إصدار ألبومين موسيقيين جديدَين CD من مجموعة "ماجنيفيكات": لخدمة الأرض المقدسة الثقافية والروحانية | Custodia Terrae Sanctae

إصدار ألبومين موسيقيين جديدَين CD من مجموعة "ماجنيفيكات": لخدمة الأرض المقدسة الثقافية والروحانية

القدس، 2 ديسمبر 2011

كان معهد ماجنيفيكات، المدرسة الموسيقية التابعة لحراسة الأرض المقدسة والتي يُديرها الأب أرماندو بييروتشي، الذي يتولى مهمة التأليف الموسيقي والعزف على الأرغن في كنيسة القبر المقدس منذ أكثر من 23 سنة، قد أصدر حديثاً ألبومين موسيقِيَّين جديدَين، من أجل إغناء مجموعة "ماجنيفيكات"، حيث تلقت هذه المبادرة الدعم الأساسي من قبل بعض أعضاء مؤسسة Amici del Magnificat في سويسرا. وإن إنجاز هذا العمل القَيِّم، من شأنه أن يدعو إلى التأمل في قيمة العمل والخدمة التي يقدمها الفرنسيسكان لهذه الأرض، بمساعدة أشخاص موهوبين وأصدقاء حسّاسين وكُرَماء، ممن يُدرِكون أهمية حماية وتنمية النشاط الليتورجي والثقافي المميز الذي يُمّيِّز بدوره هذه المواقع. وقبل سنتين مضت، كانت مؤسسة Amici del Magnificat في سويسرا، قد روَّجت لمبادرة أصلية وقيّمة مشابهة ،والفضل يعود لها في إنتاج ألبوم يضم ترانيم ميلادية، وألبوم آخر يضم ترانيم لزمن الصوم الأربعيني والفصح، مُستوحاة من التقليد العربي المسيحي في الارض المقدسة، حيث تم تسجيلهما في سبتمبر 2009،خلال جولة الحفلات الموسيقية في سويسرا، لكل من جوقة الياسمين وجوقة ماجنيفيكات الموسيقية التابعتين للحراسة الفرنسيسكانية، بقيادة السيدة هانية سوداح صبّارة، وبمرافقة أوركسترا
Camera di Locarno بقيادة المايسترو Andreas Laake ، وعزف الأب أرماندو بييروتشي على الأرغن. واليوم، فإن من شأن هذين العمَلين الجديدَين مع الموسيقى المؤلفة، أو التي يتم عزفها في حراسة الأرض المقدسة، إثراء التراث غير الاعتيادي لمجموعة "ماجنيفيكات".

يُوَثِّق الألبوم الأول ، De Basilica Sanctissimi Sepulcri – Laudes Ecclesiae Latinae, الخدمة الموسيقية التي يُؤديها الفرنسيسكان يومياً في كنيسة القبر المقدس في القدس، من خلال الأصوات المُرَنِّمة الرائدة للأب Cristoforo Alvi، والأخت Anne Laurent ، بمشاركة الرهبان في كنيسة القبر المقدس وبمرافقة عزف الأب ارماندو بييروتشي على الأرغن، والأخت Anne Laurent. ويتضمن العمل ثلاثة قداديس إلهية: De Angelis (VIII)، Pater Cuncta (XII)، Cum Jubilo (IX), ، مُرتلّة باللحن الغريغوري أمام معبد القبر المقدس، وبعض المراحل ضمن المسيرة اليومية. يقول الاب أرماندو بحماس:" هناك الكثير من الاشخاص ممن يَثنون على العمل ويتأثرون عندما يحضُرون القداس الإلهي في كنيسة القبر المقدس، ويُعتَبَر هذا الألبوم الذي أنجزناه، تذكاراً وسجلاً قيّماً لهذه اللحظة الرائعة لجميع هؤلاء الذين يتمنون اختبارها". وأيضاً كتب الأب أرماندو في الكُتَيِّب الذي يحتوي على نصوص كان قد كتبها رهبان يخدمون أو خدموا يومياً في كنيسة القبر المقدس، إضافةً إلى صور للفرنسيسكان في لحظات ليتورجية متنوعة، ولمواقع رئيسية تضمُّها الكنيسة، قائلاً: " يؤم كنيسة القيامة حتى في ساعات الصباح الباكر، الكثير من الأشخاص الذين غالباً ما يكونوا مجموعات من الحجاج ، أو حشود السياح؛ وهنا لا يتوانى الأدلاء السياحيين عن تقديم التفسيرات والشروحات بصوت عال. وهذا هو الوقت الذي أرّكّز فيه(...). إن الأرغُن لهو أداة للصلاة وأنا أجعله يساعدنا في ان نصلي. وهنا يتلاشى الضجيج، إنه وقت القربان المقدس حيث يتجمع الكُلّ؛ ولا نعُد نسمَع صوتاً في البازليك، إذ تفرض الآلات الموسيقية الهدوء في هذه الحالة. ويُسعِدُني بأن أصلّي كل يوم بمعيّته". وفي الحقيقة إن الـ CD يجعلنا نستشعر هذه الصلاة التي يتم إحياؤُها يومياً في كنيسة القبر المقدس، حيث أن تسجيل الصلاة من أعلى كنيسة القيامة، من الشرفة التي تعلو معبد القيامة، يهدف إلى الإحساس بروحانيتها العميقة، " بشكلٍ يتفق " مع تداخل وانسجام الإيقاعات المختلفة التي تجتمع مع بعضها بغموض.
وكتب تعاون المؤلفين والناشرين الموسيقيين من SUISA يقول:" إن نهاية القداس Cum Jubilo تجعلنا نحبس الانفاس.(...) كما أن التصميم بالنقوش الذهبية والكتَيِّبات غاية في الروعة."

أما بالنسبة للألبوم الثاني CD, Via Crucis – De Profundis ،فقد نتج من لقاء الصداقة ما بين اثنين من الفنانين الأصيلين والعميقين الإحساس: الشاعرة الروسية Regina Derieva ، التي الفت الأغنِيَتين الاثنتين، وبين الأب أرماندو بييروتشي الذي الف الموسيقى للأغنيتين. وقد نتج عن هذا التعاون عمل غاية في العمق، يدعو إلى التعمق في جوهر الكائن البشري بأسلوب حديث ومهذب، قادر على دمج عناصر روحية وثقافية كبيرة.
ولقد تم تأليف الأغنيتين الاثنتين باللغة الروسية الأصلية في الالبوم الموسيقي، كما تم إنتاج إصدار جديد لهما بمناسبة حفل موسيقي تم إقامته في بازيليكا S. Maria delle Grazie بتاريخ 30 سبتمبر 2011، وحيث توجد لوحة العشاء السري للفنان ليوناردو دا فينشي . وفي هذه المناسبة التي حضرتها زوجة رئيس الاتحاد الروسي، السيدة Svetlana Medvedev، قامت فرقة كورال Holy Synod من موسكو، وأوركسترا أكاديمية الموسيقى الدينية بقيادة المايسترو Diego Montrone بعزف مقطوعات موسيقية لكل من
Sergej Rachmaninov و المطران Metropolita Hilarion Alfayev والأب أرماندو بييروتشي و Giuseppe Verdi . وقد لاقى عزف الأب أرماندو بييروتشي لجزء من اغنية De Profundis ، استحساناً كبيراً ونقداً إيجابياً، يُشير إلى مدى " فعالية وجمال عمل الـ ميزو سوبرانو، والناي والكورال والاوركسترا، الذي يجمع بشكلٍ رائع ما بين الكلاسيكيّة والحداثة، مع نظام متوازن صارم وجريء، وغني ويوحِي بالأسئلة حول معنى الحياة والموت"(www.arcipelagomilano.org/archives/13840)..
تم استكمال العمل الجرافيكي للألبوم، على شكل ثلاثي ومستوحىً من عمل رسام الفن الديني الفرنسي الأصل Arcabas ، مع إعادة استخدام صورة لوحته الشهيرة "يسوع الملك" على الغلاف، وفي داخل الغلاف، صورة يسوع المصلوب حيث يظهر على خلفية زرقاء من المطر الكثيف، مع تفاصيل لمجسم المصلوب المصنوع من الجبص في Notre Dame de la Salette ، او مشهد إغماء القديسة مريم والدة الرب بين يدي القديس يوحنا، والتلاميذ والنساء التقِيّات.

لقد تم إنتاج كمية محدودة من الالبومَين الموسيقيين كإنتاج أوَّل، ولكن هناك نِيَّة لإعادة إنتاج كمية أخرى منهما، ويتم توزيعهما من خلال معهد ماجنيفيكات التابع لحراسة الأرض المقدسة،(www.magnificatinstitute.org)، والمكتبة الفرنسيسكانية ، والمركز الإعلامي الفرنسيسكاني في القدس (www.cicts.org),،ومكتبة الأرض المقدسة لإصدارات الأرض المقدسة في ميلانو(www.libreriaterrasanta.it)، ومؤسسة Amici del Magnificat في سويسرا (www.amicimagnificat.ch).

وحالياً يعمل الاب أرماندو بيروتشي على إنجاز عمل رائع: وهو تأليف سيمفونية أفخارستيا تجمع الترانيم الدينية المقدسة لكافة التقاليد الدينية القديمة الموجودة في المشرق ( اليهود والأرمن واليونانيين والملكيّين والروس واللاتين واللوثريين والسريان والأثيوبيين والأقباط والكلدانيين والمارونيين)، حيث يقوم بكافة التحضيرات بمهارة كبيرة. كما يتم حالياً التحضير لعرض العمل الموسيقي في اماكن مرموقة. إن الحب للموسيقى وللأرض المقدسة، يساهم في كتابة قصة غير اعتيادية من الخدمة والثقافة، في موقع لا يمكن فيه استبعاد موضوع التنمية والالتزام الثقافي والروحي في أي نقاش حول المستقبل وحول السلام.

بقلم كاترينا فوبا بيدريتي
تصوير ماركو جافاسو