دور التربية والخطاب الديني في العيش المشترك | Custodia Terrae Sanctae

دور التربية والخطاب الديني في العيش المشترك

نظم مركز اللقاء ومركز السبيل في فندق بيت لحم يوماً دراسياً بعنوان "دور التربية والخطاب الديني في العيش المشترك"، وذلك بحضور رجال دين مسيحيين ومسلمين، معلمين ومعلمات وأعضاء المراكز المنظمة لهذا اليوم. وبرز من بين الحضور مفتي بيت لحم الشيخ عبد المجيد عطا ومدير التربية والتعليم السيد سامي مروة، والممثل عن قائد محافظة بيت لحم السيد عدنان النايف.

وقدم الدكتور جريس خوري مدير مركز اللقاء، بعد الكلمة الترحيبية، الجلسة الأولى بعنوان المناهج التربوية من أجل العيش المشترك. وشدد فيها على أهمية مراجعة المناهج التربوية الفلسطينية وبالأخص كل من منهاج التربية المدنية والدينية واللغة العربية والتاريخ، وإضافة ما هو ناقص من معلومات تاريخية بناءة، وخاصة تلك التي غابت على مدار سنوات من المناهج. وأكد على أن القضية ليس فقط في النصوص بل في النفوس التي بحاجة إلى عيش قِيم تبادل الاحترام والمحبة. وذكر أهمية نشر ثقافة الديانات في جميع المدارس والابتعاد عن روح التعصب المنغلقة.

أما الأب فيصل حجازين، الأمين العام للمدارس المسيحية في فلسطين، فقد استعرض نتائج اللقاء الذي عقد مع وزارة التربية والتعليم، وتطرق إلى موضوع الحضور المسيحي في فلسطين باعتباره مكون أساسي تاريخي ومجتمعي. وتحدث عن كتابين صدرا وتناولا المؤتمرين الأول الذي ناقش تاريخ الكنيسة في الأرض المقدسة والثاني الذي عالج التاريخ معلم الحياة. وجمع فيهما النصوص التي يجب أن تضاف إلى كتب مناهج التربية والتعليم في البلاد.

ورحبت وزارة التربية والتعليم بالملاحظات التي قدمت إليها، وقد أصدرت على أثر ذلك كتابا بعنوان "التاريخ معلم الحياة". وكان يهدف إلى الإطلاع على الأخطاء التاريخية بحق المسيحيين الفلسطينيين في المنهاج وتعديلها.

ثم عقدت ندوة بعنوان "الخطاب الديني من أجل العيش المشترك" بمشاركة كل من الشيخ زهير الدبعي والقس إبراهيم نيروز والسيدة هيفاء برامكي، وأدار الجلسة السيد يونس جدوع.

وألقى المتحدثون الأضواء على أهمية الخطاب الديني، وكيفية توظيف هذه النصوص في خدمة العيش المشترك، وطالبوا بأن يكون هذا الخطاب متوازنا بعيدا عن العنصرية والانغلاق، لخلق جيل جديد وتنمية حضارة المحبة والانتماء الوطني الحقيقي.

أما التوصيات التي أعلنت في ختام اليوم الدراسي رفعت فقد أكدت أهمية تحقيق هذا الوعي للعيش المشترك السليم. ودعا اللقاء كل واحد منا ومن خلال موقعه وحياته اليومية أن ينطلق في هذه الرؤية الجديدة لتحسين أوضاع العيش المشترك الآن وهنا.

وكان مركز اللقاء قد طرح هذا الموضوع بجوانب متعددة ضمن ندوات مختلفة في المناطق الفلسطينية وفي الجليل. كما استقطب اهتمام رجال الكنيسة ورجال التربية على مدار سنوات طويلة بغرض التوصل الى توعية وافية للمرحلة الصعبة التي يمر بها الشرق الأوسط، وضرورة تعزيز اللحمة الوطنية.
تقرير: الهام مرشي
تصوير: نديم عصفور