ذكرى الأطفال الأبرياء القديسين في بيت لحم | Custodia Terrae Sanctae

ذكرى الأطفال الأبرياء القديسين في بيت لحم

بعد أيام قليلة من الليلة المقدسة في بيت لحم، من ميلاد مخلص العالم، ملك السلام، تحتفل الكنيسة اليوم بذكرى الأطفال الأبرياء، الذين أعلنوا إيمانهم بالموت دون ان يتكلموا، ليتبعوا الحمل حيثما ذهب.
وبينما تختلط مشاعر فرح الميلاد بمشاعر الحزن لقتل هؤلاء الأطفال الأبرياء، فإننا اليوم وبإيمان تعاليم الكنيسة التي تركز على المجد الذي حصلوا عليه، احتفل الرهبان الفرنسيسكان بالذبيحة الإلهية في مغارة القديس يوسف التي تقع بجوار مغارة المهد، والتي وفق تقاليد الكنيسة، ظهر فيها الملاك ليوسف في الحلم، وأخبره أن يأخذ الطفل وأمه ويهرب إلى مصر (متى 2: 13-15)، وشارك العديد من الكهنة والرهبان والراهبات والمؤمنين في هذا القداس، الذي ترأسه الأب أرتيميو فيتوريس، نائب الحراسة العام. وشدد الأب فيتوريس في عظته على تاريخ هذا العيد الذي يعود إلى القرن الرابع الميلادي، وتحدث عن المآسي التي يعيشها عالم اليوم من عذابات ومجاعات وعنف اتجاه الأطفال. وتطرق إلى أهمية دورنا في منح الحب لكل طفل على مثال القديس فرنسيس أبي الفقراء. ولفت إلى كلمة يسوع في الإنجيل عندما قال: كل مرة فعلتم مع واحد من إخوتي الصغار فمعي قد فعلتموه". ودعا الأب أرتيميو الجميع للصلاة من أجل أطفال بيت لحم وضواحيها كي يعيشوا حياة كريمة في سلام وطمأنينة وحرية.

لا بد من الإشارة إلى أن الطفل المخلص أنقذ من الموت بسبب تحذير الملاك ليوسف ليهرب إلى مصر، بينما قتل سائر الأطفال الأبرياء من سنتين وما دون، وهذا بالطبع أحد أحزان أمنا العذراء مريم لعلمها بحقد الآخرين على ابنها ومخلصها، وبأن إنقاذ ابنها أدى إلى موت الأطفال الأبرياء.

البشرى السارة التي وصلت إلى الملك هيرودس "ملك اليهود" أدت إلى اضطرابه وخوفه على السلطة الأرضية. وميلاد الملك السماوي جعله يفكر بطرق احتيالية على المجوس الذين أتوه بالبشرى السارة، وأخذ يدبر لقتل الطفل يسوع. لكنه لم ينجح، بل ارتكب جريمته الشنيعة مع أطفال أبرياء، وأريقت دماؤهم في مجرى طريق الخلاص وسط الآلام والبكاء والصراخ وعويل الأمهات المتصاعد إلى عنان السماء

تقرير: الهام مرشي
تصوير: نديم عصفور