همسات وكلمة للاحتفال بميلاد العذراء | Custodia Terrae Sanctae

همسات وكلمة للاحتفال بميلاد العذراء

انطلقت الدورة من دير المخلص، مقر حراسة الأراضي المقدّسة في القدس وعلى رأسها نائب الحارس الأخ أرتيميو فيتوريس. انضم الفرنسيسكان إلى جماعة المؤمنين في كنيسة القديسة حنة (الصلاحية). نزل خمسة عشر من الإخوة الفرنسيسكان في طريق القديس فرنسيس، ومن ثم صعدوا طريق الآلام، فطريق باب الأسود في قلب المدينة القديمة. امتزج صوت عصي القواسة بأصوات المدينة. وفي السوق، باعة ينادون على المارة. كان بالامكان سماع استاذ عربي يحاول العودة بفصله إلى الهدوء. تمتمت جماعات من الحجاج ببعض الكلمات، ثم أشاروا بعضهم لبعض مبتعدين عن الموكب.

لدى وصول الموكب إلى بازيليكا القديسة حنة في الصلاحية، وهو المكان الذي سكنت فيه القديسة حنة والقديس يواكيم والدا العذراء مريم، ازداد الجمع بشكل ملحوظ. فقد هب المؤمنون للاحتفال بميلاد العذراء، يوم 8 أيلول هذا.

هنا، يتم التكلم بعشر لغات، ان لم يكن أكثر؛ فالى ايطالية الفرنسيسكان أضيفت الفرنسية، والعربية، والاسبانية، والألمانية، والبرتغالية، واليونانية، والهندية، والروسية واللاتينية.

وصل السيد ألان ريمي، القنصل الفرنسي العام في القدس، وأخذ المكان الأول أمام الجمع للمشاركة في هذا القداس القنصلي. جلس الجميع، بينما قام الفرنسيسكان بالنزول إلى المزار المقدس لتبخير أيقونة الميلاد. وعلى صوت تحريك الكراسي، تم تبادل التهاني، والتعارف والتعرف.

ساد صمت نسبي لدى انتقال الاحتفال من المزار المقدس إلى الخورس. وقد ترأس الاحتفال الأخ استيفان ميلوفيتش، أمين سر الحراسة. صمت نسبي كونه لم يتوقف الحجاج عن الدخول والخروج الى الكنيسة خلال الاحتفال، إلا أن ذلك لم يظهر مزعجا لأي أحد. فقد بقي المؤمنون منهمكين في صلاتهم وترنيمهم.

في الخارج، كانوا صابرين. يملأون وقتهم. يتحدثون إلى جيرانهم. هنا، يلتقي أخ هندي مع أناس من وطنه، وهناك يقوم كاهن بالتحدث إلى مجموعة من النيرلنديين المتفاجئين مفسرا أن ما يحدث هو "قداس للفرنسيين" وأنه سيستمر إلى بضع دقائق أخرى.

لم تكن آخر ترتيلة للإخوة لكي يتردد صداها في الكنيسة، فالجميع في الخارج. التقى الجميع في حديقة الآباء البيض وأخذوا يروون بعضهم لبعض ما لم يستطيعوا روايته قبل القداس. يبحثون عن لغة مشتركة، يمزجون اللغات…

في لحظة، استطعنا أن نسمع صلاة وحديث بصوت واحد، وكدنا أن ننسى ما يعيشه هذا البلد من انقسامات. فقط للحظة!

دافيد فرانكفورت