بيان مجلس الأساقفة الكاثوليك بمناسبة يوم الحياة الزاهدة | Custodia Terrae Sanctae

بيان مجلس الأساقفة الكاثوليك بمناسبة يوم الحياة الزاهدة

أصدر مجلس الأساقفة الكاثوليك في الأرض المقدسة يوم أمس، بيانا بمناسبة عيد يسوع الملك، والذي يصادف اليوم العالمي للحياة الزاهدة، حيث تحتفل به الكنيسة في 21 تشرين الثاني.
وجاء في هذا البيان الموجّه إلى الرهبان والزاهدين:
تحتفل الكنيسة يوم 21 تشرين ثاني في كل عام، بيوم الحياة الزاهدة، وأن الكنيسة “مدينةٌ جدا لهؤلاء الأفراد الذين يكرسون أنفسهم بالكامل للصلاة من أجل الكنيسة والعالم” (بندكتوس السادس عشر).
وبصفتنا رؤساء الكنائس الكاثوليكية في الأرض المقدسة، نعرب لكم عن تقديرنا وامتناننا، مؤكدين لكم قربنا منكم، وإننا مدينون لكم بالكثير. وإن أبرشياتنا أثريت بوجود أديرتكم الزاهدة، وهي الأماكن التي ترفع فيها الصلوات الحية في ربوع أرضنا” (الرسالة الراعوية لسنة الإيمان).
إن الأديرة والمساكن الرهبانية السبعة والعشرين، التي حولها الرهبان والزهاد البالغ عددهم 259 إلى أماكن متعالية بنمط حياتهم جميعها. وهي تمثل لنا ولأرضنا "شهادة حية لوجود المسيح الذي قام من بين الأموات". "إن أرضنا هذه مباركة لأنها مهد نزول الكلام الإلهي وسيرة الخلاص. لا بل إنها أرض التجسد الإلهي” (كنيسة القدس، التصميم الراعوي العام، رقم 6).
إننا دوما فرحون بلقائكم وبالاستماع إليكم والصلاة معكم. وعندما نترككم يساورنا شعور بالراحة وبتقوية عزمنا على بذل كامل أنفسنا لمهامنا كرعاة، فنشهد للمسيح الذي قام من الأموات، ونزرع الأمل.
أحباؤنا الزهاد والزاهدات،
إننا نهيب بكم أن تكونوا، في نمط حياتكم المكرسة لله بكاملها، منارة تضيئ لنا طريقنا. إن سنة الإيمان "هي الزمن الذي يتوجب علينا فيه أن نواجه بحزم التحدي في إنشاء جماعة من القديسين، كي تتمكن الكنيسة الأم في القدس من الاستمرار لأن تكون منارا مشعا” (الرسالة الراعوية).
وعلى مدى هذه السنة سنوكل إليكم الصلوات من أجل أرضنا، والشعب الذي يسكنها والمسؤولين عن المصالح العامة ومبادرات التسامح والسلام، ومن أجل النشاطات الهادفة إلى تهيئة مسيحيي أرضنا، عربا وغيرهم من متكلمي العبرية أو المهاجرين من طلاب العمل.
مثابرتكم في صلواتكم ستنال من لدن الخالق نعمة تحول أرضنا المقدسة من خريطة عنف إلى خريطة مسيرة خلاص متنامية البناء. وخاصة أن صلواتكم الهادئة تتكلم "بلغة الإيمان التي تُنمّي أيضا العدالة والسلام والمغفرة والتسامح، وقبل كل شيء الأمل، حيث أن العالم ولغته الراهنة لا تشير إلا إلى اليأس” (الرسالة الرسولية). إننا نوكل إلى صلواتكم الأمينة أبرشياتنا، ورعاتنا والمؤمنين من أبنائنا، كي يصبحوا بإيمانهم الشخصي والجماعي، "إشارة حية لحضور السيد الذي قام من الأموات".
إن تبنيتم ذكر أبرشية واحدة في صلواتكم كل أسبوع، يكون ذلك شهادة طيبة لتقارب الزهاد مع الكهنة العاملين. وإن تمكنتم من دعوة أحد كهنة الرعايا ليشارككم حياة رعيته، سيشكل ذلك فرصة تعارف متبادل. وسينعم كل منكما بثراء إنساني وروحي من جراء ذلك.
وإذ نعرب لكم عن امتناننا، نتضرع إلى الرب أن يسبغ على كل رجل وامرأة منكم وافر نعمه، ونبارككم باسم الآب والابن والروح القدس.