاص بهذه المناسبة المطران بيير لويجي شيلاتا -سكرتير المجمع البابوي للحوار بين الأديان في الفاتيكان - لحضور حفل الإفطار الذي جمع أبناء مدينة بيت المقدس مؤكدين أن العلاقة ما بين الفاتيكان والأمة الإسلامية أساسها الاحترام والثقة والتقدير العميق.

. أقيم حفل الإفطار يوم الثلاثاء الموافق 17/10/2006 في مركز نوتردام القدس حيث حضر د. رفيق الحسيني – رئيس ديوان الرئاسة الفلسطينية - ممثلاً عن فخامة الرئيس محمود عباس وفضيلة الشيخ محمد حسين مفتي الديار المقدسة وسماحة الشيخ تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين ورئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي و المهندس عدنان الحسيني مدير عام الأوقاف الإسلامية و سيادة المطران بيير لويجي شيلاتا وسيادة المطران أنطونيو فرانكو سفير الفاتيكان وسيادة الأب بييرباتستا بيتسابلاّ حارس الأراضي المقدسة وكاهن رعية اللاتين في القدس الأب إبراهيم فلتس ولفيف من الكهنة والرهبان كما وحضر د. إميل جرجوعي ود. برنارد سابيلا عضوا المجلس التشريعي الفلسطيني وقناصل الدول الأجنبية وممثلون عن المؤسسات الوطنية والدينية وعدد كبير من أبناء المدينة المقدسة من مسلمين ومسيحيين.

ابتدأ الحفل بالترحيب بالحضور من قبل عريفيّ الحفل نصار مصيص وطوني ميخائيل ومن ثم ألقى سيادة حارس الأراضي المقدسة بيير باتيستا بيتسابلا كلمته الترحيبية والتي أكد فيها على “إن العلاقة القائمة بين المسلمين والمسيحيين عمادها وأساسها هو التاريخ المشترك والذي تعزز ذكراه ووجوده في قاموس البشرية من خلال من سبقونا من أصحاب النفوس والضمائر الحسنة الذين بنوا هذه الأرض وعمّروها وزرعوا في نفوس أهلها بذور المحبة والأمل والرحمة”. وتبعها كلمة الرئيس محمود عباس ألقاها بالنيابة عنه د. رفيق الحسيني والتي أكد فيها على شكر الرئيس لقداسة البابا بنيديكتوس السادس عشر على انتدابه المطران شيلاتا لحضور هذا الاحتفال مؤكداً فخامته على أهمية هذه اللقاءت التي تعزز وتقوي الروابط ما بين أبناء الشعب الواحد مشيراً إلى قوة العلاقة الرسمية والشعبية ما بين الشعب الفلسطيني والفاتيكان والتي تعبر عن مدى التقدير والاحترام لبعضهما البعض.

ومن ثم ألقى سيادة المطران أنطون فرانكو سفير الفاتيكان كلمته التي أشار فيها إلى أن “شهر رمضان، بأجوائه الروحانيّة ودعوته إلى الصوم والصلاة، وإلى الجهاد الروحي، لهو خير مناسبة لنشر هذه الرسالة. فإنها تساهم في نشر التوعية بين الناس أن هدف الديانة، كلّ ديانة، إنما هو التآلف بين الناس أجمعين بصفتهم بشراً، والمساهمة في دعم العدالة والسلام، اللذين يشكلان معاً المصدر الحقيقي للسعادة والصفاء في الحياة”.

ومن ثم ألقى سماحة الشيخ محمد حسين مفتي الديار المقدسة كلمته التي أكد فيها مرةً أخرى على مدى الاحترام والتقدير للديانات السماوية مشيراً إلى قوة العلاقات المسيحية والإسلامية على مرّ العصور.

ومن ثم ألقى موفد قداسة البابا سيادة المطران بيير لويجي شيلاتا كلمته التي نقل فيها تحيات الحبر الأعظم إلى جميع مسلمي هذه الديار المقدسة مؤكداً على أننا جميعاً، بصفتنا مؤمنين بالإسلام والمسيحيّة، وكلانا يرتبط بإبراهيم الخليل، فإننا نشترك بعلاقة توأمة خاصة في جوهر إيمان كلٍّ منّا. إننا نجد لزاماً علينا أن نتحلى بفضيلة التواضع حتى نفهم إرادة الله، الذي هو إله الحياة، والذي يحبّ كل إنسان وكل شعبٍ من الشعوب دون تمييز أو تفضيل. وفي ختام حفل الكلمات هذا وقبل التوجه إلى تناول مأدبة الإفطار الرمضانية ألقى سماحة الشيخ تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين كلمةً أكد فيها من جديد على قوة العلاقات المسيحية والإسلامية وأن هذه العلاقة لن يعكر صفوها شيء مهما كان وتطلع سماحته إلى ذالك اليوم الذي يتجسد فيه الحلم الفلسطيني بإقامة دولته الحرة وعاصمتها القدس الشريف.

وبعد الانتهاء توجه الجميع لتناول مأدبة الإفطار الرمضاني بروحٍ وأيدٍ متعانقة بالمحبة والاحترام والشكر لهذه المبادرة التي لا تجسد فقط قوة العلاقة ما بين الكنيسة الكاثوليكية والأمة الإسلامية، بل تؤكد أيضاً على وجود شعبٍ واحدٍ متعاضد ومتعاون ومتحد في سبيل إثبات وجوده وبناء دولته وتطويرها. وفي ختام المأدبة الرمضانية شكر الأب إبراهيم فلتس كاهن رعية اللاتين في القدس جميع الحضور على مشاركتهم متمنياً أن تتكرر هذه اللقاءات الأخوية في كل عيدٍ مسيحي وإسلام

ماري-أرميل بوليو