فرنسيسكان الأرض المقدّسة يجددون نذورهم كلهم معا | Custodia Terrae Sanctae

فرنسيسكان الأرض المقدّسة يجددون نذورهم كلهم معا

سنة 2009 ستكون السنة 800 على تأسيس رهبانية الأخوة الأصاغر على يد القديس فرنسيس الأسيزي. وللسنة الثالثة على التوالي، يلتقي فرنسيسكان حراسة الأراضي المقدّسة بحسب المناطق، من أجل احتفال مشترك تحضيرا لهذا اليوبيل.
بالنسبة للأرض المقدّسة، فإن الحارس، بييرباتيستا بتسابالا، قد ترأس احتفالين. واحد للجليل، والآخر للقدس والجوار.

الناصرة، والتي افتتحت الاحتفال بهذا العيد، جمعت ثلاثين من الإخوة أمام عشرين من المؤمنين، رهبان وعلمانيين، على ارتباط بروحانية فقير أسيزي، حيث قامت جماعة شلوم باحياء التراتيل. وقد كانت تهيئة ناحية الخورس البيزنطي القديم في كنيسة البشارة، حيث مريم العذراء كانت حاضرة، كما وفرح "النعم" التي نطقت بها، كفيلة بأن تطفي على صلاة الغروب والقداس الذي تلاها طابعا أسريا وحميما.
مفارقة مؤثرة مع "نعم" الجتسمانية التي نطقها يسوع. حيث اجتمع هناك أيضا حوالي المائة من الفرنسيسكان، والقليل من المؤمنين، ترافقهم ترانيم القداس الالهي باللاتينية وصخرة النزاع، ما أضفى جوا أكثر احتفالية لهذه المناسبة.

إلا أنها كانت احتفالات اتسمت بروح عيد واحدة، جمعت الإخوة جميعهم حول الإنجيل. هم، الذين أُعطوا نعمة العيش في الأرض المقدّسة، الانجيل الخامس.
توجه الحارس بييرباتيستا بيتسابالا، اليهم ببعض الكلمات: "في هذا الاحتفال، نفكر في هاتين "النعمين"، نعم مريم، ونعم يسوع، اللتين افتتحتا تاريخ خلاصنا ونوعا ما قصة تاريخنا الشخصي. بالتأكيد، ففي بداية مسيرتنا كنا قد قلنا "نعم" خاصة بنا، قلناها بشغف أو حتى قد نكون قلناها بقليل من عدم الادراك، دون أن نعي بالضبط ما عنته. كما وبالتأكيد كانت في حياتنا "نعم" بنبرة نعم الجتسمانية، أكثر ألما، في الطاعة التي يتطلبها منا الايمان.

مضت ثلاث سنين، على تسلمنا علامة "التاو" (الصليب الفرنسيسكاني)، الذي يرمز إلى ارتداد فرنسيس، وفي العام الماضي تسلمنا القانون، وفي هذا العام سنستلم الإنجيل الذي أنار ارتداد فرنسيس والذي غير حياته وحياتنا بالكامل. نريد في هذا المساء أيضا، أن نجدد نعمنا، وهي نذورنا.
إذا ما نظرنا إلى حياتنا، فان ما ستراه أعيننا هو بالتأكيد قدر كبير من الضعف. لكن أن نتوقف هناك فهذا ضعف في الايمان. علينا أيضا أن نرى حياتنا بعيني الله نفسه. فلم يتم اختيارنا لأننا كاملين. لسنا هنا، لأن حياتنا كاملة. نحنا هنا، وبكل بساطة، لأنه هو اختارنا ودعانا وبالرغم من كل ضعفنا، واننا مدعوين لأن نبقى أمناء لهذا النداء.

ان الرب ليس بحاجة إلى أدوات كاملة، انه بحاجة إلى حطام، نحن غاية في المحدودية، لكننا هنا لأن الله قادنا. وهذا هو موضوع شكرنا. لسنا هنا لأننا أناس ممتازون، لأن أخوياتنا كاملة، ولكن لأنه بمبادرته بالحب والسخاء، قام باختيارنا وإقامتنا هنا.
نستطيع الآن أن نجدد نذورنا بشغف، مع الرغبة بأن نجدد هذه "النعم"، هذه العطية، هذا التكريس على مثال القديس فرنسيس الأسيزي. مع مخاوفنا، وأتعابنا، وقلة فهمنا، نحن، كما وتلك الخاصة باخوياتنا. مع أفراحنا وشكرنا أيضا. بمقدور الرب أن يحول الماء إلى خمر، واذا ما قال أحد "لقد نفذ الخمر"، عندها سيحولنا الرب ويغيرنا".

بعد هذه الكلمات، قام جميع الإخوة الحاضرين، بتجديد نذورهم بصوت واحد قوي وهم ساجدين، في لحظة ملؤها الزخم.
عقب الاحتفال، تلقوا قطعة ورق صغيرة أعدها الطلاب ترمز إلى عطية الإنجيل.
" بالنسبة لنا نحن، الإخوة الأصاغر في خدمة الأرض المقدسة، فإن هذا الالتزام هو أكثر جاذبية واثارة للشغف، لأننا نستطيع أن نتبع خطوات المسيح، ليس فقط بالروح، ولكن بعيشنا في أمكنة الخلاص التاريخية".
نتمنى يوبيلا سعيدا لجميع الإخوة

ماري أرميل بوليو