انتقال الكاردينال كارلو ماريا مارتيني إلى جوار ربه | Custodia Terrae Sanctae

انتقال الكاردينال كارلو ماريا مارتيني إلى جوار ربه

2012/09/03

تقبلت الكنيسة بحزن عميق نبأ وفاة الكردينال كارلو ماريا مارتيني مساء يوم الجمعة 30 آب الذي توفي عن عمر يناهز ال-85 بعد صراع مع المرض. وكان الكاردينال المرحوم رئيس أساقفة ميلانو الفخري السابق وراعي أكبر أبرشية في العالم لمدة 22 عاما. وهو يعتبر أحد أبرز رجال الكنيسة الكاثوليكية في العقود الأخيرة، حيث لقب ب " الرجل الكبير" و "رجل الله" للعالم الكاثوليكي والعلماني.

وعبّر قداسة البابا بندكتوس السادس عشر عن حزنه العميق لوفاة الكاردينال مارتيني اليسوعي، ووصفه قداسة الحبر الأعظم بكلمات التعزية للكاردينال أنجلو سكولا خليفة مارتيني في أبرشية ميلانو بأنه "الأخ الذي خدم الإنجيل والكنيسة بسخاء".
ويعتبر الكاردينال مارتيني معلما مميزا في الكتاب المقدس، وواحدًا من آباء الكنيسة المعاصرة في الشرق والغرب على حد سواء. وتميز بالانفتاح الكنسي، والحوار والتلاقي مع الإنسان من مختلف الأعراق الإثنية والأديان، وترك إرثا كنسيا عظيما، وقد وضع 150 كتابا و 1000 مقال علمي.
وحصل الكاردينال المرحوم على عدة جوائز فخرية من هيئات مسيحية وغير مسيحية. ولقب برجل الحس الاجتماعي، نظرًا لمبادراته الخاصة مع الفئات الاجتماعية المهمشة والفقراء والمحتاجين.
ومن ناحية ثانية قال حارس الأراضي المقدسة الأب بيير باتيستا بيتسابلا في مقابلة له مع "منشورات الأرض المقدسة": إن الكاردينال مارتيني قام باختيار دقيق: أن يعيش في الصمت والخفية في القدس، ولم يشترك في لقاءات عامة سوى بعض المناسبات النادرة جدا". وامتازت علاقته بالرهبان الفرنسيسكان من خلال وجوده في المزارات المقدسة، وتعامله بطريقة بسيطة جدا وعائلية".
أحب الكاردينال مارتيني الأرض المقدسة حبا عظيما حتى أنه بعد تقاعده بخمسة سنوات، جاء ليعيش في الأرض المقدسة ومكث هنا بضع سنين، عاش في الصمت والصلاة، مستقبلا العديد من الحجاج، موجها إليهم رسالة الأمل والسلام.
وفي صيف 2005 منحت جامعة بيت لحم شهادة الدكتوراه الفخرية للكاردينال مارتيني، وأعرب عن رغبته بتأسيس المعهد الذي لا يزال يعمل حتى اليوم ويحمل اسم "معهد الكاردينال مارتيني للقيادة". وقال الدكتور يوسف زكنون مدير المعهد في حديث حصري لنا: "افتقدت جامعة بيت لحم محبا وصديقا بامتياز مدة فترة طويلة، حيث يعتبر من أهم الوجوه الكنسية البارزة. وتأسس هذا المعهد قبل أربع سنوات تقريبا، في حرم جامعة بيت لحم، ويسعى إلى تطوير القدرات القيادية لدى الشعب الفلسطيني بشكل عام، وبشكل خاص فئة الشباب الفلسطيني، والنساء والأمهات الفلسطينيات. وعمل هذا المعهد لتحقيق إنجازات كثيرة في مفاهيم القيادة في الكنيسة، في أساليب التواصل والاتصال، القيادة ودور المرأة الفلسطينية. ويبلغ عدد اللواتي التحقن بمثل هذه الدورات نحو 500 من النساء المسلمات والمسيحيات".
ومن المقرر أن تجري مراسم جنازة الكردينال كارلو ماريا مارتيني الاثنين ، الثالث من أيلول في كاتدرائية ميلانو في إيطاليا.