إستفانوس رئيس الشمامسة وأول الشهداء | Custodia Terrae Sanctae

إستفانوس رئيس الشمامسة وأول الشهداء


القدس الأربعاء 26 كانون أول 2012، تحتفل الكنيسة بعيد القديس استفانوس، المعروف بالشهيد الأول في الكنيسة الذي يأتي عيده في غمرة الأعياد الميلادية المجيدة والتي يحتفل بها العالم المسيحي بالحدث الكبير الذي جرى منذ ما يزيد على ألفي سنة.
شارك الرهبان الفرنسيسكان بحضور الأب أرتيميو فيتوريس، نائب الحراسة العام، والعديد من الرهبنات والحجاج والمؤمنين، بالحج التقليدي إلى المغارة التي تقع خارج أسوار المدينة المقدسة، على سفح جبل الزيتون، والتي تعود ملكيتها إلى الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية، وفيها يحيون ذكرى استشهاد استفانوس رئيس الشمامسة وأول الشهداء.
وبعد الاستماع إلى فصل من أعمال الرسل حول استشهاد القديس استفانوس، ألقى الأب إلياتا من معهد الكتاب المقدس الفرنسيسكاني، كلمة أمام المشاركين، فيها شرح عن شخصية هذا الشهيد، مشيرا إلى أن "القديس استفانوس المعروف باسم الشهيد الأول، هو القديس الأول الذي تبع خطى يسوع واستشهد". وأصبح إيمانُه مثالا لكل الشهداء، وبقى قدوة أمام عيون المؤمنين على مر الأجيال".

اهتدى إلى المسيحية من خلال كرازة بطرس الرسول، ومُنح نعمة الروح، وصار من التلاميذ الاثنين وسبعين الذي أرسلهم المعلّم في الأرض ليبشّروا بملكوت الله، إنّه القدّيس أستفانوس رئيس الشمامسة السبعة.
كان غيورا على المسيحية فتحمل الألم والتعذيب والموت من أجل المسيح، صنع العجائب والآيات العظيمة في الشعب، وتكاثر عدد التلاميذ في أورشليم. هو الأول الذي أريق دمه بعد السيد المسيح على يد اليهود.
عاش بأمانة وصدق، أحبّ القريب والبعيد، سامح العدوّ وصلّى لأجله. شهد للحقّ الإنجيلي، وكان مثالاً في الإيمان. لم يقاوم اليهود فهيّجوا الشعب والشيوخ والكتبة ضدّه فقبضوا عليه. دافع عن نفسه بحكمة وجرأة، غير أن محكمة الأرض أدانته بالرجم حتى الموت.فرأى حينها مجد الله ويسوع قائما عن يمينه، فأدرك أن محكمة السماء قد برأته عند هذه الرؤية. رجم بالحجارة، فرأوا وجهه كوجه ملاك، وقدم روحه للرب يسوع. ومنح إكليل الشهادة وصار أول شهداء المسيحية.

إن قصة القديس استفانوس في القدس، تعود إلى أحداث طويلة ومعقدة، تبدأ عند العثور على ذخائره عام 415، في كفار جاملا التي تبعد قليلا عن القدس، ومن هناك انتقلت الذخائر إلى القدس في 26 ديسمبر في ذات العام،على يد المطران يوحنا، مطران القدس. وفي سنة 439 نقلها البطريرك كيرلس إلى كنيسة بنيت على اسم القديس إستفانوس.
وفي سنة 444 شيّدت الإمبراطورة أودكسيا مكان الكنيسة بناءً ضخماً يضم كاتدرائيةً وديراً واسعاً. كرسها البطريرك مرتيريوس، لكنها دمرت سنة 614. وعاد البطريرك صفرونيوس بعد زمن وبنى كنيسة صغيرة في الموضع ذاته، كانت ما تزال قائمة عند دخول الصليبيين، فأعادوا بناءها ثم دمرت بعد خروجهم من الشرق.
سنة 1882 اكتشفت الكاتدرائية التي شيدتها الإمبراطورة أودكسيا، وأقيمت على أنقاضها كاتدرائية ضخمة كرست في 13 أيار 1900. ولا يزال في أورشليم، الباب الذي أخرج منه القديس ليرجم يعرف باسم باب استفانوس.