دير الأرض المقدسة الفرنسيسكاني في واشنطن يستضيف احتفال عشاء على شرف أحد صانعي السلام | Custodia Terrae Sanctae

دير الأرض المقدسة الفرنسيسكاني في واشنطن يستضيف احتفال عشاء على شرف أحد صانعي السلام

تم تكريم أحد صانعي السلام على المستوى الدولي، كصديق لدير الأرض المقدسة التابع للآباء الفرنسيسكان في العاصمة الأمريكية واشنطن. وللإحتفال بهذه المناسبة، أقيم يوم السبت 15 تشرين الثاني 2014، القداس الإلهي الذي تلاه حفل عشاء دعي إليه السيناتور السيد جورج ميتشيل، الذي شارك في الماضي في المفاوضات التي أفضت إلى توقيع "اتفاق الجمعة العظيمة"، الذي وضع حدّاً لصراع دام عدّة عقود في ايرلندا الشمالية. يذكر بأن السيد ميتشيل كان أيضاً مبعوثاً خاصاً للولايات المتحدة الأمريكية إلى الشرق الأوسط. لذلك، فقد منحه اليوم حارس الأراضي المقدسة، الأب بييرباتيستا بيتسابالا، شعار "Grato Animo".

أخبر السيد ميتشيل المشاركين في الحفل، بأن العمل الذي يقوم به صانعو السلام، يتطلب منهم المثابرة والثبات. وهو يذكر جيداً كيف أن التوصل إلى اتفاق نهائي كان محلاً للشك حتى الأيام الأخيرة التي سبقت موعد توقيع الإتفاق في ايرلاندا الشمالية.

حرص السيناتور ميتشيل بعد ذلك على تقديم نداء للأمريكيين ذكرهم فيه بالأمل الذي تمنحه أمتهم للعديد ممن يأتون إلى أمريكا بعثاً عن بيت يستقبلهم. وروى لهم قصة شاب جاء من آسيا، وأصبح أمريكياً بالتجنيس. يذكر السيد ميتشل جيداً ذلك اليوم الذي ترأس فيه هو نفسه كقاض الإحتفال الذي تسلم خلاله الشاب الجنسية الأمريكية. في هذا اليوم، قال الشاب للسيد ميتشيل: "جئت إلى هنا لأن أمريكا بلد يعطي فرصة". علق السيد ميتشيل من ناحيته على ذلك قائلاً: "لقد كان (هذا الشاب) مواطناً لبضع دقائق، لكنه استطاع أن يلخص في جملة واحدة ما يعنيه أن يكون المرء أمريكياً". اختتم السيد ميتشيل ملاحظاته، مقتبساً احدى الجمل من رسالة البابا القديس يوحنا الثالث والعشرين الشهيرة: "السلام في الأرض" (Pacem in Terris).

من ناحيته، حرص الأب الحارس على نقل صورة الوضع الراهن في الأرض المقدسة وسوريا، حيث يخدم الإخوة الفرنسيسكان. وقد أوضح للمشاركين بأن النزاع القائم في سوريا هو في الدرجة الأولى نزاع بين مسلمين، وأنه لا يستهدف المسيحيين بصورة مباشرة. لكن، وبطبيعة الحال، فإن المسيحيين يتألمون كنتيجة لهذا النزاع. كثيرون منهم قد اضطروا لترك بيوتهم. ومن قرر منهم البقاء في بيته، يواجه الآن صعوبات في العثور على حاجات الحياة الأساسية. تتم كذلك ازالة الرموز المسيحية من أماكن العبادة وحتى من المنازل.

أمّا في الأرض المقدسة، فقد تجددت الإشتباكات بين الإسرائيليين والفلسطينيين في القدس وحولها. ورغم أن المستقبل يبقى رهن المجهول، إلا أن الحارس قد أكد على أن "الرهبان الفرنسيسكان هم هناك اليوم، وسيبقون هناك في المستقبل".

حضر الإحتفال أيضاً السيد رونان تينان، صاحب صوت التينور الشهير، والذي أطرب الجمهور بصوته، مسلطاً الضوء على صانع السلام العظيم القديس فرنسيس الأسيزي، ومقدماً صلاة من أجل السلام على شكل ترنيمة.

شارك في الإحتفال كذلك صاحب النيافة الكاردينال ثيودور ماكاريك، رئيس أساقفة واشنطن المتقاعد. وبعد أن تلا صلاة الشكر قبل تناول العشاء، شارك المدعوين ببعض القصص عن البابا فرنسيس.

كان قد شارك في القداس الإلهي أيضاً كل من الأسقف المساعد في واشنطن مارتن هولي، والأب الحارس وبعض الكهنة من الدير، اضافة إلى الأسقف المساعد دينيس مادين من بلتيمور، الذي تحدث عن حاجة المسيحيين للمشاركة بمواهبهم خدمةً للبشارة.

غريغ فريدمان الفرنسيسكاني، واشنطن